أقلام

طمني عليك

أمير الصالح

صباح/مساء الورد
والتفاؤل ،طمني عليك
وعلى من تحب.

منذ حلول الجائحة، أعددت رسالة قصيرة أحاول أن أرسلها كل شهر مرة لعدد من الأحبة والأصدقاء
والمعارف بهدف الاطمئنان والتعبير عن الاشتياق.

منذ أن أطل على العالم فيروس كورونا واجتياحه كل بلاد الدنيا، اضطربت ردود الأفعال لدى معظم سكان المعمورة.
في بداية اجتياح الفيروس، جندت معظم دول العالم طاقتها الصحية لتوعية الناس من جهة، والحد من انتشار الوباء. من جهة أخرى أصبحت كل وزارة صحة في كل دول العالم تنشر دوريا عدد الضحايا والمتأثرين والمتعافين من هذه الجائحة.
ومع امتداد فترة إقامة الفيروس في الأرض وتمدده وقوة سطوته، انتشرت روح القنوط لدى عدد ليس بالقليل من سكان المعمورة، ولاسيما بعد فقد بعض من أحبائهم، وأضحى أغلب الناس منشغلاً بذاته أو أخبار محيطه أو قراءة آخر التقارير عن عدد المصابين في مدينته أو دولته، وتدبير أمور معيشته من مأكل ومشرب وملبس بأقل احتكاك أو تواصل بشري – بشري، وتواكب ذلك وبشكل مفاجئ مع اختفاء تقارير عدة نشرات أخبار سارة أو باعثة على الحياة والعافية. وأضحت أغلب الرسائل الإلكترونية رسائل تعزية، أو رسائل طلب الدعاء لشفاء مريض بطاعون الكورونا. وحدث أن وصلتنا
رسالة تداولها الكثير من الناس كتبتها- كما يزعم الناقلون- ابنة مؤسس
ومالك بنك عالمي يتمتع بثراء فاحش، كان نص الرسالة: ” نحن اثرياء جداً، إلا أن أبي فارق الحياة وهو يحاول أن يتنفس شيئاً مجاناً اسمه الهواء ” لقد حال فيروس كورونا المميت دون حصول ذلك الراحل على استنشاق الهواء المجاني.

كل هذه الأخبار المؤلمة أمر معلوم وملموس لأبناء هذا الجيل، وندونه هنا لأبناء الأجيال القادمة لمعرفة بعض ما حدث إبان وقوع الجائحة في عام ٢٠٢٠ م. وهناك حتماً مدونات كثيرة، ووثائقيات عدة ستسجل بالتفاصيل المتعددة مدى الآثار لجائحة كورونا على سكان كوكبنا.

إلا أنه مع صعوبة الآثار، من الجيد أن يبتكر الإنسان أساليب مبدعة ومتنوعة ليتفقد أحوال من يكن لهم المودة والحب والاحترام ليبث روح الاطمئنان والسلام لأصدقائه وأحبائه وجيرانه ومن تعرف عليهم وتركوا انطباعاً جميلا في نفسه.
رسالة ” طمني عليك ” ، تتضمن جملة كافية لأن تحتفي بقلب من تُرسل الرسالة له. فبعد انقطاع المصافحة واختفاء الإنسان خلف الامتناع عن مخالطة الناس، وحظر أي تجمع منعاً لانتشار الفيروس، أضحت المبادرة بالاتصال عبر التواصل الاجتماعي أمراً ينم عن التعبير عن الاصطفاء من خلال السؤال عن الأشخاص العزيزين، والتواصل مع من لهم معزة في النفس. فمن الجميل عندما تجف أمطار اللقاءات الجماعية والثنائية، أن نطور من أساليب نستمطر بها سحب المودة والحب والاحترام.

فرسالتي للقراء الكرام ولمن (يعزوننا ونعزهم):
” السلام عليكم ..صباح
/مساء الورد والتفاؤل. طمنوني عليكم . لقد اشتقنا لكم ولمجالسكم ولجميل أحاديثكم
وطرائفكم.
لقد قمت بإرسال هذه الرسالة بدل الاتصال الهاتفي للقيام بواجب إلقاء التحية والسلام والإعراب عن كبير الاحترام لكم والاطمئنان عليكم والدعاء لكم بدوام وافر الصحة والسلامة.
هذه الرسالة أرسلت لتفادي إيقاع أي اتصال هاتفي قد لا يتم في الوقت المناسب لكم. ودمتم سالمين وبعين الله محفوظين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى