أقلام

الشعور بالنقص سبيل النجاح

صالح المرهون

الشعور بالنقص كلمة تحمل انطباعًا سلبيًا عند أكثر الناس، وهم على حق، وانطباعهم واقعي وصحيح إذا كنا ننظر إلى هذا الشعور في جانبه السلبي، ولكن: من قال بأن الشعور بالنقص هو دائمًا سلبي؟!
الشعور بالنقص هو المحرك الرئيس لبلوغ الكمال عند الإنسان، وهذا السعي الدؤوب نحو الكمال الذي هو المثالي دائمًا، وهدف متحرك، وهو الذي يجعل الإنسان في مراكب السمو المتتابعة، وهو الذي يجعل الإنسان يؤدي دوره الصحيح في مجتمعه، ولكن عندما يتحول هذا المحرك إلى مرض ووسواس لا يملك رصيدًا واقعيًا، عندها يتحول إلى معول يهدم البناء الصحيح للإنسان، إذن نحن نحتاج إلى أن نشعر دائمًا بالنقص في كل سلوكنا، في تعاملنا مع أنفسنا وتعاملنا مع الناس، وفي عبادتنا مع الله، وكلها عبادة، إلا أن هذا الشعور يجب أن يكون محدودًا بحدود الواقعية، وهذه هي النفس الصحيحة التائقة إلى الكمال، وهذا هو سلوك أئمة الدين، فرغم أنهم معصومون، إلا أنهم دائمًا يشعرون بالتقصير، ومثال على ذلك زين العابدين(ع) معروف في شعوره بالتقصير في عبادته عند ما يقارنها بعبادة جده صلوات الله عليهم. وهذا الشعور له خط أحمر كما قلنا، فإذا أفلت منه تحول إلى شعور سلبي، وأهم أسباب الشعور السلبي هو عدم الثقة بالنفس لتجارب سابقة مليئة بالإحباطات أو الإحباط واحد عظيم جدًا في النفس، أو طريقة تربية خاطئة يبرز فيها تحقير الطفل والتقليل من شأنه، وقد يتعدى الأمر إلى قمع فئة معينة من الناس، فيتحول هذا القمع في صورة من الصور إلى عدم الثقة بالنفس وإلى الشعور بالنقص. وللتخلص من هذا الشعور في جانبه السلبي يجب تقييم الأمور تقييمًا موضوعيًا وليس تقييما عاطفيًا انطباعيًا.
عندها فقط تتضح الصورة للإنسان، ويتضح السبيل الواجب اتباعه في الأمور. وعلى الإنسان أن يتخيل دائمًا أن هناك شخصًا يحاوره هو نظير له في داخله كي ينتصر على هكذا أمراض. وكي يكشف خبايا النفس فالنفس قد تؤثر سلوكًا معينًا ويسلح حينها بالإبهام. ولكن عند المكاشفة الذاتية تتوضح الدوافع. وعندها يتقيم الموضوع تقييمًا صحيحًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى