أقلام

الطرمّاح بن عدي الطائي

طالب المطاوعة

ما السبب في أن يأمر ويوجه بن بنت رسول الله ص الإمام الحسين (ع) الطرمّاح بأن يتقدم أمام الركب ليرتجز بقصيدته العصماء والخالدة بخلود الحسين وعاشوراء؟
فتقدم وجعل يرتجز ويقول:

ياناقتي لاتذعري من زجري ..

وامضي بنا قبل طلوع الفجر..

إلى آخر القصيدة المشهورة.

ألم يكن الإمام الحسين (ع) يعرف الطريق وهو الإمام المعصوم؟

لماذا سأل الإمام الحسين (ع) ذالك السؤال:  “من منكم يعرف الطريق على غير الجادة؟”.

هل الإمام الحسين ع يؤمن بالتخصص وإنه لكل مجال أهله ورجاله؟

هل أراد الحسين بن علي (ع) أن يوصل لنا رسالة، بأنه مهما بلغنا من العلم والمعرفة، فلابد أن نعيد المياه إلى مجاريها والأمور إلى نصابها، بأن نعطي أهل الاختصاص دورهم ومكانتهم وقيمتهم وحقيقتهم مهما كنّا في أعلى درجة ومكانة منهم؟.

وعليه ذلك الحال من قبله مع نبي هذي الأمة وخاتمها رسول الله ص عندما أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة المنورة للدفاع عنها أمام جيش قريش، وحلفائها. حيث كان الفرس يحفرون الخنادق للدفاع في الحرب، فقال سلمان: «يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا».

وألا يذكّرنا ذلك بما فعله الإمام جعفر الصادق (ع)، عندما كان يرسل أصحابه للأمصار ويعيد الناس إليهم بالأحكام في أيام وجوده وحياته؟

ما الرسالة والدرس الذي علينا أن نتعلمه ونستخلصه من سيرتهم (ع) مهما أوتينا من العلم والمعرفة والمكانة في بناء من هم حولنا كقيادات تتحرك على نفس المسار وتشق الطريق وتكمل المسير لمن يأتي من بعدهم، حتى ينتهي الطريق إلى الله الواحد الأحد الفرد الصمد، ويرث الله الأرض ومن عليها.
“ونرثكم ونحن الوارثون”

خلاصة القول: أظن بضرورة أن يتعلم القادة والسادة الذين لا يؤمنون إلا بالمركزية التامة بزرع الثقة في من حولهم بإعطائهم دوراً أكبر ومهاماً أكثر، ويتابعونهم بالإشراف والتوجيه إن استدعى الأمر ذلك، فهذه هي طبيعة الحياة أن تنتقل الخبرات والتجارب والمعارف لمن هم حولك وبعدك ويكملوا بها الطريق، لا أن تموت وتفنى بموتك و فنائك.

بل نحن نؤمن بتفصيل ثوباً إدارياً يتسق مع فريق العمل كل وقدراته وإمكانياته. بحيث لكلٍ دوره ومهامه الإدارية بالتقسيم والتجزيئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى