أقلام

احترام الرزق والنعمة والادخار المالي

جواد المعراج

يصف الادخار التجميع والحفاظ على جزء من النقود من أجل تكوين ميزانية جيدة في مستقبل، كي لا يحصل لدى الطرف الذي يحتفظ بالأموال أعطال تخلق له توترات نفسية عندما يتعرض لظروف صعبة أو حالة طارئة تؤدي به للعجز عن تحسين وضع الميزانية إذا أراد مثلا إصلاح أعطال بالمركبة الخاصة به أو التفكير في الزواج أو شراء أغراض مهمة تخص أمور الخطوبة والزواج، وغيرها من أشياء أخرى كثيرة.

والشباب في هذا الزمن أغلب الفئات منهم مسرفين ومبذرين ولا يفكرون في اتباع هذه الوسيلة التي تجعل كل إنسان يعيش في رفاهية واستمتاع، بل أفضل من اتباع ذلك القطيع الفاسد الذي يعمل على ملاحقة الأشخاص الذين يصرفون الرواتب الخاصة بهم في أقل من أسبوعين والبعض منهم أحيانا لديه حالة إسراف بشكل مبالغ فيه وهذا أمر خاطئ طبعا ويقطع الرزق والنعمة، لأن هذه الشخصيات لا تملك طرق ومخططات مستقبلية تحقق أهداف جيدة ومريحة.

ونحن لا نبالغ ونقول أن على الإنسان يكون بخيل على نفسه لدرجة يصل لعبادة الأمول وتقديسها وكأنها الإله خاصة ولو كان الفرد أعزب ، ولكن يحتاج أن تكون لديه ميزانية وتنظيم للأمور النقدية بين فترة وأخرى كي لا يصبح مفلس فيقوم بممارسة السلف وطلب المال من الناس وبعد ذلك يطالبوه بتلك المبالغ الكثيرة التي ستسبب له مشاكل وضغط عندما يتأخر في استرجاعها لأصحابها، لذلك على الإنسان أن يكون ذكياً في الادخار ولا يستعجل في الصرف بكل ما هب ودب.

ومن هذا الجانب، سأفصح للقارئ الكريم كلام وهو أن أبين أن هناك أشخاص يحبون التصوير في حساب السناب شات أو الانستقرام مثلا والذهاب للكافيهات والمطاعم وغيرها من أماكن أخرى ترفيهية ويستمتعون بحياتهم، ولكن في جانب آخر يسعون للحفاظ على جزء من الأموال لأننا علينا احترام النعمة في أوقات محددة وأن لا نسرف في هذا الرزق بشكل مبالغ فيه حتى لا ينزل الله العذاب والمصائب التي تنطبق على البلدان والمناطق والشخصيات التي تعرضت للفقر بعد أن توجهت للتباهي بالفلوس وعبادتها.

ونذكر قصص الأقوام السابقة الفاسدة والمسرفة والمبذرة كقوم مصر والنبي يوسف (عليه السلام) النبيل والجميل الذي كان يواجه القوم الذين يعبدون الأصنام ويتلاعبون بالأكل والشراب ومختلف الأمور إلى أن تعرض للفقر الذي أدى بهم ذلك للوقوع في خانة القحط والحروب العسكرية لدرجة أصبح هذا القوم وشبابهم وابنائهم وعوائلهم شرذمة ومتشردين كالأشخاص المتسولين في الشوارع والأحياء والمجتمعات المعاصرة في بعض المناطق.

موضوع يحتاج للتأمل لأن فيه درس وعبرة يجعل الإنسان يشعر بقيمة النعمة في لحظة التعرض لظرف قاسي جدا في فترة من الحياة التي يعيش فيها وهو لا ينظر لحال المساكين وبعض العوائل الفقيرة والمنازل والمربيين الذين لا يملكون القدرة على تهيئة الحياة الكريمة والسعيدة للأولاد والبنات والأطفال والقاصرين التي تكون حالتهم الشخصية والنفسية والمزاجية سيئة، بل حتى أن الملابس التي يرتدونها متسخة وممزقة أحيانا، بمعنى آخر غير نظيفة.

ومن هذا المنطلق على الإنسان أن يشكر الله على كل لحظة طيبة ونعمة جعلته يعيش في راحة وسكينة، ويقول الحمدلله رب العالمين على كل حال ونسأل الله أن لا يبتلينا بالذي يسبب الألم والتوتر والضغط النفسي والمصائب التي تعرضت لها الأقوام السابقة بسبب الإسراف والتبذير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى