أقلام

السيد محمد علي البحار الذي لايعرف الساحل

يحيى العبداللطيف

رحم الله السيد محمد علي عاش مع الناس بعفوية قل نظيرها، أحب الناس ولم يكن مسكونا بهاجس الواجهة والوجاهة، لم يختر أن يقحم نفسه في كل قضية بل اتخذ له خطا وغاية يبدع فيها وينجز من خلالها، سواء اتفقت معه أو اختلفت لكن تجد نفسك مجبرا أن تلوح له بإعجاب لأنه صاحب هدف.

صنع في من حوله أنهم مهمون، دفع بكثيرين، شجع، دعم، صبر، كافح، في كل مشروع وحركة لايعرف الملل، حتى قبل أسبوعين من وفاته حضر في المسجد الجامع ليقول أنتم باقون وأنا سأقاتل معكم لآخر نفس والقصة لم تنته.

الرجل التسعيني الذي لايعرف الكراهية، الذي لانتخيل مجرد تخيل أنه يحقد، كان في ظل خضم التجاذبات الصدر المتسع، يحاول لم المتخاصمين على طاولة واحدة ربما نجح وربما لم ينجح لكنه يكسب شرف المحاولة، لذا ستجد أبعد النافرين من توجهاته يبكون بحرقة لأنهم فقدوا المختلف الشريف في اختلافه.

لم يتجلبب بثياب الأغنياء ولم يكن نزيلا في الموائد الفاخرة التي يكون فيها الغني مدعو والفقير مجفو، بل النقيض يحسه البسطاء الكادحون واحدا منهم وأحيانا يحسونه أبسطهم، يجتمعون حوله، الشباب الفتية قبل الكهول فهو عابر لكل الأجيال، لا العمر ولا الرتبة ولا المسمى ولا المال هو من يقربك من هذا الرجل، مايقربك منه حب أهل البيت، الذي يتنفسه تنفسا.

فقده إجتماعيا ليس كأي فقد، لكن مايعزي أنه ترك بصمة من الصعب أن تمحى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى