أقلام

لقطة في النجف الأشرف للسيد العلي (قدس سره)

أحمد عبدالله اللويم

أتذكره (قدست روحه الطاهرة)، وقبل بلوغي سنا يسمح بدخولي للمدرسة وفي إحدى سفرات الخال الشيخ محمد اللويم لاستكمال دراسته الحوزوية في النجف الأشرف، أتذكر السيد محمد علي العلي (قدس سره) في زيارته لمنزل الخال الشيخ محمد (حفظه الله)، وأظن ذلك لتذاكر دروسهما الحوزوية سوياً في منزل الخال،وأذكرهما شابين يافعين، وأذكر إذ أذكر دماثة خلق هذا العالم السيدالعلي (قدس سره) وروحَه المرحةَ في هيبة طالب العلم، وأذكر نبرةصوته الدافئة متحدثا والخال الشيخ بما بينهما من علاقة قامت على توقير ما يمثلانه من تلك الصورة التي يُجِلُّها المجتمع لطالباً لعلم من وقار في أكمله وخلق في أجمله، وصداقة قامت على الإحترام والود ورقة القلب وكسر الحواجز؛ بدا ذلك في ممازحتهالشيخ مزاحاً لم يذهب به شططا ولم يرتكب به غلطاً، وأذكر حضوره البهي ما ضمن له الاشتياق لرؤيته في قلوب الصغار قبل الكبار ،نعم، أذكره وكلما حانت لي صدفة رؤيته أتذكر ذلك العهد الجميل وذلك المشهد الذي جمعه بالخال الشيخ محمد حفظه الله ورحم الله العلامة السيد محمد علي العلي وقدس سره،
سيد محمد علي مثال العالم العامل الذي لم تمنعه هيبة العالم من الانخراط في هموم مجتمعه اليومية والظهور في مناشطه المختلفة مما يخدم العمل بتثبيت الولاء لآل بيت العصمة (صلوات ربي عليهم)، فتراه حاضراً في مناسباتهم المختلفة وفي مقدمة الحضور ؛وحضوره في الأربعينية الحسينية الأخيرة شاهد على ما قلته رغم ظروفه الصحية الملحة عليه بالمكوث في المنزل أو المشفى ، ولكنه رحمه الله بنى على ما ينبغي عليه تجاه خدمة دينه من واجب يذللله أصعب ظروفه (قدس سره)،
لا شك أنَّ فقدَ عالم مثله ثلمة لا يسدها سادّ، ولا غرو أن للسيد محمدعلي اليدَ الطولى في بعث الحركة العلمية في الأحساء مع رعيلٍ من مجايليه من أفاضل العلماء، وكان له الدور البارز في دفع الحوزة العلمية للقيام بدورها وبناء الجسور بينها وبين مجتمعها الذي ظلمرتبطا بها ارتباط الولد بالأم.
فرحم الله العالم الجليل آية الله السيد محمد علي العلي رحمة واسعة وقدس الله سره وعرَّف بينه وبين أجداده الطاهرين (عليهم السلام)، في الفردوس الأعلى، وربط على قلوب المؤمنين الواجدين لفقدهوالمتألمين لفراقه وألهم ذويه الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى