أقلام

عادت الأمور لمجراها الطبيعي الحلقة الخامسة

جواد المعراج

في الحلقة السابقة تحدثنا عن آثار الصداقة السيئة على الأطراف التي تصاحب الناس المبتزين ماليًا الذين يستغلون عدم انتباه الطرف الثاني، من أجل أن يقودوه خلف المشاكل المتعددة، وفي هذا الجزء نكمل بتوضيح المشكلة ونذكر كيف يتخلص الإنسان من هذه العينات قبل أن تدمر حياته، وكيف يتعامل ويحذر من المبتزين ماليًّا والمعتدين جنسيًّا في مجال مقاطع الفيديو والصور الخليعة.

هناك شباب ومراهقون يتعرضون لهذه الأمور بسبب التهور في الكلام والذهاب لأي مكان دون معرفة الأشخاص الذين يجلسون في تلك المجالس أو المزارع أو الغرف وغيرها من أماكن أخرى، وبعد ذلك يتعرضون لاعتداء جنسي من قبل فرد واحد أو مجموعة من الأفراد الذين يتصفون بالمكر وتهديد الطرف المصدوم الذي تعرض للتصوير بالهاتف المحمول أو أي جهاز آخر دون أن ينتبه منهم منذ الوهلة الأولى عند لحظة الدخول للمكان.

ومثل هذه القضايا الجنسية قد تصل للجهات المختصة أو المنصات الإلكترونية أو الجهات القانونية إذا قام صاحبها بإيصالها لهم لأن هذه الاعتداءات تعد تجاوزًا على الأنظمة والقوانين، ولذا نرى أن هناك من يفكر بهذه الأمور فيقوم باستغلال المراهقين والشباب بهدف وضع فخ ومصيدة لهم دون أن ينتبه لنفسه، وبعد ذلك يدخل مكانًا منعزلًا عن الحياة ومغلقًا يمكث فيه لعدة سنوات بسبب التهور وعدم الانتباه للقوانين والأنظمة.

وهناك عينات لا تصل فقط للاعتداء الجسدي بل القتل أيضا لأن الطرف الثاني الذي تم استغلاله جنسيًّا يفكر بإيصال المشكلة وبالتالي يتوجه القاتل المتسلل للقيام بقتل الضحية للخوف من الانكشاف وحتى يخفي الجناية التي ارتكابها بأية وسيلة، من خلال دفن الجثة في مكان ناءِ أو منطقة برية أو رميها في بحر معين وغيرها من أماكن أخرى، ولكن ينكشف الأمر بين فترة وأخرى وبعد إجراء البحث والتحقيقات الجنائية وتتبع الجريمة بالأدلة القوية.

لذا على الإنسان أن لا يقود نفسه وأصدقائه للممارسة ما هو محظور، كي لا يسبب لنفسه ومن حوله الربكة والخوف الشديد عند القيام بهذه الأمور لأن هذه القضايا لا تعيد أمور الإنسان لمجراها الطبيعي بل تدمر حياته وتضيع مستقبله نتيجة الطيش والعصبية، وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخرين بطريقة احترافية سواء في المجتمع الذي يعيش فيه أو بلد آخر.

ونحن البشر علينا أن نتحمل المسؤولية بأن لا نقود أشخاص مسالمين وأبرياء نحو مشاكل هم بعيدين عنها في الأساس بل والسجل والملف الخاص بهم نظيف.

إضافة إلى ذلك على الأصدقاء أن يتفقوا فيما بينهم من بداية اللقاء كأن يقول كل طرف للآخر: لا تعمل على إثارة الفتنة بين الناس، وعامل الناس بحذر وانتباه كي لا تقودني وتقود نفسك للمشاكل، ولا تأخذني معك إلى الأماكن التي تحصل فيها جرائم وأمور مؤذية، ولا تعاملني بأساليب المكر والحيلة بل عاملني بالأمانة والوفاء، ولا تجعلني أشعر بالخوف بل اجعلني أشعر بالأمان والطمأنينة تجاهك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى