لقاءات صحفية

شروق الصائغ .. مصممة تبدع أنشطة حسينية رقمية للطفل

رباب حسين النمر: الدمام

وتعود مواسم الحسين عليه السلام، لتفتح أمام الإنسان آفاق العطاء، وتشرع أمامه بوابات الإبداع والابتكار في مجال الخدمة الحسينية كل حسب طاقاته وتوجهاته واختصاصه.

شكّل الأطفال لشروق هاجسًا، ولا سيما أنها عاشقة للطفل، فاستغلت موهبتها وخبرتها العملية والأكاديمية في تقديم محتوى حسيني رقمي للطفل يواكب طبيعة المرحلة وذوقها وميولها وتوجهاتها، ويستطيع الأطفال استخدامه من أقصى الأرض إلى أدناها، معتمدة على البطاقات الرقمية، وسواها من برامج اليوتيوب، فقدمت بذلك فكرة مبتكرة يكتسب من خلالها الطفل ثقافة حسينية، وتشغل وقته بما يعود عليه بالمنفعة، والمتعة والترفيه في الوقت نفسه، ولا سيما في أيام العشرة المباركة.

حول إنجازها الجميل، ومجال اختصاصها التقت بشائر بالموجهة شروق الصائغ في دردشة ماتعة عبر الأسطر القادمة.

من هي شروق الصائغ؟ وكيف تقدمين نفسك لقراء بشائر في بطاقة مختصرة؟

*اسمي شروق طاهر يوسف الصائغ
من مواليد الكويت.
*حاصلة على شهادة بكالوريوس علم الحاسب الآلي عام 1993م من كلية العلوم بجامعة الكويت.
*عملت في القطاع التربوي للتعليم العام بوزارة التربية لمدة 25 عامًا.
*تقاعدت بدرجة موجه فني حاسوب عام 2019م.
*تقاعدت من العمل الحكومي، ولكني لم أتقاعد عن إكمال رسالتي التوعوية والخدمية في المجتمع، وذلك من خلال عضوية مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات، حيث أشارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية. إضافة إلى البرامج التوعوية فيما يخص السلامة الرقمية بالتعاون مع (مبادرة سلامات) وهي حملة توعوية تختص بتوعية أفراد المجتمع بالطريقة الآمنة لاستخدام الوسائط والأجهزة الرقمية.
هذه المبادرة إقليمية برعاية مؤسسة SecDev غير الهادفة للربح
و يتضمن النشاط سبعة دول عربية وأنا المنسق المحلي لدولة الكويت في هذه المبادرة.
يمكنكم الاطلاع على نشاط الحملة ومتابعة الإرشادات التوعوية على منصة الانستغرام Salamat.Kuwait

ما معنى مفهوم التقنيات التربوية الرقمية؟

مفهوم التقنيات التربوية يعني الموارد أو الوسائل أو الأدوات التي يمكن استخدامها لشرح مفهوم معين للمتعلم (مثل البطاقات – الألوان – المجسمات .. إلخ).

ومع عصر الثورة الرقمية أصبحت لدينا أدوات رقمية وتكنولوجية تساعدنا في تصميم وسائل تساعدنا على توضيح وشرح المفاهيم الخاصة بالمواد الدراسية.

كما توافرت مجموعة من الملحقات التي تساعد المتعلم على فهم الشروحات بطريقة ملموسة، كما هو الحال في استخدام المجسمات ثلاثية الأبعاد عند استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز. واليوم ظهر ما يعرف بالميتافيرس*

متى بدأ اهتمامك بالمحتوى الرقمي وكيف؟

في البدايات كانت وظيفتي كمعلمة تستوجب مني إنتاج دروس ذات طابع رقمي، وكان هذا يشكل لي تحديًّا يوميًّا لتصميم أجمل الدروس التي يجب أن تستحوذ على اهتمام طالباتي وتشجعهم على التفاعل داخل الفصل، ثم تجاوزت ذلك بأن يكون شغفي المستمر في تصميم الدروس لزميلاتي اللواتي تدرسن المواد الأخرى، ثم تصميم الدورات التدريبية لمركز التدريب التابع للوزارة.
واستمر شغفي إلى ما بعد التقاعد من خلال الحملات التوعوية التي تتطلب محتوى راقٍ وإبداعي يجذب الجمهور.
ومن هنا بدأت ألاحظ قلة الموارد الرقمية الصادرة باللغة العربية، مما دفعني إلى إقامة دورات وورش عمل موجهة للمهتمين بصناعة المحتوى الرقمي.
أقيمت الدورات مع عدة جهات وبشكل مجاني.

ما سبب اهتمامك بالطفل؟

أنا أم لأربعة أبناء، وكان همي الأول أن أوفر لهم كل الموارد المناسبة للتعلم، سواء الموارد المسموعة أو المرئية، وذلك لأضمن لهم أفضل تعليم سواء كمناهج دراسية أو مهارات حياتية.
ولكوني معلمة لطالبات المرحلة المتوسطة استشعرت أهمية وجود وسائل تربوية تحاكي الطفل بطريقة مشوقة وتفاعلية.
كما لا يخفى على الكثير الحكمة التي تقول (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) فالعناية بتربية الطفل تعد الركيزة الرئيسة لبناء أفراد مجتمع واعين.

ما علاقتك بالمحتوى التعليمي للطفل؟
الأطفال هم عشقي، فهم البراءة والعفوية، هم الابتسامة الدائمة في قلبي.
ووظيفتي ساعدتني جدًّا على تصميم المحتوى التربوي والتعليمي المناسب للطلبة.
ومن الضروري جدًّا أن يكون في مجتمعاتنا موارد تعليمية ذات طابع عربي إسلامي، ولذلك اجتهدت كثيرًا مع زميلاتي التربويات في اختيار وتصميم وتنفيذ الدروس التعليمية المتنوعة لجميع المواد الدراسية، وذلك باستخدام جميع المنصات والبرامج والتطبيقات الرقمية.

تعملين على محتوى رقمي حسيني للأطفال.. حدثينا عنه

أولًا: أرجو من الله قبول أعمالنا في هذه المناسبة العزيزة على قلب الزهراء عليها السلام، وما نقدمه هو القليل.
لله الفضل حيث أكرمني بخدمة مجالس أبي عبدالله لفئة الأطفال منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.
وكانت مهمتي الرئيسة مشاركة معلمات المجلس في إدارة التقنيات الرقمية لشرح الدروس الفقهية والعبادات.

ومع التطور التكنولوجي أصبحنا نجدد كل عام في طريقة تقديم المعلومات للأطفال، فمن طريقة البطاقات والتمثيل المباشر إلى استخدام برامج الحاسوب، واستخدام قناة اليوتيوب.
واليوم -بفضل الله- أصبحنا نصمم تطبيقاتنا الخاصة لمجلسنا، والتي يمكن لأي شخص من داخل الكويت أو خارجها تحميلها على الأجهزة الرقمية والاستفادة منها، سواء لمجالس الأطفال أو حتى للاستخدام الشخصي في المنزل.

ما الصعوبات التي واجهتها شروق؟

أبرز التحديات في التطور في لغة البرمجة السريع.
فبعد تصميم أي درس رقمي، يتم تحديث المنصة التي أنشئ عليها الدرس مما يستوجب علينا أن نقوم بالتعديل في برمجته.
كما يعد المحتوى للدرس أحد التحديات التي تواجهني في عملية التصميم، لأن الاهتمام بالمعلومة ضروري جدًّا لأن المتلقي طفل، ولا بد أن يكون المحتوى هادفًا ومصممًا بطريقة مشوقة.
أحرص دائمًا في الأفكار أن يكون الدرس تفاعليًّا حتى نتمكن من السيطرة على انتباه الطفل.

كيف استطعت التغلب على الصعوبات التي واجهتكِ؟

مجال تقنية المعلومات مجال متجدد أسبوعيًّا، وليس سنويًّا. ولذلك أنا دائمة الاطلاع على المستجدات، ولذلك فأنا حريصة على تلقي البريد الوارد من المنصات الرقمية وشركات التطبيقات، كما أنني حريصة على الكتابة الدورية في مجموعة مطوري قوقل فرع الكويت، وذلك لأكون متجددة معلوماتيًّا وبرمجيًّا في الميدان الرقمي.

ما الشرائح العمرية المستفيدة من أنشطتكِ الرقمية؟

معظم الأنشطة التي أهتم بنشرها تخص الطفل، وأولياء الأمور، والمرشدين، لأنهم اللبنة الرئيسة في بناء المجتمع المتوازن.

ما سبب اختيارك الأنشطة الرقمية؟
الأنشطة الرقمية أكثر بقاءً، وأوسع انتشارًا، وتعد سمة العصر الحالي.
وللأنشطة الرقمية خاصية في حصد الردود من الجهمور، ولذلك يمكن التعديل على النشاط وفق احتياجات المستفيد.

لو وضعنا الأنشطة الرقمية مقابل الأنشطة الفعلية، فما وجه المقارنة بينهما؟
وإيهما تفوز؟ ولماذا؟

برأيي أن لكل منهما مجال يناسبه من طريقه، مثلًا:
الخياطة مهارة لا يمكن أن تطبق رقميًّا، ولكن من الممكن أن أسجل بالفيديو خطوات الخياطة، وطريقة قص الباترون، وشرح أجزاء آلة الخياطة، وطريقة استخدام الإبرة، وتحميلها على منصة يوتيوب ليتمكن المتعلم من الإعادة والاستفادة.
فالمهارات اليدوية مثل مسك القلم والخياطة والرسم والنجارة لا تطبق رقميًّا.
بل من الضروري جدًّا أن يتمكن الإنسان من استخدام أصابعه في عملية الإبداع.
أنا شخصًّا أفضل الدمج بالأنشطة الصفية وتفعيل الدور الحركي والجسدي للطفل.

ما ردود الأفعال التي لاقت أنشطتكِ؟

لله الفضل، فأنا ألاقي التشجيع من الزميلات والأخوة الزملاء لما أقوم به، سواء في محور أتمتت الأنشطة، أو التوعية في مجال السلامة الرقمية.

إلى جانب المحتوى الحسيني ما المحتويات أو المشاريع الأخرى التي اشتغلتِ عليها في مجال الطفل.

الروبوت، فهو أفق جديد لابد أن يتم التجهيز له بجدية.
أتواصل حاليًّا مع شركة ليجو لمشروع جميل أتمنى أن يرى النور قريبًا.

ما الٱليات والتقنيات والعلوم والمهارات اللازمة لإنشاء محتوى رقمي وتصميمه؟

لابد أن نعلم جيدًا، أن جميع المنصات الرقمية والشهيرة مثل يوتيوب وانستغرام .. إلخ تهتم جدًّا بجودة المحتوى، ولذلك عند شروعك بتصميم أي منتج رقمي لابد أن يكون لديك فريق عمل: (مصمم جرافيك متمرس – مصور محترف – منسق أصوات – كاتب ومدقق لغوي) حتى تخرج الفكرة بجودة عالية، ويمكن لها المنافسة في محركات البحث.

ماذا عن المشتغلين في هذا الحقل محليًّا وعربيًّا؟

هذا المجال أصبح أحد التخصصات التي تدرس في الجامعات حاليًّا،
وعليها طلب كبير، لأن انشار أي منتج رقمي لابد أن يخضع لعملية تسويق محكمة.
ويحتاج السوق الرقمي عناصر متمرسة لإنتاج وتصميم وترويج الموارد الرقمية ذات المحتوى المفيد ذي الجودة.

ما الفرق بين تصميم المحتوى الحسيني وغيره من المحتويات؟

لتصميم أي منتج رقمي لا بد من مراعاة الضوابط العامة للنشر الأخلاقي. كما أن تنسيق المنتج لا بد أن يناسب الغرض المرجو. ولذلك لا أشعر بفرق بين تصميم محتوى حسيني عن غيره من المحتويات التعليمية أو الإرشادية أو الترفيهية.

ونضع آخر السطر باقة شكر مغلفة بأعذب الأمنيات لكِ بمزيد من التوفيق والإبداع والتألق، ومستقبل مشرق في مجال الخدمة الحسينية، وحقول حياتكِ عامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى