أقلام

الحاج جعفر بن جمعة البناي

سلمان الحجي

الحاج جعفر بن جمعة بن حسن بن علي بن محمد بن أحمد البناي، من مواليد فريق الرقيات بمدينة الهفوف عام 1364هـ. درس القرآن الكريم على يد كل من: الملا عبد الله العامر، والملا سلمان المرهون، والملا موسى السلمان، ودرس الكتابة عند حبيب بن الشيخ سلمان العبد اللطيف.
التحق بعدها بالمدرسة الابتدائية الأولى، وفي بداية دراسته بالصف الأول الابتدائي اكتشف المعلمون جودة مستواه في القرآن الكريم وغيره، فنقل مباشرة إلى الصف الثاني الابتدائي، فواصل تحصيله العلمي حتى أكمل المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وقد كانت في معظم مراحلها ليلاً ب
نظراً لظروف عمله في مهنة الزراعة، ولنتابع مخلص ما صرح به في لقائنا معه.

حدثنا عما تعرفه عن أسرة البناي.

-تسكن أسرة البناي بمدينة الهفوف بفريق الرقيات، ويوجد من يحمل لقب البناي ويقطنون في بني معن، والجفر، والتويثير، والساباط، والكويت، وغيرها، وليس من الضروري أن يلتقوا في جد واحد، فالبناي بالنظر إلى طبيعة المهنة، وليس الانتساب إلى فرع واحد.

حدثنا عن بدايات معرفتك بالليالي الجيدة(الزينة).

-تعلمتُ ذلك من الملا محمد بن عائش العوض، فقد علمنا أسماء النجوم ومنها نجمة الثريا، والميزان، والذراع، والنثرى، والعقرب، وقد استفدنا من خبرته في ذلك.
ثم أضاف إلينا بعض المعلومات في ذلك العلم رمضان بن محمد الصقر، فقد كان يملك بعض الكتب في علم النجوم، وكان عنده تلسكوب دربنا على كيفية استخدامه، وتعلمنا منه معرفة: الليالي الكوامل، والعقرب، وليالي المحاق. وقد كان الشيخ حسين بن الشيخ علي بن أحمد بن شبيث يرجع إلينا في السؤال عن الليالي المناسبة لعقود الزواج وغيرها.

حدثنا عما تريد الحديث عنه عن فريج الرقيات.

معلمو القرآن الكريم بالفريج: الملا عبد الله العامر، والملا سلمان المرهون، والملا موسى السلمان، والملا علي القطان. وهناك من المطوعات من أسرة العمران، وأخرى من أسرة السماعيل. وبرز فريج الرقيات بكثرة العاملين في مهنة الزراعة، ومن أبرزهم: جابر الخلف، وعلي المهدي، وعلي السماعيل.

حدثنا عن تأسيس الحسينية العباسية.

حسينية العباسية الصغيرة التي أنشأها علي المحيميد الحسن، وتبرع المؤمنون بالمال لتشييدها بتوجيه من الميرزا علي الإسكوئيّ بهدف التوسع العمراني، كانت أراضيها ضمن مشروع نزع الملكية، ولذلك تم شراء أرض أكبر بقيمة نزع الملكية للعباسية الصغيرة، ولذا سميت حسينية العباسية الكبيرة، وساهم المؤمنون في تشييدها، وكانت الوقفية تحت إشراف الشيخ أحمد البوعلي.

نشاط الحسينية العباسية:

-من أنشطة الحسينية العباسية: القراءات الحسينية، وتنظيم العزاء، وجلسة طلبة العلوم الدينية، فقد عرف عن الشيخ أحمد البوعلي أنه كان يستقبل الشهود لإثبات عيد الفطر، وكان يحضر معه الشيخ علي الشبيث، وكانت منهجيته بعد استقبال شهود هلال عيد الفطر السعيد، والاطمئنان لشهادة بعضهم، أن يشرع في كتابة أسماء الشهود في ورقة ويرسلها للقاضي السيد محمد بن السيد حسين العلي بهدف الاطمئنان أكثر لرأي علماء الدين، ولتوحيد العيد. وبعد وفاته استمر- لسنوات قليلة – الشيخ محمد بن سلمان الهاجري يستقبل شهود هلال شوال بالحسينية العباسية بحضور الشيخ عبد الوهاب الغريري، والشيخ علي الشبيث، وبعدها جلس شيخنا الهاجري لاستقبال الشهود ليلة الثلاثين من شهر رمضان في كل من: حسينية البن الشيخ، ثم مسجده الجامع بحي الفاضلية المعروف بمسجد أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم جامع الإمام الحسن بن علي(عليه السلام) وموقعه بحي الأندلس.

حدثنا عن بعض المنشدين للجلوات بفريج الرقيات.

-كان منهم: موسى بن جعفر الكنين(والد الملا حسن)، وحسن القاضي، والملا حسين الشبيب.

ماذا عـن تحديد شخصية العمدة في فريج الرقيات؟

-لم يعين من فريج الرقيات عمدة، وإنما كان الفريق يتبع الأحياء القريبة له من الرفاعة الوسطى، وفريق الفوارس، ومن العمد في تلك الأحياء: علي بن طاهر آل أبي خمسين، ثم منصور القطان، ثم عبد الله القطان، ثم السيد حسين الأحمد.

مجالس الخياطة:

-أما عن أعيان مجالس الخياطة بتلك المناطق: كان منهم:مجلس المرحوم عبد الله القطان، ومجلس صادق الشهاب(والد الشيخ محمد الشهاب)، ومجلس حسين القضيب، ومجلس عبد النبي العبد النبي.

حدثنا عما تعرفه عن:

1.الشيخ موسى آل أبي خمسين: سمعتُ من الشيخ علي بن شبيث نقلاً عن الشيخ موسى آل أبي خمسين أنه يوجد في الهفوف في إحدى الفترات ما يزيد عن ثلاثين مجتهداً، بعضهم قتل، والبعض الآخر هاجر إلى خارج البلاد.

2.الشيخ حبيب القرين: قلدت الشيخ حبيب جماعة قليلة من أهالي فريج الرقيات ومنهم: الحاج حسين بن علي الجريشي.

3.الشيخ أحمد بن إبراهيم البوعلي: درس على يديه الشيخ علي الشبيث، والشيخ عبد الوهاب الغريري، والشيخ أحمد الطويل.

4.الشيخ علي بن أحمد الشبيث: تعلم الكتابة عند الملا طاهر آل أبي خمسين، وحضر دروس الشيخ أحمد البوعلي، وبعده دروس الشيخ محمد الهاجري، وكان يقرأ حسينياً في المآتم الدورية، كما كان يعتلي أعواد المنبر الحسيني بالمسجد الجامع بفريج الرقيات قبل صلاة الظهر. لازمته ثماني عشرة سنة لقراءة الكتب الدينية، في كل ليلة بمعدل ساعتين ونصف، ومن أبرز الكتب التي قرأتها له: الشرائع (مرتين)، وقطر الندى، والألفية، والأنوار النعمانية، والجزء السادس من مجلدات بحار الأنوار الطبعة الحجرية الذي يتضمن الكثير من المجلدات حسب الطبعة الحديثة، والدمعة الساكبة، وشرح الزيارة الجامعة للشيخ أحمد بن زين الدين الأوحد، وصحيفة الأبرار. ومن أبرز صفات الشيخ علي: التواضع، ونكران الذات، وله قصائد كثيرة في مدح أهل البيت (عليهم السلام).
من مواقفه في زمن مرجعية الميرزا علي الإسكوئي: كان الحاج موسى الدباب يقرأ في رسالة الميرزا علي بالمسجد، وكان الشيخ علي يشرح ما صعب منها حتى بعد وفاة المرجع الديني الميرزا علي، كانت إجاباته الفقهية على أسئلة المؤمنين حسب آراء الميرزا علي الإسكوئي، وكان يفضل قراءة كتاب الشرائع على الرسالة العملية للمرجع الديني. وكان يحفظ التعقيبات من الأدعية والأوراد.

5.الشيخ حسين بن الشيخ علي الشبيث: كان يمارس مهنة الخياطة، ودرس القرآن الكريم والكتابة، وحضر دروس الشيخ عبد الوهاب الغريري، والشيخ محمد الهاجري، وقد شجعه والده على التقدم لإمامة صلاة الجماعة، والمشهور بأن المؤمنين من شجعوه على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى