بشائر المجتمع

رسالة علمائية بمناسبة عاشوراء ١٤٤٢هـ

بشائر: الدمام

وجه جمع من علماء المنطقة في رسالة عاشورائية صدرت نهار اليوم، تضمنت توصيات لتعزيز إحياء موسم محرم بشكل استثنائي، بمايتناسب مع الحفاظ على الروحية العالية وحفظ سلامة المؤمنين، وأتت الرسالة كالتالي:

موجز الرسالة فيديو

بسم الله الرحمن الرحيم

رُوي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) أنَّه قال: “نَظَرَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام) وَهُوَ مُقْبِلٌ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ، وَقَالَ:إِنَ‏ لِقَتْلِ‏ الْحُسَيْنِ‏ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً.
[مستدرك الوسائل 10: 318]

عظّم الله تعالى أجورنا وأجوركم بالذكرى السنوية لاستشهاد الإمام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه وعلى جميع المستشهدين بين يديه.

تُعدّ ذكرى عاشوراء واحدة من المحطّات المهمّة والملهمة للمسلمين، لمراجعة فهمهم للإسلام أوّلاً ولواقعهم الحالي ثانياً، وبنظرة خاطفة على أحداث كربلاء والسياقات التي تداخلت فيها، يخرج الإنسان المسلم بأنَّ هذا الحدث التأريخي الذي يحتلّ موقعا في فكر أئمّة أهل البيت وحركتهم (عليهم السلام) كان شعلة متّقدة تفيض بنورها على مشايعيهم وعلى عموم المجتمع الإسلامي طوال خطّ مسيرته في الحياة، ليؤدّي المسلمون أفراداً ومجتمعات أدوارهم التي خطّتها اليد الإلهية لهم.

وفي كلّ عام يسعى المسلمون أن تكون عاشوراء أكثر حضوراً في الضمائر والفكر والسلوك، وكلٌّ يسعى ليسجّل اسمه في قوائم خِدمة مآتم الإمام الشهيد (عليه السلام).

وحتى نستمرّ بظرفنا الحاليّ هذا العام في تحقيق مثل ذلك الحضور نذكّر المؤمنين بمجموعة من الأمور:

أوّلًا: ليكن السعي الدائم في هذه الأيّام الحزينة للاستفادة القصوى منها للتّرقي الرّوحي والفكري، فهي مفعمة بالروح الإسلامية الأصيلة التي تسير في خطّ ما يريده الله تعالى للإنسان في حياته.

ثانياً: إنَّ هذه الأجواء الاستثنائية التي يعيشها المؤمنون فرصةٌ للمراجعة الذَّاتية على المستوى الفردي والمجتمعي، بحيث يتمّ تحديد التحوّلات الأساسية عند الفرد والمجتمع، لتتمّ مقايستها بما يريده الإسلام من الإنسان المؤمن، ثم البدء بعملية التغيير.

ثالثاً: في ظلّ الأوضاع الصحية الاستثنائية التي يعيشها العالم كلّه جرّاء جائحة كورونا، وما فرضته من مستجدّات على السلوكيات الفردية والاجتماعية، على المؤمنين مراعاة كلّ ما يلزم للحفاظ على صحتهم وصحّة من حولهم، في إحيائهم للذكرى وفي عموم حياتهم.

رابعاً: ليكن قرار الجميع أن لا يقلّ التفاعل مع ذكرى سيّد الشهداء هذا العام عن الأعوام السابقة، بما يتناسب والمحافظة على البروتوكولات الصحية. ويتمثّل هذا التفاعل بالتالي:

1. محاولة التعويض عن الحضور المحدود في المآتم بالحضور على منصّات التواصل الاجتماعي، فرادى ومع العائلة.

2. السعي لإبراز مظاهر الحزن والأسى في هذه الأيّام، من خلال لبس السواد، والابتعاد عن سلوكيات الفرح والبهجة.

خامساً: التأكيد الجادّ على أنَّ إحياء ذكرى عاشوراء لا ينحصر فقط بحضور المجالس، كما أنَّ خدمة الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لا تكون فقط في خدمة مجالسه، وإنّما ينبغي علينا جميعًا الإبداع في الإحياء والخدمة، بما يتناسب والاحترازات الصحّية، وبما تتيحه وسائل التكنولوجيا المتعدِّدة.

أثاب الله تعالى الجميع على إحيائهم وخدمتهم لذكرى سيّد الشهداء والمستشهدين بين يديه، وجعله النور الذي يسعى بين أيديهم في مقرّهم الأبدي.

كما نسأل الله العليّ القدير أن يكشف -في القريب العاجل- عن العالم كله خطر هذه الجائحة وشرورها.

وقبل الختام، لا بدّ لنا أن نتذكّر بالدعاء من رحلوا عنَّا خلال العام المنصرم 1441هـ خصوصاً أولئك الذين كانت لهم إسهاماتهم في خدمة ذكرى سيّد الشهداء عليه السلام والمستشهدين بين يديه .

محرّم 1442هـ

الموقعون:
١. السيد علي السيد ناصر السلمان
٢. الشيخ عبدالله النمر
٣. الشيخ عبدالمحسن النمر
٤. السيد هاشم السيد محمد السلمان
٥. الشيخ حسين العايش
٦. السيد هاشم الشخص
٧. الشيخ غالب الحماد
٨. الشيخ حسين بوخمسين
٩. السيد محمد باقر الهاشم
١٠. السيد محمد باقر الناصر
١١. السيد عبدالله الموسوي
١٢. الشيخ محمد الدوخي
١٣. السيد باقر السيد طاهر السلمان
١٤ . الشيخ عبدالجليل الزاكي
١٥. الشيخ محمد العبيدان
١٦. الشيخ فيصل العوامي
١٧. الشيخ يوسف المهدي
١٨. الشيخ عادل بوخمسين
١٩. الشيخ حسام ال سلاط
٢٠. الشيخ عبدالجليل السمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى