أقلام

رباه .. خذني بعفوكَ

أحمد اللويم

(على أبواب شهر المغفرة)

إلهي أنا العاصي أتيتكَ نادمًا
أقلِّبُ طرفي في مدى عثراتي

وما زلتُ في قعرٍ من اليأسِ هاويًا
وفي أملٍ أوثقْتُ حبلَ نجاتي

فخذني بعفوٍ منك أخذَكَ تائبًا
نجا غبَّ عفْوٍ منك من كرباتِ

إذا أنت لم تغفرْ لمثليَ سيدي
فقلْ ليَ من ترضاهُ للرحماتِ؟

أنا المذنبُ الجاني على نفسِهِ وقدْ
بسطْتُ اعترافي خائرَ النبراتِ

فإنْ لم يكنْ عفوٌ ولم تكُ رحمةٌ
فمن منقذي ياربِّ من حسراتي ؟

سوى حسنِ ظنِّي فيكَ يا ربِّ ليس لي
سبيلٌ فينجيني من الهفواتِ

أعودُ وفي جنبيَّ يفزعُ طائرٌ
إلى أملٍ ما راغَ عن نظراتي

وقفتُ على أعتابِ بابكَ سيدي
ووجهي حياءً شاحبُ القسماتِ

سمعتُك يا ربي فلبَّيتُ مسرعًا
وجئتُك عريانًا من الحسنات

فواريتَ بالعفو الذي فاض سوأتي
وقد كدتُ فرطَ اليأس أخلع ذاتي

توسَّلتُ يا ربي توسُّلَ يونسٍ
فأنجيته من موحش الظلمات

تغشِّاهُ موجُ اليأسِ إلا صبابةً
بقاعِ إناءِ الصبرِ من دعواتِ

فنجيته يا ربِّ من سجن وحدةٍ
تذوبُ بها الأيامُ في العتماتِ

إلهي بوحدانيةٍ قد فطرتَني
عليها وبالتسبيحِ والصلواتِ

أذقني من العفوِ الجميلِ حلاوةً
فطعمُ ذنوبي حنظلٌ بلهاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى