أقلام

التنافس الإيجابي بين المبدعين

جواد المعراج

إن كل فرد ومجتمع يسعى لأن تكون لديه مكانة إعلامية واجتماعية بين الأشخاص المقربين منه سواءً كان هؤلاء الناس من فئة الأصدقاء أو الأقارب أو الأسرة، وهذا يعد أمر طبيعي، فالإنسان لديه رغبات ومنافسات ومخططات لها هدف في تحقيق التقارب والتعاون والمحبة والقبول بين الآخرين، وذلك من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة الاجتماعية، أما إذا تحول التنافس إلى نوع من الانتقام والخصومة والحقد والحسد والنيل من الآخر على حساب تحقيق مصالح شخصية فقط، فلا يعد هذا الأمر تنافساً إيجابياً، بل يؤدي إلى تفكك الأسر والأفراد وانتشار الآفات، نتيجة عدم وضع حدود معينة تهدف لتعزيز ثقافة الاختلاف الذي يؤدي إلى احترام الأطراف الأخرى وقبولها حتى ولو حدث هناك خلاف بين طرف مبدع وآخر من ناحية فكرية، وثقافية، ودينية، وغيرها من نواحي أخرى.

إن الحقد والحسد الناتج عن التنافس السلبي يدمر التماسك الاجتماعي ويقود إلى إثارة العنصرية والعنف النفسي. إن من السهل جداً أن يحمل الفرد في قلبه الضغينة والأنانية تجاه من يتنافس معه في مجال معين، ولكن من الصعب جداً أن يتحلى بالثقة بالنفس وعدم الخوف من جهة أن يكون شخصاً عفوياً ومتسامحاً مع من يختلف معه في فكرة أو قناعة، فمن هنا يتفادى الإنسان إشعال الخصومات والنزاعات.

من هذا الجانب على كل مبدع أن يتعامل بمسؤولية مع هذه الخلافات والمنافسات السلبية، والمقصود بالتعامل بمسؤولية هو أن لا يتم أستخدام أسلوب التسقيط تجاه الطرف المنافس، فإن التنافس القائم على التسقيط وتشويه السمعة يؤدي إلى إثارة الفتن والكراهية بالنفوس البشرية، بمعنى آخر أن الإنسان مطالب بأن يتقيد بالمبادئ والقيم الاجتماعية والإنسانية السامية، وذلك من أجل أن يعطي انطباعاً إيجابياً تجاه البلد أو المنطقة أو القرية التي يعيش فيها.

أسأل الله تعالى أن يحفظ جميع المبدعين وأن يوفقهم لما فيه خير ونجاح مستمر للمجتمع والبلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى