أقلام

العون للفقراء (٢)

أمير الصالح

كثيراً ما يطرق مسامعنا “بأن الكلام رخيص” ولذا يفقد الكثير من الناس روح الالتفات والتركيز على الخطابات والمقالات المتدفقة بغثها وسمينها، لكون الكثير من الناس يصنفها مسبقا بأنها جعجعة وهرطقة، لكون البعض فقد الأمل في واقعه وامتد به الحال دون أي تغيير للواقع الملموس من حوله. فمثلاً موضوع تفاقم حالات الفقر أو العجز المالي أضحت موضوعاً موسمياً صحافياً ويتطرق له بعض أبناء المجتمع
والمشتغلون في شؤون الرعاية الاجتماعية، ثم يخفت النقاش ويظل الحال كما هو عليه.
وقد يكون أكثر تفاقماً مما كان عليه قبل عدة سنوات.

بالمجمل العاقل والحكيم يسمع أفضل الكلم ويوظفه عملياً لما يجعل يومه أفضل من اسمه،
وغده أفضل من يومه. في المقابل الشخص الكسول والمتكل على غيره سيستمر في نقده لكل ناصح ويستمر في تهكمه على كل من يود أن يساهم في خلق ظروف أفضل من حوله.

وددت أن أقارب الموضوع من زاوية جديدة، وهي الاستلهام من قوانين وحِكم تُنسب للسيد ميرفي قد تعين من يود إعادة الوسيلة التي يبصر بها واقعة ليجعله أفضل:

– لاشي يُفقد حتى تبدأ في البحث عنه.

– إن ترك الأمور على ماهي عليه دون معالجة ستذهب بالأمور من حال سيئ إلى الأكثر سوءاً.

– عندما تبدأ في أمر ما فحتما سيظهر لك أمر آخر يشغلك وعليك التركيز.

– عندما تقول لشي ما ” لا ” فإنك ضمناً ستصد عن أمر آخر. فاختر لأي أمر تقول ” نعم ” وتصرف تركيزك وإمكاناتك عليه لإنجازه.

– كل الأمور تبدأ أصعب مما تظهر عليه في الوهلة الأولى، ولذا ابحث بالتفاصيل عن الطرق الأجدى.

– عند استحواذ الشعور باحتمال حدوث أخطاء فإن الأخطاء الأخطر هي التي تظهر أولاً، فبادر بالمعالجة أولاً بأول.

– الخلل الخفي سيظهر
ولو بعد حين تدارس الوضع بين الحين والحين.

– الدخول في أمر ما أهون من الخروج، ولذا مضاعفة الجهود للاحتراز أفضل من الإنفاق بعد الإصابة به.

– كن بطيئاً عند اتخاذ القرار وسريعا في التنفيذ لجني الفائدة بُعيد التنفيذ.

وهناك مجموعة توصيات من بقع وثقافات أخرى مثل:
– الحكمة اليابانية: كل حل جديد يولد مشكلات جديدة، فاقتنص الفرص.

– نظرية مارشملو التي تؤكد أهمية كبح الرغبات المادية الراهنة والسعي الجاد لتحقيق الأهداف العالية.

– ضرورة أن نتعلم حب الآخرين ومساعدتهم، كما نحب لأنفسنا، فهذا يبني جسور الثقة ويوطد العلاقات ويسهل تجاوز الصعوبات.

– ترسيخ الممارسات
والعادات السيئة في زمن الرخاء يزيد المصاعب وقت الشدة والعكس صحيح، يكون في توطيد العادات والممارسات الجميلة والحسنة في زمن الشدة والبلاء يزيد فرص النمو والنجاح والانضباط وقت الرخاء.

سؤال اعتراضي: هل بحث أحدنا في محلات بيع عدد البناء والأصباغ عن فرشاة طلاء مصنوعة في دولة غير الصين ؟! وبعد كم من المدة الزمنية استطاع أن يجده بعد البحث؟ والكلام نفسه ينطبق على جملة من العدد والأجهزة.

قد يتعجب البعض إن قلت لك إن هناك جملة من العدد والمواد الأساسيات الصناعية يمكن لأحدنا أن يستوطن صناعتها محلياً، وبذلك يغير واقعه بدل انتظار وظيفة والتندر على مرور الوقت دون نتائج. وحتماً عندما يتبنى أي شخص لمشروع يسد فيه لقمة عيش نفسه ولاحقا بعض من أبناء مجتمعه بتوطين صناعة محلية مؤهلة وبسعر منافس فإن ذلك دليل على السعي الجاد لخلق مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى