أقلام

وصول

جاسم المشرّف

لا توهِنِ النفسَ إنْ عَزَّت بطاعتهِ

فالضوءُ إنْ حادَ عن مسرى مسيرتهِ

فَرَّتْ معالمُ دربِ اللهِ من يَدِهِ

وأُثكِلَ القلبُ بالهجرانِ واضطربا

 

مِن طاقةِ الجذبِ في بَحرٍ مِن الأملِ

وبانعكاسِ مرايا الحقِ في المُقَلِ

أرهفتُ سمعاً لتسبيحٍ مِن الأزلِ

مِن هولِ خشعتهِ الطغيانُ قد هربا

 

مِن كُلِّ فَجٍّ عميقٍ نَشهدُ الأملا

ما كُلُّ مَن رامَ دربِ العشقِ قد وصلا

وكن مع الحق بالأذكارِ مُتصلا

لَعلَّ جَذبَتُهُ تُبقيك مقتربا

 

أسلِم فما كُلُّ ما في الشرعِ تُدرِكُهُ

واخبِت إلى الله فيما كُنتَ تُنكِرُهُ

حتى إذا سَكَنت في الروحِ نسمتُهُ

ازهَد بما دونهِ واستعذبِ النصبا

 

لا تردمِ البئرَ إن فاضتْ جوانبُهُ

واترُكهُ يجري إلى ما شاءَ خالِقُهُ

لَعلَّ سِربَاً يكون اليومَ وارِدُهُ

فَتُصبِحُ الدربَ للألطافِ والسَبَبا

 

ما لي أرى وجع الحرمان متقدا

أتحرمُ النفس من بيت الحرام غدا

ولا أُلبي ولا أشهد بمن شهدا

ولا أفيض مع الحجاج محتسبا

 

لبيك ربي فلا عشق ولا أمل

إلاك في خاطري ولتشهد المقل

والشوق منهمرٌ يجري فلا نصل

وفي دروب (المنى) نستعذب التعبا

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى