أقلام

لا تَعارُض

علي السلطان

برنامج باللغة الإنجليزية يُعرَض على حلقات تحت مسمى: لا يوجد تعارض There is no clash”” يحاول هذا البرنامج أن يستعرض ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم من خلال تفسير بعض الآيات بفهم معاصر ليربط بين ما جاء في القرآن وما توافق معه من علوم حديثة، ويقال أن البرنامج تمويله إسلامي، بينما تقدمه مذيعة قناة BBC السيدة كلير فورستير، وبالتأكيد يتنبّه المعد تارة لما هو موجود من علم أو نظرية ويحاول البحث لما يطابقها من آيات القرآن لربطها والعكس، وتدور حول البرنامج الشكوك، هل غايته الترويج للإسلام، أو تمييعه من خلال تلميعه، خاصة إذا ما نظرنا إلى محاولة البرنامج إثبات النظرية الداروينية لتطور خلق الإنسان وأن مكة ليست هذه وأن الأقصى في أفريقيا والأمثلة كثيرة حيث يحاول البرنامج التشبث ببعض المفردات ليلوي عنق التفسير مدعياً أن ذلك متوافق مع القرآن وأنه لا تعارض هناك، فهل علينا أن نصدق جملة “There is no clash”!.
هل علينا أن نحسن الظن دائماً ونعَذر من يفسر القرآن الكريم كونه اجتهاد؟، أو لأنه فقط جاء بجديد؟، حتى لو أخطأ خطأ فادحاً واضحاً؟! هنا مثال آخر من داخل الدائرة الإسلامية، فها هو الدكتور محمد شحرور يفسر آية الميراث “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ….” (آية 11 من سورة النساء) أن الآية تساوي ما بين الأنثى والذكر ويدلل على ذلك بمثال شعبي وكأننا لا نفقه اللغة: “لو كان لديك ابن وابنتان وأعطيت كلاً منهم مبلغاً من المال وسألك الابن، كم أعطيتني؟ – على فرض أنه لم يحسبه – فتجيبه: لقد أعطيتك مثل أُختيك”، والسؤال هنا، أين قواعد اللغة وعلم المنطق وعلم الكلام والأحاديث النبوية وتفاسير المسلمين شيعة وسنة على مر الزمان؟! أين تعامل المسلمين مع الآية من زمن النبي الأكرم إلى يومنا هذا، ولماذا لم تأتِ الآية بهذا السياق “للذكر مثل حظ الأنثى” هل تشعرك بأن ثمة خطأ فادحاً ارتكبه شحرور حيث لم ينتبه للفترة الأولى من نزول الآية الشريفة وتوزيع الميراث على هذا الأساس، أم حاول إجبار النص ظناً منه أن هذه القسمة مخالفة للمساواة منافية للعدالة وحاشى الله تعالى عن ذلك، فحاول أن يجد مخرجاً حتى وإن كان ركيكاً باهتاً، وهل لنا أن نثق بمثل هذه الآراء خاصة وأنه يعتبر مفكراً عربياً إسلامياً، أم أن ” There is no clash”!.
ابتعد بعض الشباب عن الاطلاع على أمور دينهم فأصبحت الآراء الحديثة تستهويهم دونما أن يفكروا أن بعض الآراء ليست لعلماء دين يمثلون الإسلام والمسلمين، بل وحتى وإن كانت لعلماء دين لكنهم لا يمثلون العلماء الحقيقيين، الذين تثنى لهم الوسادة، من هنا على الآباء توعية الأبناء وعلى الأبناء الاهتمام بالاطلاع لبناء وعي يحميهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى