أقلام

أقبل أيها القمر المنير

سيد جواد المهري

أقبل يا نور الله المشرق،
أقبل إلينا فإن ألف ربيع من العشق لن يتفتح إلا بنفحة منك تعيد الروح إلى الحياة الذابلة. إن براعم قلوب عشاقك لن تتفتح بعد الذبول خلال سنوات الظلم العجاف إلا بنظرة محيية منك.
كم نطوف حول الكعبة برجاء لقائك.. وكم نستمع إلى أصوات الحب تلهفا إلى سماع صوتك العذب.
نحن يا سيدي ضللنا الطريق إلى رؤياك ولو أن هذا الطريق هو الذي ألهمنا روح الحياة ونضرة العيش وبهجة المقام، إلا أن القلب الصغير يبحث عن أمر آخر.. يريد لقاءك، فماذا نجيبه؟
ألا إن الوعود تلو الوعود في جنب جنة لقائك الخالدة ليست إلا سراباً يرفضه القلب بحثاً عن الحقيقة لا الصورة وعن التصديق لا التصور.
انظر سيدي إلى قلوبنا الظمأى التي أضحت كقطيع حمل وديعة تسري بسرعة البرق خوفاً من وصول الذئاب الضارية فيطغى عليها ظمأ الحب وكأن الدنيا بما فيها من خيرات ونعم أصبحت صحراء قاحلة تبحث عمن يرويها بماء العشق الزلال. فاسقنا بخمر وصالك كأساً لن نظمأ بعدها أبدا. ولو أن خضراً عاش العمر كله بماء الحياة فنحن نعيش أضعافه لو سقيتنا من منهل محبتك وجذبة وصالك.
سيدي.. هذا العابد الزاهد الذي قام العمر كله قائماً في محراب العبادة وصائماً من جميع ملذات الحياة، لا تنفع عبادته إن لم تمضها بإمضاء رضاك. فرضا الله رضاكم أهل البيت.
ها هو الشمع والورد والفراشة والبلبل المغرّد كلها تنشدك وتغرد لأجلك وتعطر الأرض بوجودك والجميع يترقب نظرة رضى منك إلا أن يكون شقياً طالحاً أعاذنا الله منهم.

يا وليّ الله الأعظم.. يا ناصر المستضعفين والمحرومين
نحن في انتظار لقائك يا شمس آل محمد عليه وعليهم السلام.
ننتظرك بفارغ الصبر لتأتي فيُزيل لقاء جمالك غبار الحزن والألم من وجوه محبّيك.
يا أمامنا ووليّ أمرنا
قسماً بالله أننا لن نخلف الوعد ولن نضرب صفحاً وجوهنا عنك، مهما بلغ سيل المحن الزبى ومهما أمطر الدهر علينا مطر السوء.
نحن وهبناك قلوبنا فلن نرتدّ عنك حتى ولو أراد الخناسون وسوستنا وإبعادنا عنك.
يا ملاذنا وملجأنا
لا ملجأ لنا غيرك ولسنا نحن بل جميع العالم المضطرب اليوم ينتظرك.. ينتظر قدومك لتنقذه وتنقذ أمة الإسلام من براثن الاستكبار العالمي والصهيونية النكراء.
أقبل علينا بذي الفقار حتى تنتقم من جميع ظالمي التاريخ لصالح المظلومين والمنكوبين ويخيّم ظلك الظليل على صفحة الغبراء.
يا منجي الإنسانية
تئنّ اليوم آلاف الحناجر وتدوّي صرخاتهم عبر الفضاء وينادونك من وراء النكبات فعجِّلنّ عجّل فقد طال المَدى وسُحبت المـُدى وحمي الوطيس، فهلا ينقشع غبار الظلم بنفحتك الرحمانية وصولتك الحيدرية.
يا حافظ حريم الدين ويا ناصر المؤمنين
إن الفتن أقبلت علينا كقطع الليل المظلم والطغاة صوّبوا أسلحتهم وعتادهم نحو دينك وسنن جدك وانتشرت البدع والضلال في كل صوب وعمّ الفساد، فمن لهذه الأمة غيرك. أقبل فالجميع يصرخ صرخة واحدة: الغوث – الغوث
ومن غيرك نستغيث به.
أقبل ليشعّ شعاع نورك المحمدي على الديار، يا حامي الديار. عجل ولا تمهّل فنحن كلنا محتاجون لك، لسيماك، لغُرّتك البيضاء، لذي الفقار بيدك، لنور وجودك، ليد قدرتك، لحكمتك، لفكرك، لمحبتك، لودّك، لغضبك، لانتقامك ولقيامك.
يا نور وادي الطور ويا سرّ الحجاب المستور ويا مرآة تجلّي المعشوق، تقبّل تحيّاتنا من قلوب مؤمنة صادقة مخلصة لك.
يا قائم آل محمد؛ جميع المنتظرين يهتفون باسمك صباح مساء ويتضرعون إلى المولى سبحانه بقلوب حزينة ونوايا خالصة ينادونك بأعلى أصواتهم رافعين أيديهم الى السماء: عجل على ظهورك يا صاحب الزمان. ونحن معهم نكرر صدى الاستغاثة دون يأس وإننا بانتظار إشراقة الشمس من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى