أقلام

تهادوا.. تحابوا

أمير الصالح

يُنقل في المرويات النبوية الشريفة ، حديث شريف ينص على الجملة التالية : تهادوا تحابوا . و للوهلة الاولى يقر كل ذي لب بان الهدايا تدخل على قلب المُهدى اليه السرور و الشعور بالامتنان و يخلق شعور بانه محل عناية و تقدير الهادي له و بالمحصلة النهائية تخلق الهدية مشاعر المودة و المحبة بين المُهدى له و الهادي . الا ان معيار الهدية من ناحية قيمتها و نوعها و صنفها لم يورد ذكرهم في الاحاديث النبوية الشريفة . ففي زمننا الحاضر و نظرا لكثرة المناسبات المحتفى بها ، وظف البعض الحديث المذكور باعلاه بشكل انحيازي او انتقائي لاستجلاب مصلحة شخصية لانفسهم . و جوف معناه قوم آخرون بسبب علو مستوى التوقعات المالية الباهظة لقيمة و نوع الهدية المرجوة . و البعض الاخر عطل تفعيل آلية الحديث الشريف لما يرصدون و رصدوا من ردود فعل تصادمية او احتقانية من انفس متعددة الامزجة عند استقبالها للهدية . فاشعلت بعض الهدايا نوع من انواع الحروب الباردة و التشنجات الساخنة في انفس البعض من الناس تحت تفسيرات مزاجية و توقعات متفاوتة لنوع و قيمة الهدايا و لاختلاف ادراجات معيار قيمة الهدية لدى الاغلب من الناس ، اختلفت ردود الفعل بين البعض منهم من فسرها كايماء للااستنقاص للكرامة بتصنيف القيمة للهدية الهابطة ماديا . و البعض فسرها انها غمز و لمز . و البعض رآها تجسيد لقيمة المهدى اليه في نفس الهادي.
فجفل الكثير من التهادي تفاديا لاي تفسيرات مزاجية او تفاعلات غير متوقعة. و مازاد نسبة الجفل و الجفاف هو تدنى نسبة الدخل المالي لدى البعض و تضخم قيمة الهدايا سعرا و تكلفة و تشعب العلاقات الاجتماعية للشخص كلما تقدم في السن .

هنا انصح نفسي و الجميع بان نعيد صياغة التوظيف لروح التهادي بان لا ينخرط اي منا في قراءات متشنجة سلبية موقوفة على قيمة الهدية كمعيار اوحد و وحيد و انما ينبغي ان تقرأ الهدية ان استقبلها اي منا بقراءة واحدة من ثلاث:

– سقف امكانيات الهادي المالية متواضعة و يحب ان يحيي روح الحديث الشريف

– سقف التهادي الذي خطه الهادي نحو المهدي له متواضعة و يحب ان يتمثل بالحديث الشريف

– سقف الهدية هو رمزية روح التهادي و استمرار شعلة المحبة بين المتهادين

و شخصيا اتبنى القراءة الثالثة لانها تجذر روح التهادي بين الناس دونما اي وزن نوعي كبير مبني على قيمة الهدية المادية، و ترطب العلاقات و تمنع الجفاف في المودة. و نحن على مشارف شهر رمضان المبارك اتمنى لكم و للجميع استمرار المحبة و السعادة و البركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى