بشائر المجتمع

السلمان: تربية الفرض والجبر أفرز جيلا منحرفا

مالك هادي – الأحساء

“من كمالات الشخصية المؤمنة إحكام الارتباط بالله وجعله أساس كل شيء، وأن لا يقتصر على نفسه في ذلك بل يدعو الآخرين إليه” بهذا افتتح سماحة السيد هاشم السلمان خطبة الجمعة في مسجد آل الرسول بالمبرز في الأحساء.

وأكد السيد السلمان أن الأسرة هي الخلية الأولى لتكوّن الجسم الاجتماعي، وأن الاهتمام بتربية الأسرة اهتمام بتربية المجتمع، ولذلك اهتم الإسلام بالمسؤولية الأسرية، فجاءت النصوص الكثيرة الحاثة على الالتزام بتلك المسؤولية.

وشدد السلمان على أن الصعوبة ليست في أصل التربية، إنما في تحقيق شموليتها، فقال: “في مجتمعنا ينصب الاهتمام على التربية البدنية والتعليم الأكاديمي وإهمال الجوانب التربوية الأخرى”.

وسلط السلمان الضوء على حاجتنا إلى التربية الروحية، التي تقوّم الجانب الديني، وتتحقق بـ :
– غرس العقيدة الحقة الكاملة في نفوس وعقول الأبناء.
– تعليمهم الوظائف الدينية والشرعية فيما يجب وما يحرم.
– غرس الآداب والقيم الإسلامية، التي تتوافق مع الرؤية الإسلامية، من حيث السلوك والأخلاق.
وقال: “في السابق كان يكتفى بالاحتضان في البيت لتحقيق التربية السليمة، لكن في عصرنا لم تعد التربية سهلة “.

ونبه سماحته أنه في عصرنا لم يعد البيت والمدرسة المؤثر الأكبر في تربية الأبناء، بل أصبحت الأجواء الخارجية أكبر تأثيرا، فقال: “الإنسان سابقا كان يتأثر بالتواصل والصداقة والرفقة والأهل، أما اليوم فأصبح يتأثر بالاتصالات الإكترونية، وهذا يدعونا للاهتمام بواقع التربية”.

ومن جانب آخر قال السلمان: “التربية ليست عشوائية، بل تحتاج إلى منهج وإلى مهارة وقدرات، فينبغي للآباء أن يتعلموا ويقرأوا، وتكون عندهم ثقافة حول كيفية تربية أبنائه”.

وذكر سماحته أن من أهم الأسس للتربية الإسلامية أن تكون قائمة على الفهم والإقناع والحوار، رافضا أسلوب القهر، فقال: “إن أسلوب الفرض والجبر والتهديد أفرز لنا شبابا كان متدينا في بيئته المتدينة، ولما أصبح في بيئة منفتحة ابتعد عن الدين، وأفرز لنا فتيات كنّ متدينات وانجرفن إلى الانحراف وترك الحجاب”.

واستعرض السيد السلمان نموذجا آخر فقال: “هناك عوائل عاشت في أجواء مفتوحة في الغرب وبقيت ملتزمة، وأبناءها ملتزمون بالصلاة والحجاب والدين، لم يتغيروا. لأنهم ربوا أبنائهم تربية صحيحة قائمة على الإقناع والحوار”.

وفي ختام حديثه قسم السلمان التربية إلى نوعين هما: التربية المباشرة، كالأمر بأداء العبادات، والابتعاد عن المحرمات، والتربية غير المباشرة وهي سلوك الوالدين أمام الأبناء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى