أقلام

بيتزا وهمبرغر وناجيتس Pizza.. Hamburger ..Nuggets

أمير الصالح

عندما تعد زوجتي مائدة العشاء لأفراد الأسرة في معظم ليالي الأسبوع تعد أكثر من طبق رئيسي، وتكون الأطباق الرئيسة منوعة، ومتعددة بعدد الأبناء، إلى جانب طبق رئيسي إضافي ننفرد في تناوله زوجتي وأنا.

الابن الصغير يريد بيتزا، البنت الصغيرة تريد معكرونة بصلصة الطماطم فقط، والابن الأوسط يريد همبورجر بالمايونيز و بدون طماطم أو خس، والابن الأكبر يحب ان يتناول وجبة نجيتس الدجاج، للشركة الوطنية، مع بطاطس مقلي، في معية كاتشب هينز.

لكل فرد من أفراد الأسرة ذائقته الغذائية، وقائمة من الوجبات المفضلة لديه، والوجبات المحظور تناولها. فالابن الصغير لا يحب السمك، ولا الأطعمة البحرية، وعموم الدجاج باستثناء وجبة الشيش طاووق. وأيضا يمتنع عن تناول عموم السلطات، والأكلات المحلية الشعبية.
والبنت الصغيرة لا تحب اللحوم إلا المشوية منها؛ ولا تحب الأسماك، و لا الأكلات الشعبية كـ الهريس والعصيدة والثريد.
الغريب أن كل الأبناء الصغار يحبون أكل الهمبورجر، والفرنش فرايز، والبيتزا، والفش فاش، والمعجنات. هل ذلك الحب لتلكم الأطعمة ناتج عن التأثر بالثقافة السينمائية والتلفزيونية؟!
قد يكون توفير الطعام المناسب لكل فرد من أفراد الأسرة أمرا يمكن السيطرة عليه داخل المنزل، أو حال عدم السفر، وإن اضطر الأب للذهاب إلى ٤-٥ مطاعم مختلفة لجلب الوجبات!
قد يعلق البعض بالقول لولا اختلاف الأذواق لكسدت السلع، نعم هذا صحيح مبدئيا، ولكن ما نحن بصدد الحديث عنه هو إنهاك الأب والأم نفسيا وماليا وإهدار أوقاتهم.

أما في حال السفر فيبرز اختلاف الأذواق الغذائية لأفراد الأسرة بشكل صارخ، لا سيما إذا كان السفر لدولة أجنبية غربية، حيث الاستشكال في تذكية اللحوم، وصعوبة معرفة المطاعم التي تقدم الوجبات المفضلة لكل فرد، وقد يبلغ الأمر مرحلة يصعب فيها إرضاء جميع أفراد الأسرة، لتجاذبات الآراء، وتفاوت التفضيلات.
ففي السفر قد يكون من الصعب الاتفاق على اختيار مطعم واحد لوجبة العشاء يرضي ذائقة الأطراف جميعا؛ و هذا يسبب نوع من التأزم والصداع المؤقت وإهدار المال والوقت، ويضعضع من أهداف السفر الاستجمامي، وقد يخلّف ذكريات محتقنة، وضغوط نفسية.
وفي السفر قد يزداد ويتعمق الاختلاف في الأذواق الغذائية بين الأطراف، وينعكس ذلك على التفاعلات البينية والتشنجات في الكلام.

ويزيد الأمر سوءا ما تشاهده من عجائب الأمور و غرائبها في حال الولوج لتفاصيل اختيار الطعام، فحتى مع تنازل الأب الحامل مرض السكري وقبوله الأكل في مطعم بيتزا، فإن نفس الأبناء يختلفون في تفضيلاتهم، فأحدهم يريد بيتزا مارجريتا (جبن وصلصة طماطم) بعجينة رقيقة مقرمشة، والآخر يفضل بيتزا الخضار، ذات عجينة سميكة كلاسيكية. وبعد الاتفاق أخيرا بين أطراف الأسرة على قائمة الطلبات في المطعم يفاجئك صاحب المطعم فيقول: إننا نقدم البيتزا بسمك تقليدي، ولا يوجد رقيقة ومقرمشة. وحينها يعاود أفراد الأسرة الانطلاق للبحث عن مطعم من جديد يلبي متطلبات الصغار، بعد تنازل الكبار! هكذا وضع يتلف لذة الأكل في وقته، ويهدر أوقات جميلة من زمن رحلة السفر.

هذا الأمر يستحق النقاش، بين أفراد أسرة جادة في خلق روح تفاهم عالية ومنسجمة، قبل وأثناء وبعد وقت تناول الوجبات؛ وأضع بين أيديكم جملة من الحلول المقترحة:

– التنازل المتبادل في اختيار المطعم والطعام، والاستمتاع بوقت الأسرة، بتناول مواضيع ترفع مستوى التفاهم.

– تخفيف جرعات تعرض الأبناء لثقافة الوجبات السريعة.

– تدريب الأبناء على الجرأة في التذوق، وغرس تقبل جميع أنواع الأكل، التقليدية والعالمية، مع مراعاة الأكل الحلال.

– عقد تفاهمات ما قبل السفر، بين أفراد الأسرة بناء على المعلومات المتوفرة عن البلد المقرر السفر إليه.

تنصل: تم نسج السيناريو أعلاه عن أسرة افتراضية، ولا يمس المقال تصنيف أو وصف وضع أي أسرة محددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى