أقلام

محمد الجلواح بين شاعرية السيرة وشاعرية الحرف

جاسم المشرّف

تفاجئك حالة الانفصال بين بعض الشعراء وشاعربتهم في سيرتهم الحياتية حد الدهشة، فما تحسه من رقة وحس مرهف ولدونة لا تجد له أثرا في علاقاتهم الإنسانية؛ لما تتسم به علاقاتهم وتواصلهم من بلادة وقسوة وجفاف ولا مبالاة.

ومن جانب آخر قد لا يساورك شك بأن ذلك الذي يتعامل مع الناس بتلك الروح الندية المشبعة باللطف والإنسانية شاعر لا يشق له غبار، ولكنه يعجز عن كتابة بيت أو سطر واحد.

وهناك من تطغى شاعرية سيرته على شاعرية حرفه والعكس.

والجلواح واحد من تلك الزمرة المتوهجة شاعرية وعذوبة وحساسية مرهفة حد التعري في سيرتهم
فشاعرية سيرته مدهشة وشاعرية حرفه وادعة
وشاعرية سيرته عميقة وشاعرية حرفه شفافة.

تنعكس الروح الشفيفة الخفيفة الظريفة التي يتمتع به أديبنا الكبير محمد الجلواح (أبوجلوح) في شعره، فشعره يميل للوضوح والشفافية والمباشرة، وهو أبعد ما يكون عن التعمية والغموض، وتتضح فيه النزعة التقريرية، والسردية، وقلما بل نادرا ما تجد للرمز والأسطورة حضورا فيه، فله أيقوناته الخاصة التي تعطي للقصيدة نداوتها وطراوتها وسحرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى