أقلام

الأشخاص الذين لديهم توحد يواجهون صعوبات في التخلص من مشتتات الانتباه

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

الأشخاص الذين لديهم توحد لديهم نشاط شاذ في جزء الدماغ الذي ينظم الانتباه، وفقا لدراسة جديدة.

قام الباحثون بقياس استجابة حدقة العين على أنها ممثل نشاط منطقة الدماغ المعروفة ب ‘موضع الأزرق’ ‪locus ceruleus‬، متموضعة في جذع الدماغ، هذه المنطقة تلعب دورا رئيسيا في تعديل النشاط في جميع أنحاء الدماغ، جزئيا بضبط الانتباه.

ويمكن توسيع أو تضييق حدقة العين  لضبط حجم المعلومات البصرية التي يحصل عليها (يستلمها) الشخص، مثلًا .

وبسبب هذا، تمكن الباحثون من استخدام حجم حدقة العين، لاستنتاج مقدار النشاط في المنطقة و قياس مدى تركيز  الشخص انتباهه على المهمة قيد التنفيذ، حدقة عين واسعة  تعني زيادة في التركيز، ‘موضع الأزرق’ قد يكون أيضا مهما في تنظيم التوازن بين مسارات الدماغ الإستثارية ‪excitatory‬ و المثبطة .

بعض البحوث تشير إلى أن هذا التوازن معطل في الذين لديهم توحد، مما يشير إلى إن هذه المنطقة تلعب دورا في البايلوجيا الأساس للحالة.

في الدراسة الجديدة، قارن الباحثون استجابات حدقات عيون من لديهم توحد ومن ليس لديهم توحد عند قيامهم بأداء مهمة في وجود صوت مشتت للانتباه، أو بدون هذا الصوت، توسعت حدقات عيون الأشخاص الذين ليس لديهم توحد عند سماعهم  الصوت، مما يشير إلى زيادة في التركيز الموجه من قبل ‘موضع الأزرق’.

وعلى النقيض من ذلك، لم تتسع حدقات  عيون من لديهم توحد، مما يشير إلى أنهم لا يعدلون [لا يغيرون من تركيز] انتباههم بنفس الطريقة.

ويقول الباحثون إن هذا قد يكون له عواقب وخيمة على الممارسة الحسية للأشخاص الذين لديهم توحد، تقول المحققة الرئيسية مارلين بيرمان، برفسورة في علم النفس في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ، بنسلفانيا: “إذا لم تستطع الانتباه بالفعل إلى المعلومات الأكثر بروزا، فستمطر  بوابل من المثيرات، قد يساهم هذا في فرط النشاط الحسي الذي تراه في الأفراد الذين لديهم توحد”.

‎التخلص من تشتت الانتباه:
طلب الباحثون من 26 من البالغين ممن لديهم توحد، و 26 من البالغين العاديين (الذين ليس لديهم توحد) بالضغط على مفتاح، عندما يظهر نفس الحرف مرتين متواليتين على شاشة كمبيوتر.

ثم كرر المشاركون المهمة حينما تم تشغيل  نغمة بصوت عال كصوت حوار عادي كل 0.15 ثانية، قام الباحثون بقياس مناطق حدقات عيون المشاركين في كلتا المهمتين، قام المشاركون الذين لديهم توحد والمشاركون في مجموعة التحكم بأداء جيد ومتساو في كلتا المهمتين.

ولكن، عندما شغلت النغمات، توسعت حدقات عيون مجموعة التحكم، مما يشير إلى أن ‘موضع الأزرق’ وجه انتباههم نحو الكمبيوتر، وبعيدا عن الصوت.

وبقي حجم حدقات من لديهم توحد كما هي إلى حد كبير، يقول بهرمان: “إنها طريقة لإبعاد الإلهاء (التشتت)، على جنب حتى يتمكن الشخص من التركيز على المهمة قيد التنفيذ، في الأشخاص الذين لديهم توحد، لم نرَ هذا الاختلاف، حدث الاختلاف فقط عندما ضغط شخص على مفتاح- بشكل صحيح أو خلاف ذلك – مما يعني أنه مقبل  بشكل كامل على المهمة.

ظلت مناطق حدقات عيونهم كما هي عندما لم ير المشاركون – سواء أكانوا ممن لديهم توحد، أو كانوا طبيعيين – مجموعات متكونة من حرفين في كل منهما.

نتائج هذا الاكتشاف يتماشى مع البحث الذي يبين أن ‘موضع الأزرق’ مهم، بشكل خاص عندما يتخذ الشخص قرارًا بالقيام بفعل ما، كما يقول بهرمان، ويدعم هذا البحث فكرة أن منطقة الدماغ تعدل من الإشارات المستثارة  ‪excitatory‬ والمثبطة ‪inhibitory‬، نشرت الدراسة في أبريل, 2020, في مجلة علوم الأعصاب.

تحكم الباحثون في عمر المشاركين وحجم حدقات العيون، واستخدامهم للأدوية، بما في ذلك الأدوية التي قد تؤثر على نشاط ‘موضع  الأزرق’ ‪ceruleus‬، كمضاد الذهان آريبيبرازول ‪aripiprazole‬ ومضاد الاكتئاب سيرترالين ‪sertraline‬. (من بين المشاركين الذين لديهم توحد، كان 57 في المائة منهم يتناولون مثل هذا الدواء، مقارنة بـ 4 في المائة فقط من مجموعة التحكم).

‎التوحد والانتباه:
الخبراء غير المشاركين في هذا البحث يحذرون من أن النتائج، تحتاج إلى تكرار لدعم الادعاءات الأوسع نطاقا عن دور ‘موضع الأزرق’ في التوحد.

تعد الورقة مساهمة قيمة بشكل عام، وتعتبر استجابة حدقات العيون مقياسا واعدا لأبحاث التوحد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يمكن استخدامها لمقارنة النتائج في الأشخاص من مختلف الأعمار، كما يقول تيرجي فلاك يتر‪Terje Falck-Ytter‬، برفسور علم النفس في جامعة آبسالا ‪Uppsala Universitet‬ في السويد، لكن بعض عناصر تصميم الدراسة جعلت النتائج غير واضحة، كما يقول فالك-يتر.

قام المشاركون دائما بأداء المهمة أولا دون النغمة المشتتة للإنتباه، مما جعل من الصعب معرفة ما إذا كانت اختلافات الحدقات ناتجة بالفعل عن النغمات المشتتة للانتباه، أو كانت بحسب ظروف المهمة.

يقول بهرمان إنه قد تم إعداد الدراسة بهذه الطريقة لوضع خط أساس لنشاط ‘موضع الأزرق’ للمشاركين في التجربة، وأضافت، حقيقة أن المشاركين الذين لديهم توحد، ومجموعة التحكم قاموا بالمهمة بنفس الترتيب لكنهم أظهروا نتائج مختلفة تشير إلى أن النتيجة ليست بسبب ظروف/ حالات المهمة.

خبراء آخرون متحمسون لمساهمات الورقة العلمية في فهم الباحثين لأسس الانتباه لدى الأطفال الذين لديهم توحد.

تقول جوديث مايلز ‪Miles‬، البرفسورة الفخرية في مجال صحة الأطفال والوراثيات (الجينتيكس) في جامعة ميسوري في كولومبيا، إن هذا العمل البحثي يمكن أن يساعد في إثارة العلاقة المعقدة بين التوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، حوالي 59 بالمائة من الأطفال الذين لديهم توحد لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وغالبا ما يكون من غير الواضح أي الأطفال قد يستفيد من أي علاجات أو أدوية.

تقول مايلز: “ما زلت غير متأكدة مما تعنيه” مشاكل الانتباه لدى الأطفال الذين لديهم توحد، القدرة على فصل هذه الأعراض على الأسس العصبية للسلوكيات أو على أسس الآليات العصبية أمر مثير للإهتمام بالفعل”.

[يعني حيدوا تأثير بعض المتغيرات على النتيجة].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى