أقلام

أملٌ.. وعودة

رباب حسين النمر

ركبُ القداسةِ عادَ بالحسناتِ*
فاخضرَّ مُحلُ الأرضِ بالبركاتِ

وتورّدت ألقًا جباهُ سجودِهم
لما اعترتها حمرةٌ الوجناتِ

وتجلببوا نورَ الحسينِ كرامةً
وسقاهُمُ العباسُ كفَّ نجاةِ..

عادوا فأشرقتِ القلوبُ تَهَللًا
والنخلُ كبّّرَ طيبَ الثمراتِ

فاضت يداهُم بالعطاء ومسّها
عبقُ الشهيدِ بأعذبِ النفحاتِ

والشوقُ أرسلَ للحسينِ بريدَهم
عشقًا تخبأ في مدى النبضاتِ

وتطايروا نحو القِبابِ يسوقُهم
حبٌّ رواهم مِثلما الغيماتِ

كالشمسِ تشرقُ عسجدًا فيذيبُهم
سحرُ الشعاعِ إذا غزا النظراتِ

والفجرُ يصحو في مآذنِ حبهم
شيئا من الركعات والسجداتِ

وطقوسَ عشقٍ للضياء تؤمهم
عند الضريحِ بوابلِ العبراتِ

يبكون من هولِ المصابِ تقربًا
لله، إذ يعلو صدى الشهقاتِ

يرسو على شطِّ الولاءِ نحيبُهم
سفنًا، ويبحرُ في لظى الدمعاتِ

وحمائمُ المحرابِ سربٌ أبيضٌ
طارت ترفرفُ حولهم بِهباتِ

عادوا وقد حملوا النّهار بكفهم
ليباركوه بخاشع الدعواتِ ..

فاعشوشبت فوق الثرى خطواتُهم
وتسوسنت كبدائعِ الجناتِ

هطلَ الربيعُ على غبارِ قدومِهم
عطرًا تقدس رائقَ النّغماتِ..

واكتظتِ الأنفاسُ عندَ ركابهم
لثمًا وتقبيلًا بغيرِ أناةِ..

وتجمهروا -مثلَ الطوافِ- تبركًأ
بالبيتِ، أو كالصومِ والصلواتِ

نثروا حقولْ الوردِ والحلوى على
عتباتهم فرحًا وبعضَ هِباتِ

سأكونْ في الركبِ المقدسِ شمعةَ..
تنثالُ شوقًا للحسينِ حياتي

يا زائرًا خذنيِ إليهِ رسالةً
تروي انتظارًا خُطّ بالعبراتِ

واحمل سلامَ القلبِ نبضةَ والهٍ
ترجو المثولَ بأقدسِ اللحظاتِ

ستقصُّ من شباكُ حُبِّهِ (بوردها)
والختمُ من كف الشهيدُ مُناتي

وأضُمُّ تذكرةَ الدخولِ بمقلتي
وأشمُها بمدامع القْبلاتِ..

*بمناسبة يوم الشعر العالمي 2022م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى