أقلام

الهوس بالحياة المثالية عند جيل الشباب

جواد المعراج

المثالية والمقارنة مع الآخرين هي أساس الفشل في تكوين الشخصية والعلاقات مع الناس، لأن الإنسان الذي ينشغل بالحالات الجمالية بصورة مبالغ فيها يقع في فخ التوقع العالي، وذلك بأن يرى كل شيء سيكون مثاليًا عندما يتسابق في المبالغة والتوجه لتقليد حركات وتصرفات الآخرين في برامج التواصل الاجتماعي.

فتقليد الأفراد الذي يصورون حياتهم وهم سعداء -على سبيل المثال- ومستمتعين بكل لحظة ولكن في الحقيقة كل هذه الكلمات والأحاديث التي ينشرها الناشر في كل صورة ومقطع فيديو بالسناب شات أو الانستقرام تعد هوسًا ووهمًا يعيشه ذلك الإنسان المنضغط نفسيًا والمهوس الذي يتتبع كل حركة يقوم بها من حوله على أرض الواقع أو السوشيال ميديا.

هذه الحالة سبب في الفشل بتقييم الذات والآخرين فمن يأخذ انطباعات واعتبارات مثالية عند رؤية كل منشور في برامج التواصل الاجتماعي يسبب له هذا الأمر الإدمان والتعود على متابعة حياة الناس بشكل يومي دون وعي وإدراك بما يحصل لتفكيره وشخصيته التي ستكون مهزوزة ومعقدة نفسيا بالمستقبل عند الوقوع بهذا الفخ.

على جيل الشباب أن لا ينجروا خلف هذا القطيع الذي يتبع مبدأ الاعتقاد بأن الإنسان الذي يرى الشخصيات البشرية في البرامج التواصل يبادروا بنشر حياتهم الشخصية وصورهم لا يعانون من مشاكل، بل أن البعض منهم لديه نقص وعيوب فلا يوجد هناك فرد كامل ولا يواجه مشكلات سواء كانت شخصية أو اجتماعية.

ومن هذا المنطلق على جيل الشباب أن تكون لديه تلك النظرة التي تعطيه دافع على التفكير في الانشغال بتحقيق الأهداف الواقعية كالتي تشمل معرفة النقائص الذاتية ومعالجة المشاكل في العلاقات الاجتماعية بشكل واعٍ دون أن يتوقع من كل إنسان في كل مجتمع أو بلد سيكون مثل الأمر الذي يفكر فيه بباله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى