أقلام

الرفع من مستوى حافزية الطلاب من خلال التأمل المتصل

بقلم جيليان باريش

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

قدم له وراجعه البرفسور رضي حسن المبيوق، جامعة شمال أيوا

مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق:

التأمل المتصل هو جوهر هذا المقال ولذلك لا بد من توضيح معناه أولا. بإختصار المعنى هو التأمل او التفكير المرتبط بتجربة او درس ما، وسيكون هناك توسع في هذا الشرح بعد إعطاء معلومات مهمة لمعرفة المنطلقات النظرية لكاتبة المقال. تبني الكاتبة مقالها على نظرية ديفيد كولب والتي نشرت في منتصف السبعينات والتي ترى بأن للتأمل اربع قواعد او صفات وهي الاستمرارية، والترابط، والتحدي و الصعوبة المعقولة التي تثير التفكير وتشحذ العزم والإرادة، وتعلق التأمل بتجربة وبدرس في نطاق معين ومحدد. واطلق المنظِّر اسم The 4 Cs of Reflection.

فالتفكير او التأمل المتصل يمر بعدة مراحل وهي: ١) المرور بتجربة محسوسة ومعينة قد تكون حضور درس او قراءة كتاب او ما شابه؛ ٢) مراجعة حيثيات وتفاصيل التجربة؛ ٣) في هذه المرحلة ينتقل الطالب من مراجعة التجربة الى محاولة استخلاص الدروس والعبر منها ؛٤) تطبيق نشط لما تعلمه الطالب من التجربة التي مر بها. والمرحلة الرابعة تعطي وضوحاً أكثر لمعنى التأمل المتصل اي مرتبط بتجربة معينة ومنها يتم التطبيق النشط للدرس او المهارة المكتسبة.

وفي ترجمة المقال الدقيقة من قبل الأستاذ عدنان الحاجي، نرى ان كاتبة المقال ركزت على خاصية التأمل المتصل في إطار التعلم في وقت الجائحة حيث معظم التعلم أصبح عن طريق منصات إلكترونية حيث يتطلب هذا التغير المرونة للتأقلم مع هذا النوع من التعلم وتعزيز الحافزية للتعلم لكي يتحقق أحد أهم أهداف التعليم وهو ان يكون المتعلم مستقلًا ومسؤولًا ويدير شؤون تعليمه بنفسه. ولا بد للمعلمين من القيام بدورهم في تعزيز مهارات التعلم الذاتي او المستقل عن طريق توجيه وتركيز الدروس بما يشد انتباه الطلبة ويثير اهتمامهم وإعجابهم بالمادة التي يدرسونها. كاتبة المقال تشرح ست طرق سهلة التطبيق والإتباع لتعزيز الحافزية والتأمل المتصل.

المقال المترجم

الجامعات مكلفة لأن تكون بيئة مطلقة ل “ثقافة التعلم”، قائمة على أعضاء هيئة التدريس الذين يجسدون التعلم المستمر. نحن نعلم أن التأمل ضروري للتعلم؛ إنه أساس “التحسين المستمر للأفضل” الذي يطور وينمي مهاراتنا وأرواحنا باستمرار أثناء عملنا في العالم المحيط. وهذا العام، أتى تأملنا في وقت الأزمة الكونية – وهذا سبب إضافي للتفكير في الأمور الأكثر أهمية في حياتنا وحياة طلابنا، وفي مجتمعاتنا وفي تعليمنا وتعلمنا في موادنا الدراسية.

لعدة سنوات حتى الأن ، التعليم العالي اعترف بأن جزءًا من عملنا هو إعداد الطلاب لعالم يتسم بزيادة في عدم اليقين (الغموض). نحن نتفهم أن جزءً من تعليمنا الطلاب يجب أن يتضمن مساعدتهم على تطوير مهارات مهنية أساسية وقابلة للنقل (2) مثل ادارة التغيير والتواصل والتعاون،

الإبداع / الابتكار و “تعلم كيف تتعلم”. وبالتأكيد، أعطت هذه الجائحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس لنمذجة المرونة والقدرة على الاستجابة للظروف المتغيرة والغامضة، بالإضافة إلى فرصة لنمذجة التعلم حيث قمنا بصياغة مناهج مبتكرة في تحولنا من التدريس في الفصول الدراسية إلى التدريس عبر الإنترنت.

دعنا نتوقف هنا للحظة للتأمل في التغذية الارتجاعية من الطلاب على مماراستهم التعليمية في العام الماضي. استطلاع حديث عن التدريس والتعلم أُجري في جامعتي الصغيرة في الغرب الأوسط الأمريكي سلط الضوء على بعض الموضوعات الرئيسية التي قد نضعها في أذهاننا: الحاجة إلى رفع مستوى الحافزية لدى الطلاب لتوفير فرص إدراك الإدراك / ما وراء المعرفة (4) من أجل تطوير وتنمية التعلم الموجه ذاتيًا (5)، وحاجة الطلاب للتعلم الهادف.

قد نعتبر التعلم الهادف كشجرة. تعد موادنا الدراسية وكتبنا المدرسية واختباراتنا ومهام التعلم الخاصة بالأنضباط فروعًا لشجرة وقت طلابنا في جامعتنا. قد نفكر بعد ذلك في الجذور على أنها منهاج دراسي أعمق. تطوير وتنمية تلك العادات الأساسية – عادات كعادات التعلم والإبداع – تستلزم مجموعة من العادات العقلية / الذهنية الأخرى مثل الراحة مع المخاطرة / المجازفة (6) وفي وعدم اليقين والمحاولات الفاشلة، بالإضافة إلى وسيلة من وسائل التأمل والفضول والاصرار.

في حين قد يبدو أنه مخالف للبديهة، ضغوط الجائحة و التحول هذا العام من التعليم الحضوري في الصفوف الدراسية الى دروس عن بعد عبر الإنترنت / الدروس الهجينة المتكونة من دروس حضورية ودروس عبر الانترنت يمكن أن تفتح فرص تعلم أعمق. من خلال أنشطة مختصرة تعزز مشاركات الطالب والألفة المجتمعية (7)، يمكننا أن ندمج محتوى المقرر الدراسي مع حياة الطلاب اليومية (بما في ذلك أعمالهم الخاصة ومتطلبات المقرر الدراسي الأخرى). يمكننا أن نساعد الطلاب في أن يصبحوا متعلمين موجهين ذاتيًا [يعتمدون على أنفسهم] بشكل أكثر وذلك بتحفيزهم على التفكير في عادات دراستهم وواجبات المقرر الدراسي. من خلال الاستفادة من سياقنا الحالي، يمكننا أن نمارس التدريس الشمولي للطالب (8) الذي ينمي القدرات المهمة، مثل التأمل والمرونة النفسية resilience [المرونة النفسية هي القدرة الارتداد من النكسات والاخفاقات] من أجل عالم من العمل الذي يتطلب التعلم على مدى الحياة.

كما هو موضح في هذه المقالة اليك بعض مجالات التركيز المختصرة لكنها قوية في نفس الوقت، وكوكبة من الأسئلة لتقوم أنت بطرح اسئلتك الخاصة بك. الأسئلة المطروحة هنا هي عامة جدا؛ النظر في حقائق الطلاب الأساسية – من الضغوط والمشاكل والخطط – عند تصميم أسئلة. هذه قد تبدو بدائية، لكننا بحاجة إلى أن نتذكر أن ندمجها. أنشطة الصف الدراسي / الواجبات المنزلية التي عادة تأخذ دقيقتين إلى خمس دقائق من الوقت تعطي فرقًا حقيقيًا في جودة مشاركة الطالب وتعلمه.

ملاحظة متكررة على استطلاع استقصائي بينت أن الطلاب يواجهون صعوبات في حافزيتهم للوفاء بالتزاماتهم لمقرارتهم الدراسية. وظيفتنا كمدرسين هي أن نثير الاهتمام دائمًا. التحفيز، كالتقييم، كالتعلم ، كأي شيء نشط، هو عملية مستمرة. لدينا فرصة للقيام بما يجب علينا فعله دائمًا في عمليتنا التعليمية – نعيد تشكيل أي شيء يشبه التشاغل بالعمل التافهة، الذي ليس له قيمة من أجل تمضية الوقت لا غير busywork، إلى أشكال من العمل تكون أكثر إقناعًا، وأن نتأكد من أن واجباتنا المدرسية هادفة وأن مواد مقررنا الدراسي ذات مغزى ، ونوفر فرصًا للطلاب لتنمية الوعي والمهارة كمتعلمين. انه من واجبنا دائمًا أن نوصل الى طلابنا، بشكل مقنع وصادق، لماذا مجالاتنا الدراسية مهمة – وهذا يعني أيضًا تطوير طريقة تدريسنا وما ندرسه في ضوء مدى علاقة مجالاتنا الدراسية باحتياجات العالم الحالية.

ست طرق لتسهيل عمليات التحفيز وادراك الادراك ومجتمع متعلم

هناك ثلاث فوائد لاستخدام هذه الأنشطة القصيرة: 1) نحافظ على مستوى حافزية مرتفع لأننا مستمرون في التركيز على لماذا مقررنا الدراسي مهم لحياة الطلاب ؛ 2) نحن ننمي ما وراء المعرفة / ادراك الادراك (انظر 4) والتعلم الذاتي (انظر 5) ، نحن نشجع طلابنا ليكونوا شركاء في التعلم؛ 3) نحن نبني مجتمعًا متعلمًا قويًا حيث يشارك الطلاب بأفكارهم بصوت عالٍ في الفصل أو في مجموعات / منتديات النقاش discussion boards الخاصة بنا.

1. التحديات الأسبوعية والدعم في التعلم

بدلا من مجرد سؤالهم سؤالًا عامًا، “كيف كان أسبوعكم؟” اطرح سؤالا كل أسبوع قام فيه الطلاب بالتعرف على التحديات والمساندات المختلفة التي تلقوها لحياتهم (إن وجدت في مادتك التي تدرسها) و / أو مهام (مشاريع projects التعلم / الواجبات المنزلية (9) على مدى الأسبوع الماضي. ما هي الأشياء التي دعمت وقت دراستهم؟ ما هي العقبات التي ظهرت في حياتهم أو تعلمهم؟ ماذا تعلموا من هذه التحديات؟ هل لديهم أي لحظة من لحظات “الإستلهام او الاكتشاف المفاجيء ” والمعروفة بلحظة ال آه، ها ah-ha؟ وإذا كان الأمر كذلك، اسأل الطالب أن يبينها لك، وبهذه الطريقة يتعلم الصف الدراسي بها / معها ويعتزون بما تعلموه وأكثر من ذلك. أين تعثروا؟ ماهو الدعم الذي يحتاجونه لتعلمهم وهل وجدوا وسيلة للحصول عليه؟ كيف يمكنهم مقاربة عملهم المدرسي بشكل أفضل في الأسبوع المقبل؟

2. أسئلة تأملية تركز على المقرر الدراسي

صمم أسئلة تعتمد على الموضوعات الرئيسية لمادتك الدراسية في ذلك الأسبوع – ولكن تأكد من أن تربطها بحياة الطلاب، لديك فرصة أن تربط المواد التدريسية بحياتهم الحالية كطلاب وأعضاء فريق رياضي وعاملين وعملهم المحتمل في المستقبل، وكذلك مع القضايا الاجتماعية ومقرراتهم الدراسية الأخرى في تخصصات أخرى. بهذه الطريقة، أنت تقوم أيضًا بنمذجة عمليات التفكير التكاملية العليا (10) حين تجعل المادة الدراسية أكثر ارتباطًا بحياتهم وذات مغزى.

مثال عام: كيف ترى ربط [محتوى المقرر الدراسي لهذا الأسبوع] اربطه بالأخبار الكونية / أو بالمعرفة أو المهارات التي تجعلها جزءً في المقررات الدراسية الأخرى؟

سؤال أكثر تحديدًا من صف القيادة الشمولية أثناء وحدة مهارات التواصل: هل توجد علاقات يمكنك من خلالها تقوية مهاراتك الاستماعية للمساعدة في تحسين عملك ضمن الفريق؟

3. واجبات تأملية تفقدية تركز على المقرر الدراسي بشكل أسبوعي والتحضير استعدادًا للامتحان

دمج مكون ادراك الادراك 1) في بداية وقت الصف / المادة الدراسية أو 2) كجزء لا يتجزأ من واجب تعليمي، مثل التحضير استعدادًا للاختبار، يساعد طلابنا على تعلم مواد المقرر الدراسي، وعلى نطاق أوسع، يساعدهم على “تعلم كيف يتعلمون”. قد تسأل الطلاب: ما هو الشيء المثير للاهتمام / مشوق أو قابل للاستخدام / القيّم في هذا الفصل من الكتاب / الواحب الدراسي بالنسبة لك؟ أين يوجد لديك صعوبات؟ ما الذي ساعدك في التغلب على هذه الصعوبات؟ هل هناك مهارات اكتسبتها من دراستك هذا الأسبوع، أو العمل على هذا النوع من الواجبات الدراسية، قد تحتاج إلى تحسين أو مقاربة جديدة؟ كيف يمكنك أن تقوم بهذه التغييرات؟

4. النوايا والأهداف

التركيز على الاهتمامات والنوايا والأهداف تدعم حافزية الطلاب. لاحظ أن وضع الأهداف بالنسبة لبعض الطلاب أمر مرعب؛ إنه جزء آخر من منهج دراسي خفي بالنسبة للكثيرين ، لذا يمكننا مساعدتهم في تعلم هذه المهارة [مهارة وضع الأهداف] أيضًا. لكن الاهتمامات شيء يمكن أن تستحوذ على الجميع. التركيز على مجالات الحافزية تساعد في الحماية من اعتبار عمل الواجب المدرسي شغلًا تافهًا هدفه تمضية الوقت لاغير. (وفي تأملاتنا الجريئة بسبب هذه الجائحة كمعلمين، دعنا نتأكد من أنه ليس شغلًا تافهًا يراد به تمضية الوقت فحسب) هنا ، لديك فرصة لمشاركة مهاراتك وقدراتك مع الآخرين share yourself و / أو طرح أسئلة على الطلاب مثل: لماذا هذا المقرر / المادة الدراسية / وحدة من هذه المادة أو هذا النشاط التعليمي المعين هادف؟ كيف سيساعدكم (كطلاب) في حياتكم المهنية المستقبلية؟ كيف سيساعدكم في حياتكم الحالية – مثلًا في المقرارات الدراسية / الدورات التدريبية الأخرى، أو مهام / مشاريع تحرصون على تجربتها، حتى في وظائفكم الحالية؟

5. ما وراء المعرفة في عطلة منتصف الفصل الدراسي ونهاية الفصل الدراس

أُثبت ادراك الادراك (4) أ بأنه أداة قوية للطلاب للتأمل في التعلم في منتصف الفصل الدراسي أو استذكار ما تم تعلمه في نهاية الفصل الدراسي . اطلب من الطلاب مراجعة تقويم calendar المقرر الدراسي الخاص بهم وبيان الأفكار الرئيسية من كل أسبوع تعلم وكيف يمكنهم استخدام ما تعلموه في المستقبل. عندما يكون نظام ادارة التعلم الكومبيوتري LMS أساسيًا في المقرر الدراسي، كما هو الحال بالنسبة لمعظم أعضاء هيئة التدريس في الوقت الحالي ، يمكن للطلاب بعد ذلك مشاركة إستجاباتهم، والقيام بالتعهيد الجماعي crowd-sourcing (انظر 11) لقائمة من الأفكار الرئيسية ودروس مستفادة في المقرر الدراسي. لمزيد من المعلومات حول هذه الفكرة، راجع مقالة سابقة تركز على أعضاء هيئة التدريس، “تحويل تقييمات الفصل الدراسي إلى ما وراء المعرفة”(4) أثناء العطلة بين الفصلين (12) .

6. اليقظة

اليقظة (13)عبارة عن خيمة كبيرة من الأساليب التي تتراوح من قوائم الامتنان التي تبقي ذهنيتنا إيجابيةً على ممارسة رياضة التنفس (14) الذي يعيد تنشيط الانتباه ل / الاهتمام ب التعلم. القيام بأنشطة اليقظة الذهنية في بداية الفصل الدراسي بشكل جيد لمساعدة الطلاب على إعادة تركيز الانتباه على التعلم. لا يشمل ذلك كاسر الجمود / كاسر حاجز الخوف icebreakers مثل سؤال، “كيف كانت عطلة نهاية الأسبوع؟” بدلاً من ذلك، يعد هذا نشاطًا هادفًا لإنعاش الطلاب القلقين وإعادة توجيه انتباههم نحو التعلم. خلال الصدمة الأولية للجائحة، أخدت دقيقتين إلى ثلاث دقائق للطلب من الطلاب بمشاركة الامتنان أو الفرح غير المباشر لأساعد طلابي على تقليل تشتيت انتباههم، وإعادة التركيز واستجماع أنفسهم بشكل فردي وك مجموعة. التغذية الاسترجاعية للطلاب كانت مواتية للغاية من خلال الاستشهاد بالتحسن الذي طرأ على مزاجهم في نهاية يوم طويل ، وزيادة القدرة على التركيز، وإحساس أقوى بمجتمع التعلم ، مما أدى إلى تحسين الجودة الشاملة للمناقشات بين طلاب الصف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى