أقلام

معلومات إرشادية للمحافظة على طفلك آمناً مطمئناً أثناء مرحلة تفشي فيروس (كورونا)

المترجم:  عدنان أحمد الحاجي

راجعته الدكتور أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وسلوك الأطفال .

الحديث عن فيروس كورونا يتسم بالصعوبة الشديدة ولا سيما عندما تكون شخصاً واعياً. و يبدو أن المعلومات والأرقام والنصائح المتعلقة بتفشي المرض تتغير يومًا بعد يوم ، ويمكن أن تثير الطبيعة المجردة للتهديد الكثير من المخاوف والريب. ومع ذلك، لو تحدث كل منّا عن فيروس (كورونا) ، فإن أطفالك سيسمعون ذلك بالتأكيد.

وفيما يلي بعض النصائح التي قدمها خبراء عن كيف بدء هذا الحديث المهم من أجل المحفاظة على طفلك أمناً ومطمئناً :

1. لا تنتظر حتى يأتي أطفالك إليك ، فأنت باعتبارك والداً أو ولي الأمر لا تسطيع منع الأطفال من سماع أمر يُناقش على نطاق واسع كما يناقش فيروس (كورونا) بالرغم من دقتك في تقديم المعلومات الموثوقة لهم ، لكن ثق في الخبراء ،فأطفالك يعرفون بالفعل.
تقول روبن جورويتش ، دكتوراه في علم النفس ، وبرفسورة بجامعة ديوك: “إن فرص الطفل ، في أي عمر ، ألا يسمع عن ذلك منخفضة للغاية”.
وتقول :
“لا نعرف دائمًا من أين يعرف الأطفال عن الأشياء. يمكن أن يكون ذلك من المدرسين أو الطلاب الأكبر سنًا في المدرسة، وأي طفل لديه مشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي أو يمكنه الدخول على وسائل التواصل الاجتماعي بأي شكل من الأشكال قد التقط شيئًا ما بالتأكيد.”

يقول ديفيد شونفيلد ، طبيب الأطفال السلوكي التنموي وعضو المجلس الأكاديمي الأمريكي لطب الأطفال على التأهب للكوارث ، تجاوز الحديث عنه حينئذ أمر ضروري. “يمكن للأطفال أن يسيؤوا تفسير الأشياء، وقد يعممون بشكل مفرط على المعلومات الخاطئة ويصدقونها”.

يشير شونفيلد إلى أن تجاهل الحديث يمكن أن يكون أذاه أكثر من نفعه، فيقول “لا يمكنك الاعتماد على الأطفال لطرح مواضيع صعبة. لو تجاهلت الموضوع ، فقد يعتقدون أن النقاش غير مناسب أو يكتنفه شيء بذيء أو مزعج. لذلك عليك تقديم نفسك كمصدر للمعلومات وإخبارهم أنه بإمكانهم أن يأتوا إليك .”

2. اسأل ما لديك من أسئلة يريد كل والد/ والدة أو ولي أمر بطبيعة الحال أن يطمئن الأطفال. ولكن ، كما يقول شونفيلد ، “لا يمكنك طمأنة الناس حتى تعرف ما يقلقهم” ، وفيما يلي بعض الخطوط والأسئلة التي اقترحها شونفيلد وغورويتش Gurwitch لفتح الحديث معهم:

1- “هناك الكثير من الحديث عن فيروس كورونا. أخبرني ماذا سمعت.”
2- “ماهو رأيك بهذا؟
3- “ماهو تأثير ذلك عليك؟”
4-“ما هي الأسئلة التي لديك؟”

يقول غورويتش :
“طرح الأسئلة يتيح لك معرفة مصدر معلوماتهم ، ويعطينا فرصة لتصحيح أي معلومات خاطئة وتوضيح النقاط ومعرفة متى نريد الدخول في الحديث معهم.”

3. اجعل المعلومات بسيطة ومفيدة
يقول شونفيلد: “هناك الكثير من المعلومات”. “ما عليك القيام به هو فلترة المعلومات وتنقيتها إلى ما هو واضح وملائم للشخص، وإعطاؤهم ما يمكن استخدامه منها للعمل عليه فوراً.”
بمعنى آخر : حين تريد أن تكون منفتحًا ومتواصلًا مع طفلك ، قاوم الرغبة في إمطاره بكل العناوين أو المعلومات المحتملة عن تفشي المرض.

يقترح شونفيلد أيضًا أن تحاول المحفاظة على الحديث منتجاً وإيجابياً. على سبيل المثال ، إذا كنت تريد إثارة موضوع اللقاحات ، فبدلاً من أن تقول لا توجد لقاحات معروفة ، تقول : يحاول الخبراء الطبيون أن يطوروا لقاحاً.

يمكن أن يساعد الكلام مع أطفالك في إزالة المخاوف أو المعلومات الخاطئة ، أو الادعاءات الخاطئة التي قد يسمعونها من أماكن أخرى ، مثل المدرسة.

4. تحقق من صحة مخاوفهم
فلا يوجد سبب لتجاهل حقيقة فكرة( أن الوباء يمكن أن يثير قلقا) لذلك قاوم رغبة رفض أي مخاوف لدى طفلك. يقول غورويتش: “من المهم التحقق من مخاوف الأطفال ودعهم يعرفوا بأن مشاعرهم حقيقية”.

إن الإقرار بهذه المشاعر يمكن أن يمنح الأطفال إذنًا للتعامل مع ما يزعجهم، كما يقول شونفيلد: “هناك نزعة لإخبار الأطفال بأنه لا ينبغي عليهم أن يقلقوا”. “علينا أن نتوقف عن إخبار الأطفال بأنه لا ينبغي عليهم أن يقلقوا ، وأن نشجعهم على استكشاف مشاعرهم”.

5. أخبرهم بما يجب عمله للمحفاظة على سلامتهم
يقول غورويتش: “نحتاج إلى إخبارهم بما يجري. لأنك لا تستطيع أن تدعه هناك دون وصف للحل”. “نريد أن نقول ، عائلتنا تفعل هذا ، بلدنا يفعل هذا ، وعائلتنا تفعل هذا.”

وفيما يلي بعض الاقتراحات الأخرى من قبل الخبراء:
· “نحن نعلم أن هذا شيء يمكن للناس التقاطه، لكننا نعرف أيضًا كيف نساعدهم في المحفاظة عليهم آمنين قدر الإمكان”

· “لا نعرف كل شيء عن هذا الفيروس ، لكننا نتعلم عنه المزيد مع الوقت.”

· يجب أن نتأكد من قيامنا بغسل أيدينا بشكل جيد.”

· “نعلم أنه من الجيد دائمًا أن نغطي أفواهنا عندما نسعل أو نعطس”.

· “في الوقت الحالي، بقدر ما نريد أن نعانق أصدقاءنا ، فقد نرغب في أن نحيي بعضنا بقبضة اليد أو بملامسة المرفقين “.

هذه أيضًا فرصة – كما يقول غورويتش- للتوضيح أنه ليس كل سعال أو عطس يعني أن شخصًا ما مصاب بفيروس كورونا، وهذا لن يقلل القلق فحسب ، بل يمكن أن يمنع الأطفال من التعبير عن تحيزهم أو مخاوفهم تجاه الآخرين.

6. مكنهم من اتخاذ خيارات صحية معك ، فبعد أن تخبر أطفالك بما يجري لإبقائهم آمنين، امنحهم فرصة ليعتنوا بسلامتهم بأنفسهم – بحسب ما يناسب عمر الطفل نفسه .

يقول شونفيلد: “لا أحد يحب أن يشعر بالعجز ، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يتعلمه الأطفال منذ سن مبكرة هو أن صحتهم هي صحتهم”. ويقترح السماح لهم بتصميم تكرار غسل أيديهم بأنفسهم، أو تشجيعهم على طرح أسئلة حول تُطبيق بعض تدابير السلامة ، وكيف يتمكنون من جعلها جزءًا من عاداتهم . يقول: “هناك دائمًا بعض القرارات التي يمكن للطفل أن يتخذها و من الممكن أن تمنحه إحساسًا بالتحكم الجزئي”.

ويمكن توسيع هذه الروح التعاونية لما يتجاوز منع الفيروسات. يقول غورويتش: “من المهم إشراك الأطفال في كل هذه الاستعدادات”.
“إذا كنت تستعد -لو احتجت- أن تبقى في منزلك لفترة قصيرة ، اسأل طفلك عما يريده من المتجر. تذكر أن تدرج الأشياء التي من شأنها أن تبقي طفلك مشغولا ونشطًا.”

7. كن على اطلاع دائم حتى تكون مصدرًا موثوقًا به
كل هذا سيكون أسهل بكثير إذا كان الكبار يعرفون بالضبط ما يجري ، وما الذي يمكن توقعه بالضبط. لسوء الحظ ، مع مثل هذا الوضع ، لذلك من الضروري أن تبقي نفسك على اطلاع جيد حتى يشعر طفلك أنه مرتاح حين يثق بك. يقول شونفيلد لتجنب مشاركة الشائعات أو المعلومات المثيرة للاهتمام مع الآخرين ، والامتناع عن إدخال السياسة أو المعتقدات الشخصية في الوضع. “فستكون فكرة جيدة أن تذهب إلى مصدر المعلومات الأكثر اتساقاً ، مثل مراكز مكافحة الأمراض CDC” ، كما يقول.

8. كن حنونًا ، حين نشعر بالقلق ، فإننا نتخذ قرارات سيئة في بعض الأحيان ، نكون غريبي الأطوار. وهذا ينطبق على الأطفال كما ينطبق على البالغين.

يقول غورويتش: “هناك بعض الأشياء تحدث ، ولا يهم لو كان عمره 4 أو 14 سنة”. “قد يصبح الأطفال أكثر انفعالاً نوعاً ما ، وقد يعاني الأطفال الصغار من نوبات غضب أو انهيار، وقد يصبحون أكثر تشبثًا بوالديهم. لكن قد يواجهون أيضًا المزيد من المشاكل مع النوم ، وقد يعاني الأطفال من صعوبة التركيز والانتباه ” وقد يتجسد ذلك في حالة من النسيان أو مشاكل في إكمال الأعمال المنزلية أو الواجبات المنزلية.

يقول غورويتش إن الشيء المهم هو التحلي بالصبر معهم والالتزام بالرتم العادي قدر الإمكان.

9. قم بالمتابعة
هذا الوضع دائم التغير ، وبمرور الوقت ، قد تستجد بعض المعلومات التي قد ترغب في مشاركتها مع طفلك ، أو قد تكون لديهم أسئلة جديدة.

يقول غورويتش: “يجب أن نتحقق مرة أخرى كلما ظهرت معلومات جديدة”. “إن القدرة على إجراء هذا الحديث الصعب عن فيروس كورونا سيؤدي إلى إعداد الوالدين للأطفال بطريقة لطيفة للغاية ليعلموا أنه يمكنهم الرجوع إلى والديهم أو أولياء أمرهم في مواضيع صعبة. عندما يعلم الأطفال أننا على استعداد للتحدث عن شيء صعب ، فإنهم سوف يتحدثون إلينا عن شيء صعب “.

ولهذا السبب من الأهمية بمكان العمل على ترسيخ الثقة والانفتاح في وقت مبكر من حياة الأطفال. يقول شونفيلد: “يصبح الآباء مصدرًا موثوقًا به عندما يكونون جديرين بالثقة ، وعندما يكونون صادقين ومنفتحين ومستقبليين”. “لكن هذا الأمر ليس مجرد شيء يمكنك توطيده في يوم وليلة. ينبغي أن يكون نمطًا (عادة)”.

كل هذا يبدأ من خلال التحلي بالشجاعة الكافية لإظهاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى