أقلام

التباين في التعاطي مع ظاهرة عقوق الوالدين (ج١)

حسين الغزوي

ظاهرة عقوق الوالدين من الظواهر السلبية من قدم الزمان، وليست وليدة اللحظة كما يصورها البعض من مناصري صراع الأجيال، أو بتعبير آخر: الجيل المعصوم.
وقبل الخوض في طرق التباين في التعاطي مع هذه الظاهرة سنطرح تسأولًا: هل للأبوين حقوق، وليست عليهما واجبات؟

كيفية تعاطي شرائح المجتمع مع هذه الظاهرة:

شريحة الندابة (المتحلطمون): توجد لدينا ظاهرة مأساوية وهي عقوق الوالدين فنحن نعيش في تعاسة جراء ما نجده من عقوق الأبناء لآبائهم وهذا الوضع لا يطاق ولا يحتمل، وبعد ذلك يستمرون في ضخ الخطاب السلبي للمجتمع.
وأما فئة صراع الأجيال سيكون خطابهم تصوير الجيل السابق بجيل العصمة والقداسة، وهذا الجيل بجيل الرذيلة والانحطاط، فمثلًا: في السابق كان الابن يخاف أن يتكلم بمحضر والديه، وكان الأب يضرب ويعنف ابنه المتزوج، وكان الأبناء مطيعين وأخيار، وكان الأب لا يضحك أو يبتسم بمجرد دخوله المنزل (سي السيد). (مع ما عليها من ملاحظات).
وأما شريحة المتقصدين لرجال الدين فسيكون خطابهم: أين دور رجال الدين من هذه الظاهرة؟ ولماذا لا يقوم الخطباء بطرح هذه المواضيع ومعالجتها؟.
وأما أصحاب الخطاب التعنيفي: هؤلاء الأبناء العاقون لا يستحون ولا يخجلون، فالكلاب أوفى منهم فهم مثل القطط ( السنانير)، ويستمرون بالخطاب القاسي الذي يفوق الوصف.
ويوجد الخطاب الأحادي الذي ينظر بعين واحدة ويُحِّمل في الغالب الأبناء المسؤولية.
وأما البعض فيكتفي بالقول: عقوق الوالدين محرم شرعًا، وهو من الكبائر المعاقب عليها الأبناء مع سرد بعض القصص.
وبعد هذا السرد لطرق التعاطي مع هذه الظاهرة السلبية يحق لنا طرح بعض الأسئلة:
هل سلطت هذه الخطابات الضوء على هذه الظاهرة؟  وهل أنصفت الطرفين (الآباء والأبناء)؟ أم أنها حملت طرفًا واحدًا هذه القضية؟
وهل أوضحت لنا آثار هذه الظاهرة وأسبابها وطرق معالجتها؟
طبعًا الجواب سيكون لأحبائي القراء.
والآن سأقوم – مع اعترافي بالتقصير -بمحاولة بسيطة برفقتكم أعزائي لتسليط الضوء الخافت تجاه هذه الظاهرة، وسأبدأ أولًا في الآثار قبل الأسباب، والمفترض عكس ذلك، ولكن أحببت عدم الإطالة وإدخال الملل على القارئ.

بعض آثار هذه الظاهرة:
الأثر الأول: التفكك الأسري، ويليه تفكك العائلة الشاملة للأسرة، ويليه تفكك المجتمع.
الأثر الثاني: قسوة القلب وترتب هذا الأثر على المجتمع.
الأثر الثالث: حمل الأحقاد والضعائن إلى الأولاد والأحفاد.
الأثر الرابع: خلق روح الأنانية لدى المجتمع.
الأثر الخامس: تفشي الأمراض والعقد النفسية في المجتمع.
الأثر السادس: أثر يوم الحساب
وأما عن أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها فسيكون في المقال القادم إن شاء الله مع طلبي من أعزائي القراء محاولة التفكير قليلًا في الأسباب والعلاج.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى