بشائر الوطن

المعاتيق والصبيح وعلوش يتألقون على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام

رباب حسين النمر: الدمام

في مساء مبلل بعبق القوافي، متألق بجمال الشعر المنساب من عتمة الليل عبر نوافذ الإلقاء تشرفت خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أمس الأول باحتضان ثلاثة أقمار شعرية تلألأت هالاتها المنيرة إشعاعاً وأدهشت الجمهور إلقاءً تجسدت في الشاعر المحبوب العذب حبيب المعاتيق والشاعرة الرائعة تهاني الصبيح، والشاعرة اللبنانية المتميزة ناريمان علوش.

أدار الأمسية الشاعر المتألق حسين آل عمار الذي حرّك دفة الإبحار على ساحل الجمال بقوله:

” بسم الله الذي خلق المواهب وأودعها قلوب الأنام واهباً معطياً رازقاً مكرماً، ثم الصلاة على خير العرب والعجم النبي المصطفى محمد وعلى أهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار.
أما بعد..
يتسع أفق الحرف ولا يضيق فالسقف المبكي الذي ينوح لا يقال،والجهة الغيبية التي يُشار إليها لا وصول لها، وكلما تحدث شاعر استطالت المسافات وكلما شعر أن الحياة ازدادت زهواً وألقا.
في هذه الليلة المرصعة بالنجوم -نجوم الشعر- تطول الإقامة رغم قصر الوقت ، فالإقامة أينما كنا مؤقتة لأنها دائمة في الشعر -كما يقول أدونيس”
وأوضح العمار أن بنية الأمسية تتكون من جولتين يشغلها الشعراء الثلاثة.

وقدم مدير الأمسية الشاعر حسين آل عمار مختصر السير الذاتية لضيوفه، وابتدأ بالمعاتيق قائلاً: ” حبيب المعاتيق شاعر وفوتوغرافي سعودي من مواليد الربيعية بتاروت القطيف، عضو بمنتدى الكوثر الأدبي، صدرت له مجموعتان شعريتان أحدثهما (معلقون على الأحداث) سبقتها (حزمة وجد) التي مزج فيها الشعر والفوتوغراف، فاز بمجموعة من الجوائز المحلية والخارجية في مجالي الشعر والتصوير الضوئي، شارك ووزع ونشر قصائده وأعماله الفوتوغرافية محلياً وخارجياً”
وأعقبه تعريفاً بسيرة الصبيح: ” الشاعرة تهاني الصبيح شاعرة وروائية وكاتبة من مواليد مدينة الخبر، عضو إدارة سابق في نادي الأحساء الأدبي في الفترة مابين عامي 2011 و2019م، صدرت لها مجموعتان إحداهما شعرية (فسائل) والأخرى رواية بعنوان( وجوه بلا هوية) ولديها مجموعة شعرية مخطوطة بعنوان( وجه هاجر) فازت بمراكز متقدمة بين الأول والثاني في عدة مسابقات أبرزها جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي في المرحلة الثانوية، ومسابقة السفير حسن عبدالله القرشي بجمهورية مصر العربية عن ديوانها (فسائل) ، كما ترجم لها في معجم السرد بالأحساء، شاركت في العديد من الأماسي المحلية والخارجية” وعقب بسيرة لعلوش:
” الشاعرة ناريمان علوش شاعرة وروائية وإعلامية لبنانية، لها خمس إصدارات (امرأة عذراء)، (نصف ضائع)،(إلى رجل يقرأ)،(الصفحات البيضاء)ورواية بعنوان( زواج قاصر) وهي معدة ومقدمة برامج عدة برامج إذاعية وتلفازية أبرزها (حديث الذكريات) و( بيني وبينك) صاحبة دار ناريمان للنشر ورئيسة تحرير مجلة (ناريمان) الثقافية. نظمت العديد من الأمسيات في لبنان وخارجه”

وبدأت النصوص الشعرية تتدفق شلالات منعشة على أسماع الجمهور، حيث بدأت الجولة اللبنانية (علوش) بإلقاء نصوصها الشعرية، أعقبها المعاتيق، فالصبيح.
وفي الجولة الثانية كانت البداية مع نصوص المعاتيق وكانت النهاية بمعية علوش.

وقد تفاعل الجمهور مع النصوص بالتصفيق وتكرار بعض القوافي.
وفي ختام الأمسية كرّم رئيس جمعية الثقافة والفنون يوسف الحربي مدير الأمسية وضيوفها والتقط معهم الصور التذكارية.

ومن النصوص التي ألقيت على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون خلال الأمسية نص المعاتيق ( للشعر نوافذُ مشرعةٌ
ولقلبي سبعةُ أبوابٍ كاذبةٍ جداً
وسياجٌ صادق.

وممرٌ
يفضي للدور الأول،
لكن الحب، وتسعة أعشار اللهفة
نازلةٌ في آخر طابق.

للحب خباءٌ من قصبٍ؛
من أين سأدخل هذا العش
أنا المملوء حرائق.

مشتعلٌ منذ حملت وقود الحب على ظهري؛
ومنذ عرفت بحور الشعر
أنا غارق.

هل أكذبُ؟
من أين سأنجز للعشاق قصائدهم؛
واللوعةُ أكبرُ في صدري
من هذا العاشق.

من أين؟..
أن المخلوق ..
وهذا الشعر إذا يحتاجُ
فلا يحتاجُ سوى خالق)
ومن نصوص الصبيح التي تفاعل الجمهور أثناء إلقائها تفاعلاً واضحاً نص وسمته بـ (انفجارٌ موقوت):

الشعر في حرم الكلامِ قنوتُ
فأنا ابن متّى والقصيدةُ حوتُ

صوتي الحقيقةُ ملْءُ حَنجرتي ولا
يطغى عليّ مع المجازِ خفوتُ

فالشعرُ سحرٌ واللغاتُ دلائلٌ
نزلت وعلمّنا بها هاروتُ

نجمٌ يشفُّ عن الكنايةِ حينما
في وهْجهِ يتلأْلأُ الياقوتُ

حجرٌ سننقشُ بالمعاني شكلهُ
وعلى جدارِ كلامنا منحوتُ

هو أن نسافر في مشاعر يمّنا
من غير أن ينأى بنا التابوتُ

هو أن نحلّق كالفراشات التي
للضوء تسمو ثم فيهِ تموت

حلمٌ أنا وسنابلي ممتدةٌ
حتى تناثرَ من رؤايَ القوتُ

والشعر حقلُ العمر يزرعني على
درب الحياة لتستظلّ بيوتُ

لا شيء يشبهني – يضيءُ ملامحي
إلا أسامٍ حلّقتْ ونعوتُ

وأنا التي بالشمسِ جئتُ فهالني
وجهُ السماءِ على يدي مبهوتُ

فإذا عزفتُ على القصيدةِ ينجلي
وجعُ السكوتِ ولا يطول سكوتُ

وتعيرني الكلماتُ أجنحةً بها
روحي تخِفُّ – فُيشرَعُ الملكوتُ

في داخلي انفجر الكلامُ ولم يزل
للشّعرِ بركانٌ بهِ موقوتُ … ”

وتغنت الشاعرة اللبنانية بنصوص عدة تدور في فلك الحرب أو الحب، منها نص موسوم بـ (آيات الحب):

“حبيبي كان في قلبي إلٓها
تنزَّل آيةً نبضي تلاها

حبيبي كان في الآياتِ رمزًا
تفَسَّرَ ظلُّه لما تماهى

وأشهدُ أنّه شعراً يُصلّي
ويحيي نارَ أنثى من خِباها

هو الإلهام حين ينام حرفي
هو الأنسامُ ترقى في مداها

وهمسُ الحب في صدري رياحٌ
تعرّي شمسَ روحي من أناها

غدا تحكي النوايا عن جنوني
وترقصُ نارُ عشقي في سناها

وأخفي بين أجفاني حبيبا
ليُشعلها إذا ليلٌ طفاها

كتبت بجمر قلبي أمنياتٍ
ترمّد أمسُها وخبا صباها

وبين شفاه وردي مات سرّي
وأزهار الهوى فضّت نداها

حبيبي كان في شعري عتابا
تلاشى دمعةً لما بكاها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى