أقلام

السيد عبدالكريم المسلم قيادة خلف الستار

إبراهيم سلمان بوخمسين

تمتلك الساحة الأحسائية الكثير من القيادات المتمكنة في إدارة الأمور والخطط الاستراتيجية، كما تمتلك كماً هائلاً من ذوي الطاقات والمؤهلات والثقافات على مختلف الأصعدة من جميع شرائح المجتمع.
شخصيتنا هنا شخصية فريدة منذ نعومة أظفارها، لم يقيض لها أحد ليكتب عنها أو يشير إليها رغم عطائها الكثير لمجتمعها الأحسائي على عدة مستويات، سنتطرق لها في كلمتنا هذه.
لقد رأيت أنه من الواجب علي وحق في عنقي أن أشير إليها تدويناً لتاريخنا المحلي أنه كان هنا يوماً من الأيام شخصية تمتلك ملكات وقدرات عالية من التخطيط والإدارة، وأنا أعد نفسي ممن تخرج من مدرستها وتتلمذ وتعلم على يدها.
إنه المهندس السيد عبدالكريم السيد هاشم المسلم. والبعض يطلق عليه السيد عبدالكريم السيد هاشم المسلم ” البوخمسين”.

إني لـتطـربُـني الخِـلالُ كـريـمـة ً ** طـربَ الـغـريـبِ بأوبـةٍ وتــلاقِ
ويَـهُـزُّني ذكـْرُ الـمروءةِ والـندى ** بـيـن الــشـمائـلِ هـزة الـمشـتاقِ

*مرحلة الصبا والفتوة:
تربى السيد عبد الكريم في كنف والده الذي ارتبط بكريمة الخطيب ملا صالح بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بوخمسين، بين أخواله في أوساط عائلة بوخمسين، كما كان جده السيد عبدالله المسلم الذي اقترن أيضا بإحدى كريمات عائلة البوخمسين. لذا كان يحلو للبعض أن يسميه السيد عبدالكريم المسلم البوخمسين، بل وإخوته أيضا. كما لا يفوتنا أن نذكر بأن السيد عبدالكريم ارتبط أيضا بإحدى كريمات عائلة بوخمسين.
في محلة سكة السدرة بشارع الفوارس والأحياء المحيطة بها وسط مدينة الهفوف، كسكة بسطة والصاغة والرفعة والكوت والحداديد والرقيات والنعاثل وغيرها كانت تعيش معظم عوائل الهفوفيين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: عائلة البوخمسين والرمضان والشواف والخرس والبقشي والقطان والصحاف والهاجري والبوحليقة والأمير والحداد والقضيب وسادة المسلم والموسى والعبدالنبي والبوعلي والباذر والعلوان والقرقوش والحرز… وغيرها كثير، تربى السيد عبدالكريم ودرس في مدارس المدينة بمدرسة الهفوف الأولى التي سميت بعد ذلك بمدرسة القدس، ثم بمتوسطة أبو بكر الصديق ثم بثانوية الهفوف، وبعدها أكمل دراسته الجامعية بجامعة البترول والمعادن التي سميت بعد ذلك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
ربطتني بالسيد علاقة النسب قبل علاقة الصداقة والصحبة حيث تعرفت عليه عن كثب عندما أكملنا المرحلة الابتدائية والتحقنا معا بمدرسة أبو بكر الصديق المتوسطة وبنفس صفوف الدراسة. بدت علامات النبوغ لدى الفتى الجميل ذي القامة الفارهة المستقيمة.

في هذه المدرسة بالذات رأيت كيف كان السيد عبدالكريم يحصل على العلامات الكاملة في المواد العلمية ولا سيما في الرياضيات والهندسة التحليلية والفراغية وغيرها من المواد، بل والمراتب الأولى على مستوى الفصول والمدرسة. في مادة الرياضيات كان معلمنا مدرس فلسطيني اسمه: ” محمد عمر”، كان قد زاول مهنة التدريس في العراق مما أكسبه اللهجة العراقية فكان يضفي جواً من المرح والفكاهة بشرحه المتميز ولهجته الجميلة وصوته الجهوري. أيضا هذا المدرس لاحظ علامات النبوغ لدى الفتى الصاعد بمقدرته على حل أسئلة الاختبارات بوقت قياسي ودرجة كاملة. في الاختبارات اللاحقة بمجرد أن يوزع الأسئلة علينا يأخذ ورقة السيد عبد الكريم ويضع عليها 30 من 30 ويقول له أمام الطلاب لك الخيار بين أن تجيب أو لا، فدرجتك كاملة. لكن الفتى يأبى الا أن يثبت جدارته فيجيب ويسلم الإجابة فتأتي النتيجة مطابقة لما وضعها المعلم. إنها طريقة نادرة في تشجيع الدراسة وحب المدرسة والتعليم.
كم هي المواقف التي دلت على نبوغ هذه الشخصية، ففي نفس المرحلة جرت مسابقات ثقافية من ضمن تصفيات داخلية للمدرسة أعقبتها تصفيات للمدارس على مستوى المنطقة الشرقية للحصول على بطولة المنطقة وحصد كأس البطولة إضافة الى الجوائز الشخصية. أتذكر في التصفيات الداخلية للمدرسة كان من ضمن الاسئلة التي طرحت كم عدد ردج طوابق المدرسة الثلاثة؟. هل هي من الصدف أم من الفراسة بأن يعد السيد عدد الدرج وهو نازل من الدور الثالث الى حيث قاعة تصفيات المسابقة فيجيب على السؤال وسط اندهاش الجميع.
طبعا انتهت التصفيات الداخلية باختيار السيد كأحد أعضاء الفريق للمنافسة على مسابقة المنطقة الشرقية. في التصفيات النهائية التي نقلت على الهواء بين “فريق مدرسة أبو بكر الصديق المتوسطة” وبين “المتوسطة النموذجية حيث ضمت بين أعضاء فريقها صاحب المركز الأول على المنطقة الشرقية في المرحلة الابتدائية والمتفوق دائماً المهندس أحمد المرزوق”. كان الجميع جازماً أن النصر سيكون حليفاً للمدرسة النموذجية، ولكن المفاجأة تحدث أحياناً ولا يكون حليفاً لمن يجد ويكدح، ويكون حليفاً لمن حدسه بعيداً وفطرته صافية، فيخطئ فريق النموذجية في الإجابة الأخيرة. كنا نراقب المسابقة التي كانت تدار بواسطة المعلق والصحافي القدير بدر كريم صاحب الحنجرة الذهبية الذي كان من الفريق الإعلامي الخاص لجلالة الملك فيصل ” رحمه الله”. لقد أضفت إدارة بدر كريم حماساً منقطع النظير على المسابقة وتلهفاً لمعرفة الفائز، وفي الإجابة على السؤال الأخير يقوم فارسنا السيد كعادته بالإجابة على سؤال الفوز غير مخيباً إدارة مدرسته وأصحابه، وفي اليوم التالي استقبل استقبال الأبطال من الجميع.


كان منزل السيد حاضناً لنا نتذاكر وندرس في هذه المرحلة، وفي المرحلة الثانوية نقضي ساعات طويلة في المساء من المذاكرة في سطح منزله حيث الأجواء المفتوحة والهواء العليل ورائحة طين الجدران المبللة بالماء، حيث كنا مجموعة جمعنا الحب والتعاون والألفة والصحبة. المهندس محسن الغريب، والدكتور محمد صالح بوخمسين، والمهندس أحمد علي الرمضان، والمهندس محمد الشيخ علي بوخمسين، وكاتب هذه السطور” فتى الأحساء” ومُضَيُـفُـنا الفتى النابغ السيد عبدالكريم.
كنا نقرأ الدوريات والمجلات التي تصدر آنذاك كمجلة العربي والنهضة ومجلة المجلة والحدث وغيرها وقصص سوبرمان والوطواط وليلى وطبوش في فترات استراحة المذاكرة، لنرفه عن أنفسنا ولكسب المزيدمن الثقافة والمعرفة. وأذكر حينها أني كتبت خاطرة ذكرت فيها أننا وحيث سهرنا واجتهدنا فإن الله لن يخيب ظنوننا فكان النجاح حليف المجموعة كلها. أخذ السيد هذه الخاطرة وقرأها علي والديه فنالت استحسانهما. وما مضت الأيام إلا وكان النجاح حليف الجميع ففرحت أنا بما توقعته في خاطرتي تلك.
هذه المجموعة كانت بذرة لكي تفكر شخصيتنا بإنشاء نادٍ رياضي حواري للعب كرة القدم وهذا ما تم بالفعل وبرئاسة الأستاذ عبد الكريم بوخمسين، تم إنشاء الفريق وسمي بالنادي العربي حاملاً شعاراً أحمراً له. سرعان ما انتشر خبر إنشاء النادي وتم التحاق الكثيرين به من اللاعبين المرموقين في تلك الفترة، مثل عباس السني وعبدالله السني وجابر الحرز، وهم من الأحياء المجاورة. ثم توسع نشاطه للعب الكرة الطائرة والنشاط الثقافي حيث كلفت أنا بأن أكون مستشاراً للنادي ومسؤول القسم الثقافي فيه.

كان السيد عبدالكريم كابتن النادي ومديره الفني طوال هذه الفترة وكنا إلى جانبه، يضع خطط اللعب واللاعبين المناسبين ولاعبي الاحتياط، وكنا نشارك في المسابقات المحلية ونعمل المسابقات للفرق المحلية. لعبنا مع أندية كبيرة سبقتنا لعباً وخبرة، مثل نادي القارة بقرية القارة، ونادي العدالة بقرية الحليلة، فيكون الفوز مرة حليفنا ومرة حليفهم. هذه الفترة كانت الفترة الذهبية للنادي.


في هذه الفترة وعندما جاء التثمين لبيوت الأهالي بحي الفوارس لتوسعة المحلة من قبل الدولة انتقلت العوائل إلى أحياء جديدة، منها عائلة البوخمسين حيث انتقلت إلى حي المزرع مع شيخها وعميدها سماحة العلامة الشيخ باقر بوخمسين، وكان ممن انتقل اليها السيد هاشم السيد عبدالله المسلم مع جميع أفراد عائلته، وتزامنت هذه الفترة مع الدراسة الجامعية لشخصيتنا المترجم لها.

* مرحلة الجامعة والعطاء:
بعد المرحلة الثانوية وبحكم توجهات كل فرد منا فقد ذهب أربعة من المجموعة إلى جامعة البترول والمعادن وهم الدكتور محمد صالح بوخمسين، والمهندس أحمد علي الرمضان، وكاتب هذه السطور، وشخصيتنا السيد عبد الكريم المسلم. أما المهندس محسن الغريب فقد التحق بالكلية الزراعية بجامعة الملك فيصل، والتحق محمد الشيخ علي بوخمسين بقسم الميكانيكا بالكلية المتوسطة حيث بعثته إلى جمهورية ألمانيا فأكمل دراسته فيها.

في الجامعة حياة أخرى حيث البعد عن الأهل والأحبة والاختلاط والانفتاح على الطلبة من المجتمعات الأخرى والمدن الأخرى والبلدان واكتساب ثقافات ومهارات متعددة والاعتماد على النفس، اختارت شخصيتنا الهندسة الكيميائية اختصاصاً لها وأكمل درجة البكالوريوس فيها. خطة المذاكرة في الجامعة اختلفت عن ذي قبل بحسب التخصصات والكليات والمواد المختلفة ومواعيد الامتحانات، ولكن بقي التواصل والمشاورات موجودة ولا سيما أن هناك مواد مشتركة تجمع الطلبة من حين لآخر. تعدد النشاطات والبحوث في الجامعة عما كان عليه في المراحل الدنيا يزيد في أفق الإنسان ومعرفته.
بعد التخرج التحقنا بشركة الزيت العربية ” أرامكو” وعين السيد عبدالكريم مهندس عمليات بمعمل الغاز بشدقم. بعد انتهاء فترة التدريب اكتشفت الإدارة موهبة الفتى فعينته رئيساً لقسم التفتيش الهندسي بالمعمل. وبعدها اختير عضواً لفريق إدارة المشاريع المتعلقة بالغاز، حيث واكب مشروع إنشاء معمل الغاز بالحوية من بداية دراسة مشروع المعمل، فترسية المقاولة فعمل التصاميم والمشتريات والبناء والتركيب فالتشغيل، وتطلب إتمام هذه الأعمال إرساله للخارج في كل من الولايات المتحدة الأمريكية باعتباره مهندس مشاريع أول مع شركة بارسون الأمريكية لمدة سنتين، ثم إلى الأرجنتين كمهندس مشاريع أول مع شركة تكنت الأرجنتينية، ثم إلى إسبانيا… ومن ثم العودة للديار لإتمام عملية التشغيل بمعمل الحوية حيث عين رئيساً وناظراً للقسم الهندسي فيه ومستشاراً لتقييم المشاريع لتطوير معامل وشبكة الغاز بأرامكو السعودية.
في هذه الفترة وقبل السفر للخارج لمتابعة مشاريع شركة أرامكو، شارك السيد عبدالكريم في مشاريع العائلة التي كانت بإشراف سماحة العلامة الشيخ باقر فتم تأسيس جمعية عائلة بوخمسين باقتراح من المهندس رياض الشيخ باقر بوخمسين فكان السيد عبدالكريم ممن بنوا أسسها، ومن داعميها وأعضائها ومديرا لإدارتها يدير اجتماعاتها ويخطط لها بحنكة واقتدار.
في مشروع (نجاحي) للعائلة كان هو الرائد الذي لا يكذب أهله لعشرات السنين حتى آخذ هذا المشروع صدىً على مستوى الأحساء حيث اقتدت به الكثير من العوائل. يتواصل العمل لهذا الرجل المعطاء لينسق حفل افتتاح الحسينية المحمدية الذي كان من أكبر وأنجح احتفالات العائلة.
وبعد رحيل العلامة الشيخ باقر إلى الرفيق الأعلى لا يتوانى السيد عبدالكريم في تحقيق حلم المنتدى الأدبي الذي دعا له سماحته في مقالاته وكتاباته مذ كان بالعراق، فيحقق أبناء عائلته وبمبادرة وطلب كل من الأستاذ الشاعر عبدالله محمد بوخمسين والمهندس رياض بن العلامة الشيخ باقر بوخمسين من سماحة العلامة الشيخ حسن بن العلامة الشيخ باقر بوخمسين تم تأسيس المنتدى وكان السيد عبدالكريم على رأس القائمة بتحقيق الحلم وإقامة الأمسيات السنوية بإدارة ومقدرة منقطعة النظير ونحن نسير تحت مضلته. وأما فيما يتعلق بالجانب الأدبي فقام الأستاذ الشاعر عبدالله بوخمسين بترتيب المشاركات ودعوات المشاركين وكان عريفاً ماهراً لكلتي الأمسيتين التي أقيمتا. هذا المنتدى أخذ صيتاً ليس على مستوى الأحساء بل على مستوى الخليج ولولا ظروف خارجة عن الإرادة لكان له شأن من الشأن.

* مرحلة جديدة:
المتغيرات على الساحة من شأنها أن تبين معادن الرجال وكفاءاتهم. فبعد الرجوع من الخارج والمشاركة الكبيرة في العديد من الدورات التدريبية سواء المختصة بصناعة الغاز أو الدورات المتعلقة بالهندسة وإدارة المشاريع والمؤتمرات العلمية التي أكسبته خبرة إلى جانب مؤهلاته الذاتية، كان جديراً بالساحة أن تحتاج إلى خدماته.
تأتي الانتخابات البلدية في دورتها الأولى بحكم التكتلات في المجتمع، ولكي يصل أكبر عدد لعضوية المجلس البلدي ممثلين لهم كان لا بد من عمل جماعي وإدارة تنسق هذا الحدث الجديد وتديره وتنظم له، فيأتي الاتصال بالسيد عبدالكريم عن طريق المهندس محمد الجبران ” أبو ابراهيم ” ناقلاً له رغبة أطياف من المجتمع بتولي هذه المهمة.
كنت ممن استدعاهم السيد للانضمام إلى هذه المهمة فرأيت عن كثب كيف كان السيد والمجموعة يعملون ليل نهار، ويضعون المعايير وكيف يشكل اللجان المطلوبة في طول الأحساء وعرضها للتثقيف بالعملية الانتخابية وجلب المقترعين، فكان النجاح باهراً كما يعرفه الجميع.
فإذا رُزقـتَ خـلـيـقـة مـحمـودة ** فـقـد اصطـفـاك مـقـسِّـمُ الأرزاق
والـنـاسُ هـذا حــظُّـه مـالٌ وذا ** عـــلـمٌ وذاك مـــكـارمُ الأخــلاق
بعد هذا الجهد المثالي والنجاح الباهر في انتخابات المجلس البلدي أخذ السيد يبدو على الساحة كرجل يمتلك مقومات القيادة والإدارة فما كان إلا أن تم الاتصال والاجتماع به للعمل ضمن مجلس أهلي قد أسس لينضم إليه، ليستفيدوا من خبراته. أنا شخصياً حضرت هذا الاجتماع.
وكدليل آخر على كلامنا تأتي انتخابات الغرفة التجارية، فتأتي الطلبات للسيد عبدالكريم لعمل التحالفات من مختلف الاتجاهات للعمل معها وإدارتها وذلك لما أبداه من براعة في إدارة الانتخابات البلدية. ويعمل الرجل بصمت لدورتين متتاليتين، همه خدمة مجتمعه والناس متنكراً لذاته بالرغم مما يحمله من مؤهلات وقدرات.
إن الرجل الذي كان يقود خلف الستار ويعمل لا يكل العمل فهو رهن الإشارة في خدمة مجتمعه وأهله. خمسة عقود من الزمن عرفته وعملت معه جنبا إلى جنب دون كلل ولا ملل مستفيداً منه ومتعلماً كيف هو العطاء الذي هو لله.

*الإنجازات الأخيرة:
وأخيراً وليس آخرا، إن الغيمة التي تحمل ماء الحياة لا تكف عن العطاء. فكان من آخر الإنجازات:
– أمانة لجنة إحياء تراث عائلة بوخمسين التي أسسها ويترأسها سماحة الشيخ عبدالله بن العلامة الشيخ حسن بوخمسين لإحياء تراث آبائه وأجداده والعائلة، والجدير بالذكر أن هذه اللجنة تتكون من لجنتين فرعيتين هما:
اللجنة الثقافية وتعنى بإحياء المعلومة المقروءة من المخطوطات ومسؤولها إبراهيم سلمان بوخمسين” فتى الأحساء”
واللجنة المعنية بإحياء المعلومة المرئية من أفلام وصور والمسؤول عنها المهندس علي بن موسى عبدالله بوخمسين.
ويأتي على رأس هذه اللجان أمينها العام السيد عبد الكريم المسلم.
– تولي إدارة تشييع وحفل أربعين العلامة الشيخ حسن بن العلامة الشيخ باقر بوخمسين، ولا أعتقد أن كل من حضر يشك في حسن الترتيب والإدارة لذلك الحدث الكبير. لقد كان مايسترو هذه الترتيبات هو السيد عبد الكريم المسلم.

– كما لا يخفى على من حضر أربعينية تأبين آية الله سيد الشعائر السيد محمد العلي السلمان، حسن إدارة الحفل والترتيبات التي أقيمت في الحسينية المحمدية بالهفوف، كل ذلك الجهد كان من إدارة هذا الرجل المعطاء، الذي كان مصداقاً لقوله تعالى : ” وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ”

وبقدر ما كان السيد أبو نزار حريصا ومسارعا إلى الخدمة في أي مشروع من شأنه رفع شأن المجتمع الأحسائي، كان بعيداً كل البعد عن أغلب الجدل السفسطائي الذي يحدث في الوسط الاجتماعي الذي من شأنه إثارة الشحناء وجلب العداوة والبغضاء.
ومن نافلة القول، نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي . ونجد مصداق هذا الحديث الشريف في مبرة هذا الرجل المنقطع النظير بوالديه وأهله.
ولا يـستوي في الحكم عـبدان واصلٌ ** وعـبـد لأرحـام الـقرابـة قـاطــعُ
هناك الكثير من المحطات في حياة هذا السيد الكريم. أنا لم أتطرق الى صفاته الخَـلْـقـية والخُـلـقـية وقد أغـفـلـناها خشية الاطالة، مـتـمـنـياً من السيد كـتابة تـفاصيل تجربته لكي يستـفـيـد منها مجـتمعـنا. كذلك أدعو كل من لديه الملكة والقدرة ممن عمل معه أن لا يحرم المجـتـمع من كتابة سيرته. وإنما أحببت ان أعرّف برجل قيادي كان يعمل خلف الستار.
فازرع من الخـير تحـصد منه أجـمـله ** فالخـير يُـزهر بالمعروف إن تــسَـلِ
ورُبَ أمـرٍ مـضى ما كُـنـت تـحـســبه ** تـأتــيـك أسـراره في أجـمـل الـحُـلـلِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى