أقلام

ومضات إدارية

د/ عبدالجليل الخليفه

(ومضة – ١):
(بين الإيجابية و السلبية)

هل يكون الإداري إيجابيا فينظر الى نصف الكأس الملآن او سلبيا فيركز على نصف الكأس الفارغ؟

الإداري الناجح يخطط لثلاث احتمالات على الأقل:

 الإحتمال الأول:

الايجابية الكاملة: كنمو الإقتصاد و ارتفاع الطلب و توفر المواد و السعر المربح.

الإحتمال الثاني:

السلبية الكاملة: كانكماش الاقتصاد و ارتفاع مستوى البطالة و انخفاض الطلب و حرب الأسعار و هروب الخبرات.

الإحتمال الثالث:

استمرار الوضع القائم او حالة الوسط بين الإيجابية و السلبية: مثلا ارتفاع الطلب و لكن دخول منافسين جدد، او بقاء الأسعار و الطلب على مستواه الحالي و هكذا.

فهناك ثلاث خطط جاهزة يمكن للشركة ان تتبنى أيا منها بناء على التغيرات المستقبلية. هذه الخطط تحتم مستوى معينا من المصاريف و الإستثمار و التدريب و الإستعداد.

ماذا نستفيد نحن الأفراد و العوائل من هذه الومضة؟

المستقبل حافل بالمفاجآت فلابد ان نستعد بثلاث خطط تشمل:
الإيجابية التامة و السلبية التامة و استمرار الوضع القائم. كم نصرف و كم نوفر و ماذا نتعلم و كيف نتهيأ لمستقبل الأيام؟.

……………………

(ومضة – ٢)

(بين المحلية و العالمية)

اتفق رواد التنمية و العلماء على مايلي:

١. تشجيع الناتج المحلي و الصناعة المحلية و عدم جدوى إغراق السوق بالصناعة الاجنبية و الشركات الاجنبية العابرة للقارات. لذا يلزم الحذر من قوانين منظمة التجارة العالمية التي تتبنى خيار الحدود المفتوحة.

٢. توظيف الكفاءات المحلية المؤهلة في مجالس الادارة و الادارة التنفيذية للمشاريع و الشركات التنموية مع ضمان المنافسة العادلة و أن لا تتحول الى بؤر طائفية او قبلية او مناطقية.

٣. الإنفتاح على العالم في مجال العلوم و التكنولوجيا. فمن الضروري أن تكون المرجعية العلمية عالمية و ليست محلية، و على العلماء في اي بلد مواصلة البحث و الدرس و التحصيل في مراكز البحوث و الجامعات ليكون لهم الحظ الأوفر على مستوى العالم. فالمحلية ليست عاملا في تحديد المرجعية العلمية لانها تحرم البشرية من التطور و الرقي نحو الأصلح.

ملاحظة:

لو أصبحت جوائز نوبل العالمية تعطى في كل بلد لعلمائه المحليين، لخسر العالم المنافسة العلمية و لفقدت الجائزة أثرها العالمي.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. استاذنا الحصيف مازلت تصب في اواني العقول رحيق الوعي المأمول بارك الله لك في فقهك وفكرك ماذكرته في مقولتك صائبا وصحيحا ان المرجعيات العالميه تضمن استمرار المنافسة لانتاج الافضل للبشريه في جميع الحقول المعرفية يبقى كيف التعاطي مع المعايير التي تفرضها المؤسسات الراعية لحوائز نوبل وغيرها التي لاانصاف فيها لمستحقيها دائما بعنى اخر (الاحتكار)

  2. الشيخ الفاضل:

    الشكر لك على ما أوردته من ملاحظات قيمة جدا.

    ليست لدي خبرة بجوائز نوبل و لكن حسب خبرتي في غيرها من الجوائز العالمية فانها تعتمد على مايلي:
    ١. القدرة على كتابة التعريف بالباحث و المنتج كتابة متينة تسوق له جيدا
    ٢. ترشيح الكثير من الزملاء له بالأحقية
    ٣. تظافر اغلب افراد لجنة الترشيح لدعم المرشح

    طبعا من لم يعرف التسويق لنفسه و لمنتجه و من لم يرشحه عدد كاف من زملائه و لم تكن له شبكة علاقات تدعمه قد لاينجح في المنافسة.

    المرجعية العلمية العالمية و الجوائز العالمية تعبير عن توق البشرية الى أفضل المستويات العلمية و هي سبيل مفتوح للجميع ليسجل انجازات علمية تستحق التقدير و الاجلال من زملائه على مستوى العالم.

    إن أفضل مثال هو أنه لو انجز احد العباقرة لقاحا فعالا لمرض الكورونا فان كل البشر في ارجاء العالم سيبادرون للاستفادة منه و لن يقضوا سنوات طويلة و يخسروا حياة الملايين في انتظار لقاح محلي بدعوى المرجعية العلمية المحلية. رغم افتخارنا بكل منجز وطني محلي إلا أن العلم عالمي لايعرف الحدود و كما ورد (اطلبوا العلم و لو بالصين).

  3. ومضات جميلة , مفيدة و دقيقة تاتي من خبرة كبيرة. شكرا جزيلا لكم د عبد الجليل على المشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى