أقلام

(الأخوان ذواق و قفاز)

د/ عبدالجليل الخليفه

ولد الاخوان ذواق و قفاز في أسرة كريمة. ذواق رجل أنيق و ذكي أكمل دراسته الجامعية في تخصص الهندسة بدرجة الشرف الأولى ثم أكمل دراسة ماجستير ادارة أعمال في إحدى الجامعات المرموقة.

أما قفاز فقد أنهى دراسة المرحلة الثانوية و لم يوفق لإكمال دراسته الجامعية بل عمل بعدها كموظف في احدى شركات البلاستيك.

عام ٢٠١٨، توفي والد ذواق و قفاز و ترك لهما ميراثا نقديا قدره ثلاثة ملايين ريال لكل منهما.

قرر ذواق أن يبدأ نشاطه في عالم المال و الأعمال فأكمل دراسة جدوى ميدانية عن حاجة السوق لمقاهي خاصة تقدم قهوة ذات ماركة مشهورة. أتصل بالشركة المختصة بهذه الماركة و تم الإتفاق على أن يفتتح ثلاثة مقاهي في ثلاث مدن رئيسية و تكون المقاهي بمستوى راق يتناسب مع هذه الماركة المشهورة و مع الأحياء الراقية التي ستفتح فيها. أستثمر ذواق ثلاثة ملايين ريال في ثلاث مقاهي و تم تجهيزها و ترخيصها و توظيف العمالة المطلوبة و تم الافتتاح في ٢٠٢٠/٣/١. كان المشروع جذابا جدا فقد كان العائد الاستثماري المتوقع هو ٥٠٪؜ سنويا.

أما قفاز ففكر أن يستفيد من خبرته العملية في شركة البلاستيك و أن يؤسس مصنعا للقفازات البلاستيكية. أجرى قفاز دراسة جدوى أتضح فيها حاجة السوق لقفازات متوسطة الجودة و بأسعار مناسبة نظرا لوجود مصانع كبرى ذات جودة عالية . قرر قفاز ان يستثمر ماحصل عليه من ابيه وهو ثلاثة ملايين ريال فيؤسس به مصنعه للقفازات متوسطة الجودة . تم إنشاء المصنع و تدريب العمالة و بدأ التشغيل في ٢٠٢٠/٣/١. لم يكن الاستثمار جذابا جدا فقد كان العائد الاستثماري المتوقع هو فقط ١٠٪؜ سنويا.

حدث مالم يكن في الحسبان و مالم تضع له دراسات الجدوى أدنى احتمال، ألا وهو وباء الكورونا الذي ضرب شرق الأرض و غربها، و أرتفعت أعداد الإصابات و الوفيات و أصدرت الدوائر الصحية قرارات صارمة باستخدام القفازات و التباعد الإجتماعي.

أصيب ذواق بنكسة مالية فقد توقف العمل في مقاهيه الثلاثة و هو ينتظر بفارغ الصبر تطعيما او علاجا فعالا لهذا الداء المعدي عسى أن تعود الامور الى طبيعتها.

أما قفاز فقد عمل مصنعه على مدار الساعة و أرتفع سعر القفازات بما يحقق عائدا ماليا يعادل ٥٠٪؜ سنويا.

حديثنا مع ذواق:

أن عملك رائع و استثمارك مدروس بعناية و لكن يبقى من وراء الغيب الكثير من العوامل التي لايمكن الإحاطة بها من بيئية و صحية و اجتماعية و غيرها. و ليس لك يا ذواق إلا الرضا بما قسم الله لك و لعل المستقبل القريب يحمل لك الكثير من البشائر المفرحة التي ستعوض عليك الخسائر الحالية و ستحقق لك الأرباح المتوقعة سابقا.

أما حديثنا مع قفاز: فمبروك لك هذا المصنع و نتمنى لك نجاحا و توفيقا دائما فالكل يعرف أن حجم الطلب المرتفع على القفازات و أسعارها الجيدة حاليا لم يكن على بال أحد بتاتا.

العبرة أيها الأخوة أنه
يخطأ من يعتقد أنه يضمن كل أسباب النجاح، فالسمتقبل حافل بالمغيبات التي لايحيط بها إلا علام الغيوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى