أقلام

إدارة التوقعات في فترات الأزمات Expectation management

إدارة التوقعات في فترات الأزمات Expectaion Management

تحت الضغوط المتعددة التي قد يتعرض لها أي إنسان في ظل الجائحة التي تعصف العالم حاليا، ينهار البعض من الناس بمستوياتمتفاوتة من الضغوط الحياتية.

وللانهيار نتائج وتفاعلات متباينة وتراكمية ومتدحرجة، البعض منها قد يقود صاحبها للحساسية المفرطة

وتتأجج روح الاقتتال أو الاعتداء أو الفتك بالآخرين جسديا.

والبعض منها قد توصل صاحبها لروح الانزواء

والتواري عن الاتصال للأبد و الاكتئاب الشديد.

والبعض تنحفر في ذاته روح الجدية المفرطة إلى حد الهوس والوسواس القاتل، وهناك منهم يعيشون في العكس من ذلك تماما.

من آثار الحجر المنزلي لمدة طويلة بسبب كورونا، لاحظت أثناء الذهاب الاضطراري للتسوق أن الاضطراب العاطفي وتقلب الأمزجة نحوالحدية لدى بعض العمالة الآسيوية، ولا سيما من بعض المواطنين في ازدياد وتصاعد. ويؤسفني أن أشاهد بعض رواد السوبرماركت ممنيسيئ التعامل أخلاقيا مع العمالة الآسيوية. وإن كنت أستنكر، إلا أنني شخصيا لا أستغرب ردود أفعال انتقامية من بعض العمالة الآسيويةنتيجة الأعمال والظلم الصادر تجاههم من رؤساءهم في العمل أو بعض الزبائن المتعجرفين.

وعليه أرجو من الجميع الرفق بحال الجميع من حولهم، وترك مسافة في طرح المواضيع أو عند تناول أطراف الحديث مع الآخرين، و ممارسةأكبر قدر من ضبط الأعصاب والحذر العقلائي حتى في الممازحة ولو بقصد زرع الابتسامة، أو كسر الجليد مع من تجهله ظروفا أو يجهلقدرك

ومكانتك. وقد تحتاج في هذه الأيام إلى إعادة التفكير مع أي شخص تتداخل معه وأي موضوع تفتح معه.

في داخل المنزل، ولمن لديهم أبناء يواصلون التعليم في دول الخارج، يكون الأب والأم في غاية القلق على أبناءهم لكونهم بعيدين عن أعينهم،وفي المقابل قد يكون الأبناء أو بعض منهم في قلق أكبر على تقلبات الزمان بهم في غربتهم.

فالرجاء إعادة ضبط توقعات الوالدين، وضبط النفس عاطفيا بشكل جيد

وإدارة التوقعات والابتعاد عن القلق المفرط، حتى لا يكون المنزل جحيما للأبناء المحيطين بوالديهم أو للأبناء في الخارج أو للوالدين نفسيهما.

في معظم المجتمعات ، يتناقل العديد من الناس رسائل تحوي على تسجيلات صوتية تناشد الناس دفع الصدقات، وتحثهم على الإحسان

والتبرع للأسر المتضررة ولا سيما بعد ملامسة

ومعاينة التداعيات المادية والاقتصادية على الكثير من الأسر وأصحاب الكسب اليومي بعد فرض الحجر المنزلي. التفاعل مع تلك المناشداتالإنسانية مطلب أخلاقي وديني

وإنساني، وشيء جدا حسن ومطلوب، ونحث عليه، فنسأل الله أن يثيب المحسنين لكرم عطاياهم وحسن بذلهم . و علينا أن نضبط توقعاتنالحجم سد التصدعات الناتجة عن تراكم عدد من الأزمات الاجتماعية

والسلوكية في مقابل قوة الجائحة التي كشفت الكثير من المستور

وستكشف على المدى القصير والبعيد عن مجاهيل لا نعرفها.

آلمني ويؤلم كل إنسان شريف ما تمر به الإنسانية من ظروف صعبة على كل الأصعدة سواء في تحصيل الرزق، أو استهلاك المدخراتللأموال، أو انعدام الاستقرار، أو تفتت التواصل، أو انحسار البهجة، أو تزايد الأنباء المزعجة، أو الإحساس بالكبت أو الخشية على فقدانالوظيفة، أو تصاعد أسعار التكاليف المعيشية، أو قلة المعين من حوله، ولكن الجلد والصبر

وبث روح النبل الإنساني لمن هم حولنا أو يعيشون تحت كنفنا والتعلم على أن هذا قدرنا ويجب بذل الجهود وتظافرها لنصل إلى ضفة الأمان.

وما ينطبق على البيت

والسوق ينطبق في كل مكان تذهب إليه أو تجلس فيه. فأرجو إعادة ضبط إدارة التوقعات

والمساعدة ولو بالكلمة الطيبة مع من حولك أو يلتقون بك لتجاوز هذا الابتلاء العظيم، ربي وقف المذنبون على ساحل بحر جودك

وكرمك فارزقنا إلهي النجاة من هذا البلاء، أنا لست مختصا في علوم النفس، ولكن أنا إنسان لدي مشاعر وأحاسيس كالآخرين، ولدي قلمأحاول أن أعبر عن لساني به ما يجول في خاطري وقد يجول في خاطر الآخرين فلعل كلمة طيبة تخدم البلاد والعباد، ولا سيما في هذاالوقت العصيب، أكبر أجرا من أشياء وأعمال أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى