بشائر المجتمع

البن سعد: ليست كل المنابر ذات قدم راسخة في العلم والبكاء وحده ليس إحياء لعاشوراء

مهدي المبروك: الدمام

أكد استاذ الحوزة العلمية بالأحساء الشيخ عبد الجليل البن سعد في خطبة الجمعة الماضية بجامع الإمام الحسين بالحليلة، على أن هذه الأيام الحسينية هي مرجعيتنا في اصلاح أنفسنا ومراقبة سيرنا وقال: “مغبون حقاً من لا يحسن الانفتاح على هذه الأجواء والتعامل مع هذا التدفق الروحي والمعنوي والذي لا يستطيع أحد من خارجنا أن يصفه ولا يفهمه، لأنه لم يجربه ولم يتعايش معه ولم يستفد منه”.

وحول كيفية إحياء عاشوراء، تساءل العلامة البن سعد متأملاً: “كيف نحيي أيام الله؟ هل بتسجيل الموقف كالبكاء؟ أم بإشاعة الجو المفعم بالحزن؟” وقال: “فرق بين أن تبكي في الحسينية ثم تخرج وتزاول حياتك وكأن لا شيء حصل، فهذا تسجيل موقف وأيام عاشوراء ليست لتسجيل الموقف”

ثم أردف موضحاً:”يجب أن تحمل أيام عاشوراء بكل ساعاتها في لياليها وأيامها، شعار الحزن فالجزع الهادف هو أن يكون لمحرم جو يبان فيك ويميزه فيك أهلك ويميزك به جيرانك ومعارفك”

ومن جهة أخرى تعجب الشيخ البن سعد ممن يظن بأن العلم يحصل بنقل جميع روايات أهل البيت عليهم السلام وإذاعتها على المنابر فقال: “العلم ليس قال الصادق، ليست كل المنابر وليس كل متحدث وليست كل شاشة تضيء هي تعني إنسان ذا قدم راسخة في العلم. العلم ليس قال الصادق وتأتي بها من وجه واحد، العلم أن تحيط بالوجه والوجه الآخر فتوفق بينهما. وهل الفقه إلا التوفيق بين الأحاديث التي تبدو للإنسان البسيط متعارضة؟”
وأشار إلى أن رد المطلق من الروايات إلى المقيد والعام منها إلى الخاص والمتشابه إلى المحكم والمشروح إلى الشارح هو عمل الفقهاء أنار الله برهانهم.

وفي هذا السياق، ضرب الشيخ البن سعد مثالاً بأمر الأئمة لبعض الشيعة بزيارة الإمام الحسين -عليه السلام- مع وقوع ما يكرهه الإنسان في الطريق من مضايقات ونحوه آنذاك وقال: “هي من قبيل أمر النبي -صلى الله عليه وآله- لأبي ذر القفاري -رضوان الله عليه- بالتحدث بعد رحيله صلى الله عليه وآله رغم ما سيلاقيه أبا ذر من مكروه فهو أمر خاص لأبي ذر وليس أمر لكل أحد” وذكر أيضا خصوصية حالة حجر بن عدي رضوان الله عليه.

وشدد الشيخ البن سعد على سوء العواقب المترتبة لو كان أمرهم عليهم السلام لجميع الشيعة بلزوم الزيارة مع تحمل المكروه فقال: “ربما بلطمتين يتحول هذا الزائر عن مذهبه إلى مذهب آخر وربما عاد عميلاً وربما ارتد عن دين الله أو اضطرب نفسياً وقال أين الحسين لم يغثني؟ إذن لا حسين!”

وفي ختام خطبة الجمعة، أكد الشيخ البن سعد على أن موسم عاشوراء هو دورة روحية وقال: “المستفيد الأول من هذه الدورة الحسينية هي روحك. فينتهي محرم وتشعر بأنك من الحسين وفي أحضان الحسين ومتوجه بقلبك للحسين والتوجه القلبي إذا حصل لا يمكن أن ينفك القلب فارغاً ولا بد أن يحمل ما يكفيه لطريقه”.

جدير بالذكر أن للشيخ البن سعد خلال هذا الموسم العاشورائي سلسلة محاضرات مسائية تحت عنوان “السنن التاريخية في الدائرة الحسينية” وسلسلة محاضرات نهارية تحت عنوان “أضواء على كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة” تبث جميعها بشكل مباشر عبر حسابات شبكة قبس في التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. التفاتة جميلة من الشيخ، ولا شك أن الملخص جاذبٌ فكيف بكامل الحديث! لاشك أنه أكثر جاذبية لما تتخلله بعض الجوانب المثيرة والمفيدة في آنٍ معاً.
    ونأمل أن يمر هذا الموسم وتزداد الفائدة والالتفاتة من قبل الموالين في قراءة تراث أهل البيت عليهم السلام والعناية به، وخصوصاً واقعة الطف وما تحمله من دلالات وأحداث في غاية الأهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى