أقلام

متحورات ومتغيرات كيف نتصدى لها؟

منال الخليفة

 

*متحورات ومتغيرات كيف نتصدى لها؟*

منال الخليفة

“عندما ينشب الحريق في بيتك فالعاقل يقوم بإطفاء النار وإنقاذ الموجودين فيه وبعدها يبحث عن المتسبب في الحريق ”
بهذه العبارة ختم الدكتور حاتم آل هاني مدير الطبي الوقائي ومكافحة العدوى بالمنطقة الشرقية، واستشاري الأطفال والأمراض المعدية لقاءه الذي أقيم في أروقة ملتقى (آراء وأصداء) الإلكتروني معلقاً على نظرية المؤامرة في لقاحات كورونا المنتشرة في النسيج الاجتماعي.

قدمت الحوار المتألقة القاصة والأدبية رباب النمر، واستثارت المتلقي الشغوف أو القلق بقولها ” مع التطورات السريعة الحاصلة لجائحة كورونا كوفيد، وعودة الإصابات للظهور من جديد، مع متحورات جديدة كدلتا وأوميكرون تتسارع وتيرة التساؤلات، ويزداد شغف الفضول والمعرفة لتقصي كافة شؤون هذه المتحورات وما يصاحبها من لقاحات وتطعيمات تؤثر في الوضع الصحي والمجتمعي” ثم استلم دفة الحوار الدكتور (صلاح الهاجري) الحاصل على دكتوراه في فلسفة علم المناعة والأمراض من المملكة المتحدة.

تناول الحوار ثلاثة محاور:
*الفيروسات وتأثرها بالمضاد أو اللقاح*.
*متحورات الفيروس*.
*كوفيد ١٩ والأطفال*.

بيّن آل هاني في حواره أن الڨايروس يعد كائناً حياً لأنه يرتبط بخلية الكائن الحي فيتكاثر عبرها وبذلك يشترك مع الكائن الحي في خاصية التكاثر، وعرف الڨايروس على أنه طفيل لا يرى إلا بالمجهر يحتوي الحامض النووي DNA او RNA أحادي أو ثنائي الشريط وهو العنصر المهم في الڨايروس، وهو الذي يشكل مفتاح الخطر لجهل العلماء به ومفتاح العلاج عند اكتشافه.

ومنه يتم صنع المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج المريض بعد الإصابة بالڨايروس، أو صنع اللقاح الذي يوفر المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه المرض، حيث يعمل الوسيط، الذي يتكون منه اللقاح، على تحريض الجهاز المناعي للإنسان على التعرف على الڨايروس كمهدد له ويدمره.
ويحتفظ الجسم بنسخة منه في الجهاز المناعي، كي يستطيع التعرف عليه مستقبلاً ويقضي عليه، إذا تكررت موجات تفشي الڨايروس.
وتختلف مدة بقاء هذه النسخة من نوع إلى نوع آخر كمحفزات مناعية، وعلى ثبات تركيب الميكروب جينياً أيضاً.
وشبه آل هاني اللقاح بالشفرة أو الرقم السري الذي يعمل بتسلسل معين لجهاز ما، وعندما يتغير رقم واحد في هذا التسلسل ويتم الإدخال الخاطئ للرقم يقفل الجهاز.

وهذا ما نواجهه في ڨايروس كورونا الذي ظهر عام ٢٠١٩م، وارتبط جينياً بڨايروس كورونا الذي سبب فاشية متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) عام 2003 باختلاف في التركيب الجيني ليكون كوفيد ١٩، وهو الذي تحور بدوره إلى كورونا دلتا، والآن إلى كورونا أوميكرون، وهذا التغير في مصفوفات الڨايروس يغير من سلوكيات المرض وضراوته فكورونا أوميكرون الأسرع عدوى لكن الأقل ضراوة من كورونا دلتا الذي سجل عدد وفيات، وهذه التحورات ذاتها قد تودي بالڨايروس إلى القضاء على نفسه لينتهي.

وطمأن آل هاني الجميع بأن اتضاح سلوكيات كورونا للأطباء ساهم في سهولة العلاج ووضع خطتها بنجاح وفاعلية عالية.

إضافة إلى أن وجود جرعات اللقاح في أجسامنا ساهمت في تقليل الأعراض بسبب التراكم المناعي الحاصل من اللقاحات في الفترات المتباعدة التي تم تحديدها وفقاً لسلوكيات الڨايروس، وأن تلقي هذه الجرعات لا يدخل في حالة مرضية ولا يتكاثر في الجسم ولا يسمح بنقل العدوى للآخرين، إضافة إلى أنه يعزز المناعة.

ففائدته مؤكدة ولا سيما إذا قورنت بالحالات التي دخلت إلى المستشفى، والتي اشتركت في عدم أخذ جرعات اللقاح المحددة!

كما أن كثير من الدراسات الحالية أكدت أن المناعة التي تأتي من اللقاح أعطت دائرة أوسع من الوقاية للجميع وهذا ما يبعدنا عن دائرة الحظر والحجر لأنها تؤكد الفشل في التصدي للمرض.

وبيّن آل هاني أن الأطفال ما يزالون يشكلون الأقلية في الإصابة، ولكن لعدم تلقيهم اللقاح زادت معدلات إصابتهم مقارنة بالكبار إلى ٢٠٪؜ أكثر مما يلزم التدخل في الوضع الراهن، وهو ما يعمل عليه بتجربة لقاحات على الأطفال وقد تم تجربتها على ٥ مليون طفل، وكانت النتائج مرضية حتى الآن.

وأكد آل هاني في نهاية حواره أن جائحة كورونا لن نستطيع مواجهتها إلا باللقاحات لنقلل الأعراض ونمنع انتشار العدوى، ونحمي الفئة غير القادرة على أخذ اللقاحات، وأن أخذ لقاح الانفلونزا أيضاً سيقلل من حالات الاشتباه بكورونا ويقلل ضراوة الانفلونزا المتوقعة حالياً.
فعندما نحمي أنفسنا ونحمي من حولنا فلنتفرغ لاحقاً لمعرفة مصدر المؤامرة ومحاسبته!

وفي نهاية اللقاء، قدّمت إدارة المجموعة شهادات الشكر والتقدير للضيف آل هاني، والمحاور الهاجري، ولرباب النمر مسؤول اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى