أقلام

أبا جاسم .. أقدم شهادتي بين يدي الله ورسوله

صالح الرستم

رحمك الله يا أبا جاسم -الرادود عبدالمحسن البن صالح-، لم تزل صورتك غظة تجول في مقلتي وأنت تَهُمّ بالدخول إلى فناء المسجد لتؤدي صلاة الظهرين كآخر فريضة عبادية قبل سويعات من عروج روحك الطاهرة نحو السماء، لتختم عمرك الشريف بحيَّ على خير العمل، وما زالت صورتك غظة وأنا ألقي عليك نظرة الوداع قبل مغادرتي المسجد من حيث لا أشعر لتكون آخر نظرة وآخر عهد مع تلك الروح الطيبة التي طالما أَنسَتْ بها روحي لأكثر من عشرين سنة ذهابا وإيابا إلى مقر العمل، تلك الجذبة الروحية المميزة التي استلهمت منها كل معاني الذكر والطاعة ومحبة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، ولطالما تذاكرنا سويا ذلك العالم الآخر، حتى قلت لك ذات مرة ما أحلى الموت وأنت تغمض عينيك لتفتحهما على وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جانبه أخيه أمير المؤمنين عليه السلام كعربون رضا وصراط الى جنة المأوى وبلسم جراح الدنيا، إنها حقا لأسعد لحظات العمر وأجمل نهاية، ومن خلال تلك العشرة الطيبة معك أقدم شهادتي بين يدي الله ورسوله وأهل بيته والمؤمنين بأنك من أهلها ومن خير مصاديقها، فنم قرير العين محفوفا بطيب العمل وثناء المؤمنين وشفاعة الدمعة الساكبة والصرخة الحسينية الصادقة لمصاب محمد وآل محمد، وستبقى يا أبا جاسم مدرسة نستلهم منها جمال الذكر ومصاديق الطاعة ونبراس الخلود، وستبقى كتابا نقرأ بين سطوره أجمل الذكريات، بين جلسة هنا وحديث في الطريق نتذاكر فيه أطيب الأمنيات، حشرك الله مع من أظهرت حبك لهم طول عمرك محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى