أقلام

لا تشغل تفكيرك بالسابق.. بل ركز على الحاضر والمستقبل

جواد المعراج

من طبيعة الحياة أن يمر الإنسان بمواقف ومشاكل تتكون من الخوف والإحباط النفسي، وهذا أمر وارد بين كل البشر الذين تعرضوا لتلك المحطات المليئة بالحواجز التي تمنعهم من تكوين شخصياتهم، سواء في المنزل أو المجتمع.

والإنسان في فترة الصغر خاصة يتعرض لأمور كثيرة وتجارب وأخطاء يرتكبها، وهذه الأخطاء من المفترض أن تعطي خبرة وانتباه يجعل الشخص لا يكرر -على سبيل المثال- المشاجرات والمناوشات الكلامية في المجتمع أو المنزل أو الشوارع وغيرها من أماكن أخرى.

والبشر غير معصومين من ارتكاب الأخطاء ولا يستوفون الكمال في طريقة التعامل والأخلاق، بل إن كل إنسان في هذه الحياة لديه مميزات وعيوب وسلبيات مختلفة عن الأشخاص المحيطين به، وإن أي فرد تنقصه مزايا محددة في شخصيته.

والشخصية البشرية غير القوية هي التي تشغل تفكيرها بما حصل في السابق وقد تصاب بحالات نفسية وجسمية مؤذية للعقل والروح المعنوية، وزيادة على ذلك قد تبقى تلك الذكريات السيئة في عقلها إلى أن تكبر في العمر.

ومن هذه النقطة تتراكم الضغوطات النفسية الحادة والأفكار المزعجة التي تعشعش على العقل وصاحبها لا يمكن أن يتخلص منها، من خلال اتباع أي مهارة أو طريقة محددة تحل المشكلة لأنه عاجز وخائف من مواجهة المشاكل والمخاوف التي يعاني منها في الحياة.

ومن المهارة التي تعد عاملًا مساعدًا على مواجهة المشاكل هي تنمية مهارة الترتيب، على سبيل المثال عوضًا أن تتعب عقلك في التفكير الزائد المقلق أشغل نفسك بأمور مفيدة واستثمر وقتك بما يجعلك هادئًا كأن تحاول على قدر الإمكان إشغال نفسك بأي عمل سواء كان تطوعًا أو ممارسة هواية محددة، للترفيه عن نفسك والتخفيف من الضغوطات.

ومن مهارات الترتيب الأخرى، ترتيب العلاقات الاجتماعية. وفي هذه النقطة على الشخص أن يبادر بالتعرف على أشخاص جدد وينسى ويبتعد عن الخصومات والمشاجرات والناس والأصدقاء السلبيين القدامى الذين كانوا يحاولوا تعكير مزاجه ومضايقته طوال الوقت، لأن هذه الأمور تجلب الأفكار المزعجة التي تثير الأعصاب وتهيج العواطف والمشاعر الإنسانية.

ولا ننسى المهارة الأخيرة، وهي استبدال المواقف والأفكار السلبية السابقة عن طريق تحويلها لأمور إيجابية، تخيل نفسك على سبيل المثال وأنت تجلس في مكان لوحدك أو تتمشى في مكان محدد وتذكرت مشكلة وموقف سيئ حصل لك، وبهذه الحالة يجب عليك بأسرع وقت ممكن أن تستبدل تلك الذكرى المزعجة، من خلال تذكر المواقف والمواجهات الإيجابية التي كنت تقوم بها وأنت بكل قوتك تحاول التغلب على هذه العقبات بأية وسيلة، فهذا يجعلك تخرج من حالة اليأس والخوف عندما تثق في نفسك أنك قادر على تخطي الصعوبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى