أقلام

بنت الأصول شيء، وبنت الحمايل شيء آخر

أمير الصالح

استوقفتني جملة قالها أحد الأصدقاء عندما قال لي بوحًا عما في صدره بعد انتشار تداول مقاطع الفيديوهات عن بعض حفلات زفاف في القاعات النسائية لبعض العوائل في دول عربية وإسلامية، فكانت الجملة: (تصدق يا عزيزي إني قاعد أخطط مستقبلًا لعمل تزكية أو توصية لابني عن زوجة بنت أصول وبنت حمايل، إلا أن تلكم الأمور التي شاهدتها في بعض تلكم المقاطع صدمتني). فقلت له: أستاذي العزيز، كان من المفترض أن تترفع عن مشاهدة الأشياء التي لا تتفق مع مبادئك. ثم استرسلت وقلت: في هذه الدنيا يوجد عدة أصناف من الرجال وعدة أصناف من النساء. فهناك رجال شاطرون، ورجال أذكياء، ورجال سِباع، وهناك رجال أشباه رجال، ورجال اعتماديِّون على الغير ورجال منعدمو الرجولة والضمير والأخلاق. الكلام نفسه يُقال في بعض النساء. وهناك عدة أصناف من البنات ومنهن: بنات الأصول وبنات الحمايل، وبنات الشارع. والواقع أن بنات الأصول شيء وبنات الحمايل شيئ آخر وبنات الشارع شيء ثالث. فبنت الحمايل إما أن تكون بنت أصول فتحمل الإرث الأسري وتصونه وتضيف له أبعاد إنسانية وأخلاقية وسلوكية حميدة، أو أن تكون بنت حمايل ولكنها عبء على أهلها وسمعتهم، لا بل تعدم إرثها الأسري التليد، وتتنمر به على الآخرين، وتجاهر بسوء أخلاقها استخفافًا بالوضع المالي أو الاجتماعي للأخريات. كما يصدر من بعض الرجال في بعض المجالس والديوانيات والمحافل والمباهاة باسم عوائلهم. واسترسلت بالقول: أفيدك علمًا عزيزي بأن هناك فتيات ليس لهن من الأصالة شيء، و كل رأس مالهن هو صيت وأمجاد أجدادهم. وفي المقابل هناك بنات أصول يكن نِعم الزوجات لأزواجهم، ونعم الأمهات لأبنائهن ونعم الاخوات لإخوتهن ونعم البنات لأهلهن. وتُعد بنت الأصول بعشرة رجال في حالة غياب زوجها، وفي الذود عن بيتها وحسن حفظ عيالها وجميل تبعلها لزوجها، وهناك من الفتيات من جمعن تلكما الخصلتين: الأصالة في السلوك ورفيع النسب في محاسن الصفات أي أصيلة (وبنت حمايل) فنعم هي. الكلام نفسه يُقال في بعض الشباب.

وهناك صنف ثالث برز حديثًا في بعض المجتمعات وهن بنات الشوارع. وبنات الشوارع يطفحون في الشوارع بين الحين والحين الآخر لأسباب عدة ومنها التمزق التربوي المنزلي، الانهدام الحضاري، التفسخ الأخلاقي والأزمات المالية.

البعض قد لا يعرف أو قد لا يريد أن يعرف تلكم الأمور، ولكن المحصلة سوء تقدير الأمور قبل اتخاذ قرار معين قد يكون مكلفًا جدًا. ومن ضمن التكلفة الباهضة هو سلب النوم من أعين أحد طرفي الاقتران، وإفساد حياة الطرف المتضرر.
فكما في العلم تجار وكما في الدين تجار وكما في الأخلاق تجار كذلك في النسب تجار. فعليك كأب ناصح وغيور وتقي وورع بتزكية ذات الخلق والسلوك الحميد وحفظ العهد وأهل الحشمة (فعليك بذات الدين) تربت يدى ابنك، ولا تعول على طرف أو مصدر واحد لجمع المعلومات عند الموافقة على من تريد أن تصاهرهم أو يريدون أن يتقدموا لخطبة يد كريمتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى