بشائر الوطن

تعزيز التواصل والتعارف الأصيل بين البشر

جواد المعراج

إن التواصل والتعارف من أساسات بناء العلاقات الناجحة في المجتمع بين الإخوة والأقارب والوالدين والأسرة أو العائلة، فالإنسان الذي لا يتخذ هذين المسارين المبنيين على خلق السعادة والطمأنينة النفسية يعيش في دائرة ضيقة وسوداء تؤدي به للشعور بالفراغ العاطفي والعزلة السلبية التي تميل لعدم القدرة على التعامل بهدوء مع الناس، بالأخص عندما تريد أطراف محددة استقبال ذلك الفرد الجديد بالحديث والكلام المتوجه نحو معرفة صفات وشخصية كل طرف آخر، من أجل تحقيق الصداقات المقربة.

ويمكن القول: إن هناك أفراد عاجزين عن تكوين العلاقات الفعالة، إضافة لوجود مجتمعات تعاني من قصور في عملية التواصل، بسببب قلة الاستيعاب والاستجابة التي تبين الخوف من تحمل الاختلافات والصفات والآراء التي تطرح في كل مجتمع إنساني، ومثل هذه الحالة المستعصية تعمل على تكاثر الأمراض النفسية والأخلاقية إلى أن تنغلق أبواب التعارف بين الناس.

وإن الإنسان الذي يضع دائمًا مخاوف نفسية وتبريرات وأعذار غير واقعية عندما يريد بناء علاقة جديدة يفشل في كل مرة بسبب البقاء في الدائرة الضيقة على الدوام، التي تشمل التحسس والشك الزائد في الرسائل أو المقالات أو المواضيع فمثل هذه الحالة المزرية تشكل خطرًا على كوكب الأرض في حال عدم القدرة على التكيف والتأقلم معها، إما نتيجة الانغلاق الفكري أو التطرف الفكري أو الرهبة من التعرف على الغرباء والمجتمعات الغريبة.

ومن صور الانغلاق والتطرف الفكري هي إظهار التصرفات والحركات العدوانية الخارجة عن الفطرة السليمة التي لها هدف في التعدي على حقوق الآخرين وإثارة والعصبية الشديدة المؤدية للعداوة والخصومة بسبب تعارف حصل من قبل شخص جديد تجاه الطرف الآخر أو مجتمع الجديد يريد التعرف على مجتمع آخر وفشل في ذلك، وبهذا يحدث تصادم ناتج عن ردود أفعال عنيفة تسلك أساليب تضييق الحوار والنقاش في مختلف المشاكل أو القضايا الثقافية والاجتماعية التي تحصل على أرض الواقع.

مجتمعات وعوائل متقوقعة ومريضة نفسيًا وأخلاقيًا، بل معقدة نشأ لديها التعصب الشديد وكأنها تعد من المجتمعات الجاهلية والمتفككة والميتة في التاريخ السابق، التي تغلق أبواب تعزيز التعايش وتأسيس التواصل المرتبط بتحقيق حالة الارتياح النفسي وكل ذلك طبعا يضع في كل بداية لقاء مع إنسان جديد أو غريب طريق مسدود لفترة طويلة من السنين، وبالتالي يؤدي ذلك لزرع سلوك العبث بالحضارات والمرتكزات الثقافية الجميلة والنبيلة.

ليتنا في يوم من الأيام نلتقي ونجتمع مع بعضنا البعض ونتحدث بكل أريحية عن كل قضية أو مشكلة بطريقة هادئة بعيدة عن التهور والطيش، وذلك كي تتسنى لنا الفرصة في حل الخلافات وفتح الأبواب المغلقة لعدة سنين طويلة، ولكن يوجد من يريد تخريب كل فرصة صادرة من قبل أصحاب الفكر الإيجابي والنير الذي يريد توسيع أفق التعاون والتعارف بين البشر وطرح الأفكار والمواضيع الساعية لتحليل النتائج وإصلاح كل خلل.

– ولعلاج ضعف حالة التواصل والتعارف بين العائلة أو الأسرة وجيل الشباب والمجتمع، يجب على كل مربي ومسؤول كبير أن يهتم ويعالج مشاكل الشباب والشابات عن طريق معرفة الأحوال الخاصة بهم، كأن يهتم بهم ويربيهم على التمسك بالفطرة السليمة، ولكن تبقى هناك أصوات لا تعطي أهمية لذلك، فما نملك إلا الصبر والثقة بالله والنفس، من أجل مواجهة الانحراف الفكري، وفي النهاية يبقى القليل جدًا من يستمع ويتعظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى