أقلام

حتى الأطفال في سن ما قبل المدرسة يتمكنون من اكتشاف الأعذار الواهية المبررة للإخلاف بالوعد

المترجم: عدنان أحمد الحاجي 

عندما يتعلق الأمر بالإخلاف بالوعد، فالأطفال ما بين 3 و 5 سنوات يدركون أن بعض الأعذار أفضل من غيرها.

في سن 3 إلى 5 سنوات، الأطفال يرصدون تصرفاتنا، “ويعرفون إذا ما كانت الأعذار التي  تُعطى لهم أعذارًا واهيةً،” كما يقول المؤلف الأول ليون لاي Leon Li، الذي أجرى أبحاثًا مع باحث علم النفس التنموي مايكل توماسيلو  Michael Tomasello كجزء من رسالة الدكتوراه في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك Duke.

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة التطور المعرفي   Cognitive Development(1)، عُرض على 64 طفلًا ما بين سن  الثالثة والخامسة سلسلة من مقاطع فيديو وعدت فيها دمىً أطفالًا بإراءتهم لعبةً رائعةً ولهذا الغرض تركت المشهد لتجلب لهم  تلك اللعبة التي وعدتهم بها، لكنها عادت خالية الوفاض..

بعد ذلك، قدمت الدمى عذرًا ناهضًا لسبب إخلافها بوعدها (حيث قالت متعذرةً: “كان علي أن أساعد صديقي في حل واجباته المدرسية”) ، أو قدمت عذرًا واهيًا (حيث قالت: “أردت أن أشاهد التلفزيون”) ، أو لم تقدم أي تبرير لإخلافها بالوعد على الإطلاق.  ثم سُئل الأطفال عما لو كانوا يعتقدون أن تصرفات الدمى كانت خاطئة أم صحيحة، ولماذا.

بغض النظر عن وجود عذر (من عدمه)، اتفق الأطفال على أنه من الخطأ عمومًا الإخلاف بالوعد.  لكنهم كانوا أكثر تفهمًا عندما قدمت لهم الدمى عذرًا ناهضًا (أي حين اعتذرت وقالت” كان عليها مساعدة صديقها في حل واجباته)، مقابل عندما قدمت لهم عذرًا واهيًا (أي حين قالت: أنها أرادت  فقط الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون).

وبعبارة أخرى، الأطفال في هذا السن يفهمون أن الالتزام بمساعدة الآخرين لها أولوية على الرغبات الأنانية، كما قال ليون لاي.  كشفت ردود الأطفال على السؤال أيضًا أن كلًا من الأعذار الواهية وعدم وجود أي عذر / مبرر بالمرة في السوء سواء.

قال ليون لاي: “أشارت الأبحاث السابقة إلى أنه في بعض الحالات، يقبل الأطفال الصغار أي مبرر للإخلاف بالوعد ويعتبرونه أفضل من لو لم يكن هناك أي عذر على الإطلاق”. “لكننا أثبتنا من خلال هذه الدراسة أن الأطفال يهتمون بالمحتوى الفعلي للعذر / المبرر”.

عندما طُلب من الأطفال شرح إجاباتهم، تغيرت مبررات الأطفال مع تقدم سنهم.  بالمقارنة مع الأطفال في سن 3 سنوات، كان الأطفال في سن 5 سنوات أفضل في التعبير عن تصوراتهم فيما يتعلق بما “ينبغي” على الدمى فعله، أو من “المفترض” أن تفعله، مما يشير إلى أن فهم الأطفال للالتزام بالوعد [عدم الإخلاف بالوعد] تجاه الآخرين أصبحت متطورة تطورًا كاملًا في هذا السن.  والمثير للدهشة أن الأعذار الواهبة لم تؤثر في الأطفال وتجعلهم غير ميالين للقول بأنهم لا “يحبون” بعض الدمى، أو لن يلعبوا معها في المستقبل.

“عادةً لو أخلف أحدهم بوعده وقدم عذرًا واهيًا، فهذا يعني أنه ليس صديقًا جيدًا،” كما يقول ليون لاي. “لكن ما وجدناه هو أن الأطفال في هذا السن لا يربطون بين هذا وذاك. إذ لم يصلوا بعد إلى هذا المستوى من التفكير “.

تعد هذه الدراسة جانبًا من جوانب مجال دراسة أكبر حول كيف يصل الأطفال إلى مرحلة تقدير المعايير الثقافية والأخلاقية وكيف يتصرفون حيالها.

“الأخلاق هي نوع من الأرضية المشتركة التي بيننا وبين الآخرين بالإضافة إلى التوقعات المتبادلة من بعضنا البعض عن كيف ينبغي أن نتصرف حيال بعضنا وما هو الأساس الجيد لتبرير الإخلاف بالوعد لو حصل،” بحسب ما قال ليون لاي.

“لقد أثبتنا أن الأطفال الصغار يصبحون منسجمين مع هذه الأرضية المشتركة في سن مبكرة.”

قال لاي إن النتائج لها علاقة أيضًا بقول أحد الوالدين هذه العبارة التقليدية لأحد أطفاله:  “لا لشيء إلَّا أنني أمرتك،” وهذه العبارة تشير إلى عدم الرغبة في التصريح بالسبب أو بعدم وجود سبب: [المترجم:  هذا التعبير عادةً ما يقال للطفل عندما لا يطيع أمر أحد والديه باعتباره منفذأ للأوامر ليس إلّا] .

“الأطفال منتبهون جدًا ويرصدون تصرفاتنا وقد يتجرأون على القول لنا: هذا عذر واهٍ،” حسبما قال ليون لاي.

مصدر من داخل النص

1- https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0885201422001162?via%3Dihub

المصدر الرئيس

https://today.duke.edu/2023/01/even-preschoolers-can-spot-cop-out

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى