أقلام

رجب .. ورحلة البناء

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (١٤)

فضَّل الله بعض الأزمنة على غيرها واختصَّها بخصائص، كما فضَّل واختصَّ بعض الأماكن والأشخاص، وجعلها جميعًا تجلَّي لرحمته وكرمه وفيضه على عباده، ومنها شهر رجب الأصب والأصم الذي تصب فيه الرحمة على العباد صبا .
قال الرسول “ص” : ( ألا إن شهر رجب شهر الله الأصم وهو شهر عظيم …).

فهو المحطة الأولى في رحلة الاشهر الثالثة المباركة ( رجب – شعبان – شهر رمضان ) رحلة تغيير الذات، وإصلاح النفس، وبناء الشخصية الإيمانية، وتقويم العلاقة مع الخالق والمخلوقين، عبر جرد الحسابات، و تلمس الثغرات، والوقفة التصحيحية الصادقة، ومضاعفة الخيرات والصالحات.

لذا علينا ونحن نَلِجُها أن ندرك أولًا حرمتها وعظمتها وأنها ليست كسائر الشهور، بل فرصة ثمينة سريعة الفوت، وأن نتعرف ثانيًا على الإفاضات الرحمانية، والعطايا الربانية التي تكتنزها، ومن ثم العمل الجاد على استنزالها، والاستفادة منها .

وهذا يتطلب من المرء أن لا يتعامل باستخفاف، أو تسويف، أو تغافل مع هذه الاشهر الفاضلة، بل ان يضع لنفسه برنامجًا روحيًّا، تربويًّا، إصلاحيُا واضحًا يعمل على تطبيقه بجد حتى يصل إلى الأهداف المرجوة في نهاية هذه الرحلة التربوية والإصلاحية للفرد والمجتمع .

خاصة في ظل هذه المحنة التي تعصف بالبشرية، لنجعلها اشهر التضرع والعودة إلى الخالق، والاستغفار والتوبة، والدعاء، ومراجعة الذات، وتقويم الواقع وإصلاح ما فسد منه.

عن الصادق (ع):
(( إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجييون فيقوم أناس يضئ وجوههم لأهل الجمع …)).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حسنتم شيخنا العزيز فعلا هذه الشهور الثلاثة مكملة لبعضها البعض حيث التأكيد على الاستغفار والصيام في رجب وشعبان يلعب دور كبير في تهيئة المؤمن لإتقان واجب الصيام ليخرج من الصوم عن الأكل والشرب الى صوم الجوارح و بلاشك فإن المناسبات الشريفه في هذه الشهور تلعب دور في دعم مسيرة تزكية النفس و الوقوف على عثراتها بالتخلي والتحلي ثم تجلي الألطاف الرحمانية بأن يكون وعاء مستقبل لها .

    وفقكم الله لكل خير نسألكم الدعاء

    ابو مؤمل الحافظ / الاحساء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى