أقلام

الدراجة الهوائية (السيكل)

أمير الصالح

في بعض الدول المتطورة مثل هولندا، الدراجة الهوائية (اختصاراً الدراجة، و شعبياً تسمى السيكل) تعد وسيلة التنقل الأكثر شعبية داخل المدن للأفراد عند قطاع عريض من الناس هناك، ولا سيما سكان العاصمة التجارية، امستردام. وازدهر استخدام الدراجات الهوائية حتى انطلقت أكثر من شركة تجارية حول العالم لتأجير الدرجات في المدن الكبرى والمدن السياحية لزوار تلكم المدن. وشرعت بعض تلكم الدول مجموعة تشريعات وقوانين حمائية وأنشأت مسارات وشيدت طرق خاصة معبدة للدراجات كما هي للمشاة.
ماجعلني أستحضر موضوع الدراجة الهوائية هو ملاحظتي انتشار ظاهرة قيادة الدراجات (السياكل) في حاضرة الدمام وحاضرة القطيف مع بداية أفول الطقس الحار وبداية تحسن الطقس.أي مع مطلع الأسبوع الأول والثاني من شهر سبتمبر.

و قد لاحظت أن عدداً لا بأس به من الناس يحجب نفسه عن استخدام الدراجة، مع حبه وشغفه بتلكم الرياضة، لعدم وجود بنية تحتية مهيئة وموجهة كخطوط ومسارات للدراجات الهوائية (السياكل) داخل المدينة، وحيث يمكنه التنقل دون أية مخاطر سير. وفي ظل بزوغ فجر جديد من التخطيط والتنفيذ والتشريعات المدنية في دولتنا الحبيبة بهدف الارتقاء بالمستوى الترفيهي والصحي والرياضي للمواطنين ، أود أن ألفت انتباه الأخوة المسؤولين في الأمانة العامة للبلديات بإدراج وإنشاء البنية التحتية الملائمة لتأمين قيادة الدراجات الهوائية بدرجة آمنة داخل المدن وضمن نطاق مسارات الطرق.

قال لي أحد ممارسي رياضة ركوب الدراجات الهوائية: في ظل تشجيع السياحة الداخلية وامتداد فترة الحجر الصحي وإجراء غلق الحدود الدولية الاحترازي لمنع تفشي مرض كورونا، حاولت أن أعيد اكتشاف المحيط الجغرافي متقمصاً عيون سائح. ويسترسل في القول: أنا أقطن مدينة الدمام بالقرب من ساحلها البحري الجميل. فمحصت الوسائل الأنسب لإعادة اكتشاف اللسان البحري على طول الكورنيش باستخدام الدراجة الهوائية (السيكل). وعملت أولا على اكتشاف الطريق الأنسب والأكثر أماناً لاستخدام الدراجة الهوائية وبتخطيط متأنٍّ و تفحص تام انتخبت طريق معين. وبسبب انعدام المسارات المخصصة للدراجات الهوائية، ولكون السيارات تزاحم كل وسائل النقل الأخرى، وجدت أن لا محيص لي من أن أقود دراجتي في ساعات الفجر الباكر حيث قلة عدد السيارات مما يعني تقليل مستوى خطر التعرض لأي مضايقة من قبل السيارات. وفعلياً وقت ساعات الفجر غير متاحة للجميع لممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية والاستمتاع بذلك. ولعل من الجميل في تلك التجربة هو إعادة اكتشافي مدينتي من جديد وبتفحص أكبر وأقرب مما كان سابقاً لكل شي أعبر بجانبه. أدعو الجميع لاكتشاف رياضة قيادة الدراجة الهوائية وكسر الملل وتحطيم الكسل والانطلاق لحياة أكثر صحة وعافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى