أقلام

التخطيط

جواد المعراج

كثير من الناس بين فترة وأخرى يعانون من هزات نفسية نتيجة القلق الزائد مما سوف يحدث في المستقبل والحاضر دون العمل على التخطيط والاستعداد لمواجهة أي عائق أو مهمة صعبة تمنعه من تحقيق ما يطمئن إليه، فإذا أراد الإنسان أن يعيش مرتاحاً ومطمئناً يجب أن ينشغل بالتخطيط لأهدافه وخاصة في وقت الفراغ السلبي الذي يصيب الإنسان بالخوف والهلع عندما لا يقوم بأي نشاط معين، عن الإمام علي ( عليه السلام ) :”من قصر في العمل ابتلي بالهم”. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٦١٠

فهناك من تسيطر عليه الضغوطات النفسية الشديدة وبالتالي لا يملك المعرفة اللازمة للتعامل معها فقد تصاب فئة من الناس بالقلق والخوف النفسي الشديد الذي يدخل الشخص في خانة الحزن والضجر، عن الإمام علي ( عليه السلام ) :” إياك والجزع، فإنه يقطع الأمل، ويضعف العمل، ويورث الهم”. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٣٨٠.
فلو كان لدى المرء المعرفة التي تعطي الدافع على التخطيط بين فترة وأخرى لما وقع في النتيجة المؤلمة التي تأثر سلبا على الحالة النفسية والروحية والفكرية الخاصة به.

وما يمنع الشخص من التخطيط هو المقارنة بالآخرين من خلال النظر للأشخاص ذوي المرتبة العالية بالعلم والمعرفة والثقافة فترى من يصاب بالإحباط، فمثلاً عندما ينشغل الفرد بمتابعة أحوال الآخرين دون العمل على التخطيط فإنه سوف يصاب بالتوتر والإحباط وهذا يؤدي لتدمير الذات الإنسانية وتدهور الحالة المزاجية.

إضافة لوجود الأشخاص الذين يهتمون بشكل زائد بالآراء والأفكار التي تصدر عن الآخرين، إن طبيعة البشر التعرض للنقد الإيجابي أو الانتقاد السلبي ولهذا على المرء أن لا يصاب بالإحباط عندما يتعرض لهذه الأمور، فذلك يمنع الإنسان عن التخطيط لأهدافه لأنه دائم الإهتمام بأفكار وآراء الناس به. صحيح قد نستفيد أحياناً من أفكار وآراء الآخرين ولكن ليست جميعها صحيحة فهي معرضة للخطأ والصواب، وإننا لسنا مجبرين على اتباع قناعات من حولنا.

فالإنسان هو من يحقق الأهداف الخاصة به باستخدام أساليب التخطيط البحثي والعلمي والثقافي والاجتماعي والمعرفي التي يتبعها وغيرها من أساليب أخرى. وما يطرحه البشر بشكل إيجابي يمكن الاستفادة منه ويعد أيضاً عامل مساعد وتشجيعي على استكمال المهمة الصعبة، وما يطرحه الناس بشكل سلبي يعد كذلك دافع على التشجيع ومواجهة العقبات الصعبة والتخطيط للخطوات القادمة دون الشعور بحالة اليأس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى