بشائر المجتمع

(الموعود) أمسية مهدوية تتوهج بالشعر والنقد

عبد الله المعيبد: الأحساء

تصوير: ساري العطية.محمد الناصر

لم تكن ابتسامات الحضور النخبوي التي وضّأت الملامح في أمسية (الموعود) التي أحياها ملتقى شعراء الأحساء بالشراكة مع اللجنة الثقافية في الحسينية المحمدية بالجرن ليلة السبت الماضية، سوى قصيدة أخرى أبهجت قلوب الحاضرين الذين تحلقوا للاحتفاء بذكرى ميلاد الإمام المهدي (عج) في جوٍ أدبي وشاعري بامتياز.

وأدار اللقاء جابر الجميعة بأسلوبه المتميز وفواصله المتفردة التي تقطر شعراً بين الفقرة والأخرى، حيث بدأت الأمسية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للقارئ ميثم العطية، بعدها نثر الشعراء المشاركون نصوصهم المهدوية على طاولة الإبداع وهم يشعلون أجواء الأمسية بقناديل الشوق والأمل والاستنهاض.

النصوص الشعرية التي حلقت بالجمهور إلى أقاصي الجمال جاءت متنوعة مسكونةً بالتوهج والإبهار قادرة على نقش ظلالها في الأعماق، بداية بالشاعر الأديب السيد هاشم الشخص الذي ألقى قصيدةً مجنحة في المناسبة من إصداره الجديد
(بلابل وأبابيل) أفصح فيها عن آماله وآلامه، بعدها ألقى الأستاذ أسامة العامر نصه الشعبي الرائع الذي تفاعل معه الجميع وصفقت له الأرواح بدلاً من الأكف في حالة من الانسجام والدهشة، تلا ذلك مشاركة للأستاذ هاني الحسن قدم خلالها ورقة نقديةً حول كتاب (نصوص من الداخل) للدكتور ناصر النزر تناول فيها صفات الباحث الجيد التي تجلت في ملامح الإصدار كما أشار بقراءة واعية إلى قدرة الباحث على تطويع النظريات لدراسة وتحليل النصوص على ضوء المناهج النقدية الحديثة، إضافة إلى تمكنه من توليد المفاهيم وهدمها وتحرير المصطلح وضرب الأمثلة وإضافة الشروحات والنظريات وبلورتها وفقاً لمعطيات سياقنا الثقافي، و لم يفت الأستاذ هاني الغوص عميقاً في هذا المنجز النقدي الحديث حين نوّه إلى جرأة الباحث في سبر أغوار النصوص ولا سيما في الموازنة التحليلية لعينية الجواهري وعينية الصحيح في الإمام الحسين (ع) وإبراز النواحي الجمالية في القصيدتين باستنطاق مختلف وطرح جديد ، أعقبها قصيدة فصيحة للأستاذ إبراهيم البوشفيع بعنوان (متى ترانا لنراك) عرّج فيها على هموم إنسانية خالصة تتماهى مع واقع الحياة في كل تطلعاتها.

ومن جهة أخرى أعاد الباحث الدكتور ناصر النزر النقد إلى طاولة النقاش في وقفة له أجاب فيها على عدة تساؤلات حول الحركة النقدية وشعر المناسبة وما إلى ذلك من قضايا أدبية تهم المشهد الثقافي المعاصر، وهذا ما فتح الآفاق أمام الأستاذ جاسم الصحيح ليتحدث في مداخلة له عن العلاقة بين الشعر والنقد موضحاً أنهما يتجليان في الذات المبدعة مثل التوأم، وأن الشاعرَ – منذ البدايات الموغلة في التاريخ – حين ينتهي من لحظة الكتابة يخرج إلى لحظة أكثر سطوعاً عبر الحذف والإضافة والتشذيب حتى يصل إلى النص الخلاق.

وفي الختام اعتلى المنصة مشرف ملتقى شعراء الأحساء المهندس ناصر الوسمي ليشكر بشعره ونثره كل من شارك وحضر لهذه الأمسية الاستثنائية. الجدير بالذكر أن فقرة تدشين وتوقيع كتاب
(النصوص من الداخل) للدكتور ناصر النزر جاءت مصاحبة للأمسية بعدَ أن كرم مشرف الملتقى كل المشاركين فيها بقصائدهم أو كلماتهم في احتفالية تضاف إلى رصيد فعاليات ملتقى شعراء الأحساء الذي رفدَ المشهد بالكثير من المناشط الأدبية والثقافية خلال فترة وجيزة ليؤكد بذلك أنه علامة فارقة في الحراك الأدبي الذي تشهده المنطقة اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى