أقلام

مابين الكدح وسرعة تدفق المعلومات مسافة

طالب المطاوعة

“يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ” 6 سورة الإنشقاق.

قرأنا وسمعنا في مرات عدة عن تسارع الزمن وتقارب الأيام، وأنّ الأيام باتت تتسارع بصورة كبيرة جداً، حتى أصبحنا نشعر حقيقة وليس وهماً بذلك الشعور والإحساس، فما هو ذلك الشعور وماحقيقته؟

ورد في المأثور”… ستكون السنين كالشهور والشهور كالأسابيع والأسابيع كالأيام والأيام كالساعات”.

فمن حيث الحقيقة الشعورية الواردة بذلك في المأثور لن أتناولها كونها مسألة تخصصية وليست في محل تخصصي واهتمامي.

أما من حيث المفهوم فتعالوا معي لنستفهم ذلك الشعور والمسافة العلمية والحقيقية.

الكدح في اللغة: هو السعي الشديد والعناء وبذل الجهد.

كان آباؤنا وأجدادنا يبذلون الجهد الكبير والسعي الكثير جدا في الحصول على المعلومة والحصول على مبتغياتهم وحاجياتهم في جميع شؤون الحياة.
فكانوا يبذلون وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في البحث كي تتوفر لديهم معلومة بسيطة، أو إنتاج معين لأي سلعة ما، أو التصنيع والبناء والزراعة وما سواه.

ولو قارنّا الوقت المقطوع والجهد المبذول في البحث للحصول على نفس تلك المعلومات والصناعات والزراعات لوجدنا أنّ الفرق كبير جداً لصالح أيامنا ووقتنا الحالي.

بل أكثر من ذلك، هناك تسارع واضطراد في توفر وتدفق تلك المعلومات والصناعات وغيرها إلى الحد الذي نشعر معه بأنه يسبقنا الزمن بمسافات زمنية كبيرة، لدرجة أن نشعر أحياناً ما بأننا لا نستطيع اللحاق به أو متأخرين عنه.

وبلوغ التدفق المعلوماتي حد الإنفجار في عالم الإنترنت شاهد على ذلك .

هذا الفرق الزماني والجهد المبذول، هو ذلك الشعور الحقيقي الذي نلمسه ونحسه في حياتنا وندركه بأذهاننا.

فبات الإنسان يصنع آلاف القطع في الثانية الواحدة، في الوقت نفسه الذي كان ينتجها ويصنعها في شهر وأكثر، ويستزرع ما يفوق خياله وقدراته الطبيعية، بأن ينتج من الثمار ما كان ينتجه في عشرات السنين.

ناهيك عن سرعة التقدم التقني والتكنلوجي في الطب والصناعات العسكرية والنووية وما سواها.

نعم كل ذلك السعي والتسارع هو كدح في السير إلى الله بسرعة أكبر وأسرع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى