أقلام

عيدنا عيدين.. واقع مقبول وصحي لمقلدي المرجع الواحد ولمن اختلفوا في تطبيق المباني

جابر بوصالح

▪️هل يمكن أن نشبه ما حصل هذا العام والذي قبله بشأن من افطر يوم الخميس باعتباره واطمئنانه على أنه يوم عيد وممن صام لعدم اطمئنانه ولركونه إلى وجود مخرج شرعي يبقيه ممسكا ممتنعا من العيد إلى يوم الجمعة رغم إشكال الأخرين عليه.

▪️هل يمكن أن نشبه ذلك بما يحدث في سوق المسلمين عند الإقبال على أكل وشراء اللحم المذكى
بعضهم يرى انه سوق المسلمين ويجوز فيه الأكل من دون فحص.
والبعض الآخر لا يطمئن حتى يتفحص ولا يطمئن إلا عند صدور شهادة وتأكيد فلان.
ورغم ذلك بعضهم في الواقع وقع في أكل اللحم الغير مذكى بدعوى انه يتكي على فتوى مرجع
والبعض الأخر أكل اللحم ظنا منه أن اطمئنان فلان ضمن له أكل الحلال رغم أن بعضهم يكتشف بعد ذلك خطأ تشخيصه.
وبالتالي هو أيضا وقع في أكل اللحم الغير مذكى
ولن يطمئن إلا بأن يقف هو بنفسه على تذكية الذبيحة.

▪️وهذا يعطينا نتيجه أن أحدهم ارتكب محرم ولا شك ولاريب بصوم يوم العيد او أفطر يوما من رمضان وبالتالي لم يحرز الحكم الواقعي.

▪️ولكن لانقول إلا أن الأمر كله يندرج في الإطار التعبدي الذي يسعى فيه العبد للحكم الواقعي ورضا الله سبحانه وتعالى وإحراز الأجر والثواب
من دون الإقلال من شأن الأخرين وما عملوا به
و إن كنا نظن بهم خيرا وندرك صدق نواياهم في البحث عن تطبيق الحكم الشرعي.

وفي ظل هذه الأجواء ما نأمله أن نعمل على البعد عن العصبية واللمز والنبذ بالألقاب وكل يدني النار إلى قرصه
وأن نعمل كما عمل البعض مشكورين مقدرين بنهج المنهج العلمي ورد الرأي بالرأي من خلال البحث والتنقيب وتبادل الأراء العلمية التي تفضي إلى وصول المكلف للفهم الصحيح لوظيفته الشرعية واحترام رأي الطرف الأخر المتكىء على رأي وفهم علمي متشرع.

▪️فما حدث جعل البعض الغير مدرك لتقبل الاختلاف أن يصاب بالصدمة والنفور من بعضهم للدرجة التي جعلته يناقش إمكان العدول عن مرجعه وذلك لوصوله لمرحلة عدم تقبل أن مرجعا صام ومرجعا أفطر وعالما صام وعالما أفطر ومكلف صام ومكلف أفطر رغم أنهم يتبنون ويقلدون نفس المرجع بل وفي نفس البلاد وفي المدينة نفسها و رغم تشابه قنوات مصادر المعلومات والظروف ولكن هي تلك القناعات التي أفضت إلى ذلك التباين
🔻🔻
▪️( ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم، السعادة بمشاهدتنا )
وعليه نأمل من طلاب العلم الفضلاء المتصدين بهذا الشأن في بلادنا العزيزة أن يعملوا على دراسة الواقع الذي تفرزه مثل تلك المشاحنات والمناكفات والأثار الاجتماعية التي ترتبت عليها وأن تتبنى طرق التواصل المباشر فيما بينها ونظم الأمر وتهيئة المجتمع للتعاطي مع مثل هذه الظروف والمواقف والظهور بمظهر المتحد المتقبل للأخر في ظل الاسترشاد بأراء المراجع العظام حفظهم الله

▪️ورغم ذلك فهذه الأجواء الواقعية الصحية تدل على أن مجتمعنا يعيش حياة عقائدية وعلمية واجتماعية تتقبل الأراء المختلفة وتسعى للكمال لرضا الله والسير على طريق ونهج سيدنا محمد وآل بيته الأطهار صلوات الله عليهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل وفكر نير جعله الله في ميزان حسناتكم جميعا

    وختام المقال بهذا المقطع المفيد

    ورغم ذلك فهذه الأجواء الواقعية الصحية تدل على أن مجتمعنا يعيش حياة عقائدية وعلمية واجتماعية تتقبل الأراء المختلفة وتسعى للكمال لرضا الله والسير على طريق ونهج سيدنا محمد وآل بيته الأطهار صلوات الله عليهم.

    ويذكرني بكلمة من احد الفضلاء

    علينا أن نتقبل الاختلاف في ثبوت هـلال الشـهـر نظرا لاختلاف المباني الفقهية للفقهاء، فلا يـجب أن يكون ذلـك سببا في حصـول أزمـة في وسـطنا الاجتماعي.

    نحن كلما صدر بيان واضح من لجنة علمية تدرك المرحلة ولغة التواصل الاجتماعي ولما لها دور في نشر الخبر الصادق والموثق من مصدر رسمي اكثر
    انسجام لقبول المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى