أقلام

الحاج حسن بن محمد البقشي

سلمان الحجي

الحاج حسن بن محمد بن علي البقشي المكنى بأبي سمير، من مواليد فريق النعاثل عام 1353هـ. درس القرآن الكريم على يد السيد علي الهاشم، والقراءة والكتابة على يد علي بو حمد، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية الأولى حتى أنهى شهادة الخامس الابتدائي، وبسبب الظروف المعيشية آنذاك ترك الدراسة وتوجه للتجارة في مشاريع متنوعة، ولمعرفة المزيد عن هذه الشخصية لنتابع ما صرح به لنا في لقائنا معه.

حدثنا عما تعرفه عن نسب أسرة البقشي.

يقال:إن أسرة البقشي تنتمي إلى قبيلة السبيعي، ومنهم من حارب مع الملك عبد العزيز آل سعود ضد أعدائه.
يقطن معظم أفراد الأسرة في مدينة الهفوف، وبعضهم في بلدة الجبيل، وقسم في الكويت، وكذلك في البصرة بسوق الشيوخ، ويعرفون باسم آل زهير.
ويوجد في الأسرة فخوذ منها: العبد الوهاب البقشي، والحسن البقشي، والمحمد علي البقشي، والسليمان البقشي، والجعفر البقشي.

مجلس الأسرة: 
هناك نشاط ثقافي متنوع بمجلس الأسرة الذي يعقد اجتماعه بشكل دوري لمتابعة المشاريع المتنوعة، وقد رشحتُ رئيساً لمجلس الإدارة منذ ثلاثة عشرة عاماً.
ومن الوجهاء في الأسرة: علي السليمان البقشي، وحسن المحمد بن علي البقشي (جد
أبي هاني وكيل حسينية البقشي)، وعلي بن محمد الحسن البقشي(جدي).
أما عن وجهاء المنطقة في السابق:
فمن أسرة آل أبي خمسين: الشيخ موسى آل أبي خمسين، وعلي آل أبي خمسين، والشيخ باقر آل أبي خمسين.
ومن الوجهاء بالأحساء:
سلمان الهاجري، ومحسن العيسى، وطاهر الغزال، وعيسى البشر، ومحمد الموسى، ومحمد العليو، ومحمد البن الشيخ، والسيد عبد الله العبد المحسن.

حدثنا عن ملخص أعمالك التجارية.
كانت بدايتي التجارية منذ دراستي بالصف الخامس الابتدائي ليلاً، فقد كنتُ أسافر إلى البحرين بين الحين والآخر للتجارة في العطور وتوابعها بهدف بيعها في الأحساء. واستمر عملي في ذلك لمدة ثلاث سنوات، بعد فترة غيرت نشاط تجارتي إلى شراء المواد الغذائية من القطيف لبيعها في بقيق بااشراكة مع علي بن محمد الموسى، واستمر عملي ذلك لمدة 5-6 سنوات، بعدها فتحنا محلاً بالشراكة في المواد الغذائية بالأحساء، وكان معنا في ذلك حسن بن عبد الله البقشي وعلي الموسى، ثم غيرنا النشاط التجاري إلى شراء وبيع ملابس النساء والعطورات في عمارة السبيعي بالشراكة مع علي الموسى لمدة خمس سنوات، ثم فتحتُ محلاً مستقلاً في سوق السويج لبيع الملابس النسائية، بعدها شاركتُ محمد الخليفة في مشروع توطين البادية بحرض في زمن الملك فيصل الذي يهدف إلى توفير المواد الغذائية، وكل مستلزمات الألبان، بعدها فتحنا مكتب قرطبة بالدمام بالشراكة مع محمد الخليفة، ومحمد المسلم، وحسين النمر، وبدأنا في تجارة بيع المخططات العقارية بالدمام، ثم فتحنا المكتب بالأحساء مع كل من محمد الخليفة، وعلي الموسى، وجمعة الخليفة، واستمرت مساهماتنا في مخططات: العنبرية، والعزيزية، والنويصر، واليحيى، والأندلس، والنزهة بالهفوف.
توفي جمعة الخليفة، وعلي الموسى رحمهما الله والآن نعمل على تصفية المكتب بسبب تقدمنا في السن.

ما تقييمك للشراكة التي خضت تجربتها؟ 
إذا اعتمد الشركاء على حسن النية، ونظام إداري محكم تنجح الشراكة. وهناك مثل شعبي: (صف النية وارقد في البرية)، وهو سبب نجاح شراكتنا.

حدثنا عن أسباب ابتعادك عن العمل الحكومي. 
لعدة أسباب منها: عدم إكمالي الشهادة العلمية،ةولتميز فرص الأعمال الحرة، ولكون الحرية أفضل، وفي التجارة بركة، لذلك حتى أبنائي فضلوا الأعمال الحرة على العمل الحكومي.

يُقال: إن الترشيح لعضوية المجالس البلدية التي نظمت ما بعد 1360هـ،كانت تسير وفق لجان داعمة لإدخال الكفاءات الوطنية للمجلس،ما صحة ذلك؟ 
كان رئيس البلدية بالأحساء في تلك الحقبة خليفة الملحم، ثم عبد الرحمن الموسى، ثم إبراهيم العرفج. وكان ممن رشح لعضوية المجلس البلدي بالأحساء حسن الخليفي، والسيد عبد الله الهاشم، وطاهر الغزال، ومحسن العيسى، وعبد المحسن الملحم، وياسين الرمضان، وشخص من أسرة الجبران(القرى)، وآخر من العرفج.
وبادرت بعض النخب الأحسائية بتأسيس لجنة تعمل على إنجاح فوز الكفاءات الوطنية من المجموعة المرشحة لعضوية المجلس البلدي من كافة أطياف المجتمع، وقد تحققت بعض أهداف نشأة تلك اللجنة.
وكنتُ من أعضاء اللجنة، ومعنا جواد الهلال، وعبد الحميد الفضل، ومعتوق بو حليقة، وموسى الموسى، وحسين الموسى.

ما أبرز ملخص تجاربك في الحياة؟ 
الحياة تجارب للإنسان، وتمر على الفرد منا مراحل يكتشف فيها الغث من الثمين، والطيب من الخبيث، ليس كل الناس على شكل واحد، فمنهم من يتقرب منك لوجه الله، وآخر المصلحة تفرض عليه الاقتراب منك، وبمجرد أن تنتهي مصالحه لا ترى له غباراً. مرت على الأحساء سابقاً فترات ذهبية، كانت مكتفية من الأرز والغذاء، ومن الدقيق والبطيخ وكافة أنواع الفواكه، بل وتصدر ذلك إلى المناطق الأخرى ودول الخليج، كما أن هناك سوقاً بارزاً للأحذية والملابس، وبرزت المياه كعين الخدود، وعين الحقل، وعين أم سبعة، وعين الحارة، وعين الجوهرية، وغيرها، وهذا ما اشتهرت به الأحساء.

حدثنا عن أصعب موقف مر عليك.  
وفاة والدتي، فقد خرجتُ من المنزل متوجهاً إلى مدرستي بعد وداعها لي فالتقيتُ بياسين الهاجري ليقول لي: توفيت والدتك، وكان عمري آنذاك اثنتين وعشرين سنة.

حدثنا عن الجلسة الليلية التي بمزرعتكم. 
أصبتُ بمرض الضغط عام 1402 هـ وسافرتُ إلى مصر، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت وصية الدكتور لي بالترفيه عن النفس، فبادرتُ إلى شراء المزرعة عام 1404 هـ، ثم فتحتُ غرفة بالمزرعة لأجلس فيها مع أعز صديقين لي وهما: معتوق بو حليقة، وأحمد الحسن البراهيم. ثم جعلتُ الجلسة ليلاً بالمزرعة: كل ليلة نجلس ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويأتي إليها بعض الأقرباء والأصدقاء. أما عن شهر رمضان فنجلس في مجلس المنزل بعد الإفطار منذ عشرين سنة. كما أن لنا لقاء مع من تعلمنا معهم في السابق في المدارس الأكاديمية، نجتمع كل سنة بواسطة دعوة أحد الأعضاء من المعلمين المتقاعدين بالتنسيق مع الإدارة، ويكون تجمعنا في فندق الأنتركوننتال.

كلمة في حق كل من:
1-طالب العلم: احترامه لعلمه لأنه يتحدث عن أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن لا أقدسه على حساب عمالقة الفكر من نخب ومبدعين.
2-خطيب حسيني: لا أضعه فيمن يتبع مدرسة عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي إلا إذا احترم نفسه، واحترم جمهوره، وإذا أدى رسالة المنبر بعيدة عن الجدل أو الوهم.
3.وجيه: الإنسان الوجيه كمحسن العيسى إذا طرق بابه محتاج يسعى لحل مشكلته، ويهمه مجتمعه ويخدمهم. تراه جندياً مجهولاً بحدود إمكاناته، كما أنه يبادر ويتحسس مجتمعه، وليست الوجاهة بإعداد الطعام ودعوة الوجهاء، وافتتاح الحسينيات فقط.
4.للشباب: التعليم هو السلاح الوحيد للنجاح في عصر التقنية.
– كلمة مختصرة في حق كل من:
1.المرجع الديني الشيخ حبيب بن الشيخ صالح القرين: أتذكره عندما كان يصلي صلاة الموتى بسنة الرحمة في مقبرة الهفوف، في الوقت نفسه أمر الميرزا علي الإسكوئي التصدي لذلك الوضع بذبح عجل وتوزيعه على فقراء البلد، وأمر بتوزيع ورقة مثل البركة تعلق على بيوت المنازل.والشيخ حبيب كان يؤم المؤمنين لصلاة الجماعة في المسجد الجامع بفريق الرفعة الشمالية، وكان جدي يصطحبني للصلاة خلفه، وعادة ما يهتم الجد بتوجيه بعض الأسئلة الفقهية له.
2.الشيخ محمد البقشي: يتمتع بالزهد والورع والتقوى، وكان يكتب الوصايا والعقود، ويحل مشاكل مجتمعه، ويقيم صلاة الجماعة في مسجد الشيخ موسى آل أبي خمسين، من نتاجه الفكري بعض الكتب التي ما تزال مخطوطة، وكان الشيخ محمد يتولى توزيع تركة الورثة، وكان يتميز بخطه الجميل.
3-الشيخ محمد الهاجري: فقيه، مجتهد، ولكن لم يطرح نفسه للمرجعية، علم من أعلام الدين، وهو مغمور في الأحساء.
4-الشيخ حسين الشواف: من العلماء الأتقياء.
5-الشيخ عبد الوهاب الغريري: برزت في شخصيته التقوى والورع والزهد.
6-معتوق بو حليقة: كان له الدور في تحريك الرأي العام تجاه مرض الكوليرا، فقد كان الناس في غفلة عنه، ويعالجون بالأمور البدائية،ىفقد أرسل معتوق برقية مؤثرة إلى المسؤولين بالدولة التي على ضوء ذلك تم إرسال فرقة كاملة وظيفتها حجز مستشفى الملك فيصل بالتطهير والتعقيم، وكان معها قرار منع الدخول والخروج من الأحساء.
7-محمد الخليفة: يتميز بالإخلاص، صديق ووفي.
8-سلمان الهاجري: من وجهاء البلد.
9-طاهر الغزال: من الوجهاء، مدافع عن المجتمع، مصلح.
————————-
٨-١٢-١٤٢٩ هـ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى