أقلام

قراءة تحليلية متواضعة لكتاب المرجعية وقضايا أخرى

زاهر العبدالله

مقدمة:

بعد قراءتي المتواضعة لكتاب المرجعية الدينية وقضايا أخرى للمرجع العظيم السيد محمد السعيد الحكيم قدس سره، استفدت جملة من الفوائد وشعرت بعزة أننا نمتلك طاقات فكرية ضخمه ملمة بقضايا الساحة، وهموم الفكر والثقافة، وفوق ذلك هي متواضعة للتصدي للأسئلة الحساسة التي تشكل هاجساً عند شباب اليوم وتوضح ما هو غامض. وهذا الأمر الذي راهن الأعداء بأن يضربوا المرجعية الحكيمة من الداخل بأقلام شبابها ومثقفيهم ليحاربوها بالوكالة عنهم.. من خلال عدة أسئلة تلامس عمق المرجعية، وفي تصرفاتها في الداخل والخارج.
ولكن- كما عودتنا سيرة أهل البيت عليهم السلام وماربوا عليه تلاميذهم من العلماء الأبرار- أن يتلقوا أسئلة شبابنا بروح الحلم والعلم، والإستيعاب والاهتمام، والتدرج المعقول والمدروس، والخبرة الطويلة، والحكمة في التعامل مع هذه الطبقة الشبابية المؤمنة.
وتتركز الأسئلة حول دور المرجعية ونشاطها في المجتمع على مستوى الأديان من الملل والنحل، والداخل والخارج في البيت الإسلامي والبيت الشيعي، ومفهوم الوحدة، والتعامل مع الثوابت في المذهب وعلاقتها مع المذاهب الإسلامية. كل ذلك أجاب عليها سماحة المرجع -قدس سرّه- بلغة عصرية واضحة المعالم، سلسة العبارات على قلب الشباب، مريحة الأسلوب- مختصرة الإجابة، شافية لفضول السؤال، وافرة المعلومة وغنية القيمة، وقوية الحجة بالدليل والبرهان. فاستلهمت منها عظمة المذهب وقوة حجته على ممر تاريخها الجهادي، والحديث يطول. ولكن نكتفي بهذه المقدمة من جمال ما شعرت به من قراءتي لهذا الكتاب النفيس، النافع للشباب. فكانت المرجعية مصداقاً حقيقياً لتجلي هذا الحديث الشريف الوارد في كتاب الاحتجاج: بإسناده إلى أبي محمد العسكري عليه السلام، قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى.(١)

خلاصة ما استفدته أنه:
١- أجاب سماحة السيد محمد السعيد الحكيم -قدس سره- على تساؤلات حساسة جداً حول دور المرجعية الدينية في زمن الغيبة.

٢- أجاب على هواجس تشكل تشويش على قدرات المرجعية في إدارة الأزمات مثل سيطرة الحواشي على قرار المرجعية.

٣-كشفت المرجعية عن مدى عمق معرفتها للمشاكل المعرفية والفكرية والثقافية ومعالجتها بالطرق الصحيحة وفق منظور أهل البيت عليهم السلام.

٤- أعادت الثقة بالنفس وأعطتها دافعاً معنوياً حيث زادت الثقة بعلمائها وأنهم جديرين حقاً ليقفوا سداً منيعا لسد هجمات الأعداء أياً كانت أسلحتهم.

٥ -تواضع السيد حفظه الله بوابة للقيم والمبادئ يستظل بها مثقفي اليوم، ويبين مدى قصور عقل الشباب المتحمس، ويكسر غروره المعرفي أمام جبل الحلم والعلم.

٦- أخيراً أنصح الجميع وخصوصاً الشباب بقراءة هذا الكتاب النفيس جداً جداً الذي يكشف اللثام عن كثير من القضايا الهامة عن دور المرجعية في زمن الغيبة..

والشكر بعد الله سبحانه وتعالى إلى من دلني على هذا الكتاب، إلى سماحة الشيخ الجليل العامل بعلمه علي العبود حفظه الله ورعاه على هذه الهدية التي علمتني حجمي ومقامي الصغير أمام عظمة مراجعنا العظام رحم الله الماضيين منهم وحفظ الباقين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعترة الطاهرين..

……….
المصادر
(١)بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢ – الصفحة ٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى