بشائر الوطن

القصيبي: الرحَّالة الألماني هيرمان بورخارت أول مَن التقط صورًا فوتوغرافية للأحساء ومدن الخليج عام 1904م

بشائر: الدمام

قال رئيس مجلس إدارة جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية سعود بن عبدالعزيز القصيبي إن الرحَّالة الألماني هيرمان بورخارت، هو أول مَن التقط صورًا فوتوغرافية للأحساء ومدن الخليج العربي مطلع القرن العشرين. وأشار خلال ندوة بعنوان (الأحساء بعيون الرحالة) ضمن فعاليات مهرجان (واحة الأحساء) إلى أن بورخارت رحالة كان هاويًا فن التصوير في زمن لم يُعرف فيه عن تلك الآلة بالشرق الأوسط إلا القليل.

وبين القصيبي في الندوة التي أقيمت في مسرح الخيالة في (عين نجم) بالأحساء، أن الرحالة الألماني وصل الأحساء في رحلة بدأت من البصرة ثم إلى الكويت ثم إلى البحرين ثم اتجه إلى الأحساء عبر العقير عام 1904م أي بعد عامين من دخول الملك عبدالعزيز (طيب الله) ثراه الرياض، “وهو غادر من الأحساء إلى قطر ثم أبو ظبي واختتم رحلته في الخليج في عمان، والتقط بورخارت صوراً لشيوخ آل الصباح وآل الخليفة وآل نهيان”.

وذكر رئيس مجلس إدارة جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية أن بورخارت وثق رحلته من العقير إلى الهفوف في مذكراته، وقال «في عصر يوم 4 يناير (1904) رحلنا أخيرًا، وكان العقيلات في مقدمة الركب يحملون رايتهم المطرزة بآيات قرآنية. وبعد قرابة 4 ساعات من المسير خلال الرمل العميق، توقفنا لمبيت الليل. كانت النباتات الموجودة في موقع مخيمنا تتألف من النخيل القزمي، ومن شجيرات «حليب العشر» التي تسيل من أوراقها الغليظة عصارة بيضاء عندما تقشط. كما أن أغصانها تؤمن حطبًا جيدًا للإشعال، وهو ما كان أمرًا مفيدًا؛ إذ إن الليل كان باردًا كالجليد. وللعثور على الماء يكفي الحفر لعمق نصف متر. وبعد مسيرة تسع ساعات، خيَّمنا قبالة أبواب قرية صغيرة تحيط بها رياض نخيل. ثم قادنا الطريق بعد بضع ساعات أخرى إلى بساتين نخيل غنَّاء، ومياه جارية في كل حدب وصوب، إلى أن وصلنا إلى الهفوف».

وأوضح القصيبي أن الرحالة هيرمان وصف الحياة في الأحساء حينها وتحدث عن عيونها ومزارعها، وقال في مذكراته «تمتد واحة الأحساء على مساحة واسعة جدًّا، وآجام النخيل المشتبكة الرائعة تمتد لمسافة ساعات من المسير، تتخلل بينها بعض مزارع قصب السكر، والحنطة، والتيلة، وهناك أيضًا بعض الفواكه كالعنب، والمشمش، والبطيخ، والتين، ونوع من الليمون السميك القشر، وأما الخضار فمنها أصناف قليلة. وفي جميع الأرجاء تجري جداول المياه الرقراقة، وثمة أسماك صغيرة ملونة، وسلاحف تتواثب في المياه العميقة التي تبلغ درجة حرارتها 30-32° مئوية. وعلى بُعد حوالي ثلاثة أرباع الساعة من الهفوف يوجد حمام خرب، ولكن ما زال يقصده الزوار بكثرة، وفي حذاء المياه العذبة ثمة آثار ممتدة لمياه مالحة».

الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، افتتح في 16 نوفمبر الماضي بجبل القارة معرض جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية (كنت هنا)، والذي يضم صور رحلة المستكشف الألماني هيرمان بورخارت. وبلغ عدد زوار المعرض الذي اختتم مؤخراً 15 ألف زائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى