أقلام

بائية آل البيت عليهم السلام

سهيل محمد

‏يَا دارَ رَغدَةَ فِي جَفواكِ تأنيبُ
شَطَّ المَزارُ وبالمُشتاقِ تَلهِيبُ

أما المَشُوقُ فلا يُسدي التَّحيّةَ بَل
ها قَد أُطُيلَ لَه نَهيٌ وتَرهِيبُ

هَل مِن تَذَكُّرِ آماسٍ نَحِنُّ لها
بُرْءٌ يُقِرُّ وللأجراحِ تَطبِيبُ؟

إن قُلتُ للنَفسِ أنْسِيني لَواعِجَها
قالَت: وَكَيفَ وَهِي شَمسٌ وَتَأوِيبُ؟

مِنها الشّفاءُ وَمِنها الداءُ خالَجَنِي
أَينَ التلاقي فَهذا القَلبُ مَعطُوبُ

تَمّ الشّبابُ لَها ما شاءَ خالِقُها
عَنقاءُ خَوْدٌ تُلاهِيها الخَراعِيبُ

صَوْغُ الصّرِيفِ حَناياها ويرْبوها
لَيلٌ نَدِيٌّ تَدانِيهِ السباسِيبُ

حَوْراءُ مَمشُوقَةٌ كالرِيمِ نَمنَمها
لَحمٌ بَضِيضٌ عَلى الأبدانِ مَكرُوبُ

لَو أَنّ رِيحًا أمِيدتْ في منابِتِهِ
رَفَّ الجَنى خَافِقًا يَشْذُو بِهِ الطِيبُ

تَنثُو الحَدِيثَ بَوَضّاحٍ بذي أُشُرٍ
يَلوحُ مِن بَينِ ذي الشِّدقَينِ مَغرُوبُ

أمّ اللِحاظُ لَها رِتلٌ تُسَدِّدُهُ
عَن غِيرِ قَصدٍ وَمَن تُقصِدهُ مَحرُوبُ

عَهدي بِها يُومَ أََن لاحَت عَلى عَجَلٍ
ظَلَلتُ مُحبُولَها والحَبلُ مَجذُوبُ

كُلُّ الأحِبَّةِ يا عِشقِي دَنُو أُصُلًا
إنْ هُم غدًا رَحُلوا قُلنا لهُم: إيبوا

مَن ذا يُجِيبُ سُؤالًا حِينَ يَسألُهُ
مَوصُودُ عَقلٍ مَدى الاَمادِ مَكرُوبُ؟

إنّي لأرجُو بِهذا القَولِ مَنفَسةً
فالعَيشُ بَاغٍ وناغٍ فِيهِ تَقلِيبُ

يا لَيتَ بَعْضًا مِنَ الأمسِ القدِيمِ أَجِد
أَو تُقبَضَ الرُوحُ فَالإسعَادُ مَنضوبُ

إنّى لأغبِطُ قَلبًا كُنتُ أحمِلُهُ
إذْ ذاك قَلبٌ لفي الأغوارِ مَنحوبُ

هَل بالقوافي رَجاءٌ مُمْكِنٌ فهيَ
مُثلُ الفيافيٍ نَواحِيها مجادِيبُ

فِيَّ انتَصى مَورِدٌ عَذبٌ يُنَعِّمُني
فِي مَوردٍ آسِنٍ والطَّعمُ مَقشُوبُ

مَالي أوَدِّعُ حِسًّا باتَ منْخَفِتًا
مِثلَ النّجُومِ وَذاك النَّجمُ مَرقُوبُ

رَاقَبتُ نَجمًا يَمانِيًّا فَذَكّرَني
أنَّي يَمانٌ وَإيمانٌ ومَوهُوبُ

مَاذا أقُولُ إذا ما رُمتُ مُغتَنَمًاً
فِي الشِّعرِ ذِكرًا إذا ما الذِّكرُ مَكذُوبُ

جَابوا مِرارًا فَؤادي بَينَهُم شُهُبٌ
وَضَاءةٌ عِشقُها فَي الدِينِ مَوجُوبُ

أَسْباطُ أَفْضَلِ مَخْلوقٍ سرى أبَدًا
أنْجَالُ ليْثٍ وزهرا ذِكرهم طِيبُ

يَحيى وَزَيْدٌ وزَيْنٌ وَابنُ فاطِمَةٍ
فِتيانُ حَقٍّ لَهُم بالراحِ ترحيبُ

الظَّمْأُ يُذْهَبُ مِن أهْلِ النبِيَّ وَمِن
نَهْرِ الحُسَينِ أما في ذاكَ مَشرُوبُ؟

لَبَيكَ يا بن رَسُولِ الله تَلبِيَةً
تَرقى العَنانَ فَتَبكِيكَ الشَّآبِيبُ

عَلّي أنالُ مَقَامًا شَاعِفًا وَبِهِ
أَنْ لَوْ أرَاك وَأَنْ لَوْ مِنكَ تقرِيبُ

إذْ أنْت رُوحٌ مِنَ الأرواحِ قَد نَسَلَت
نَسلَ المَكارِم ما في ذاك تَكذِيبُ

رُوحٌ تُضَاءُ بِها الأفاقُ يَملِكها
والِ الرَِجالِ على الآساد يَعسُوبُ

مَلْكُ الشَّبابِ بِجَنّاتٍ لَيَنفَحَها
مِنهُ عَبِيرٌ مِعَ الأنسامِ مَسكُوبُ

ابنٌ المُكَلَّلِ بالآلاءِ والظَّفَرِ
في الدِينِ شأوًا وَما في ذاك تَقْضِيبُ

مَغدُورُ نُكْثِ الرَّعادِيدِ المناكيد
مَخذُولُِ جَربى وَلِي في ذَاك تَعقِيبُ

ما كان رَهطُ بَني سُفيانَ يَنفَعُهُم
مُلكٌ إذا كان مَنْ في المُلكِ مَذبُوبُ

ألقُوا المَصاحِفَ في أَشواكِ أنصُلِهِم
خَوفَ الهَلاكِ ألا تَلكَ الألاعِيبِ

هَذا مُعاويةٌ ما فازَ مَختَتَمًا
مَن شَطَّ كانَ وَإِنْ هُو فازَ مَغلُوبُ

ظَنَّت جَحافِلُهُ جَهلًا ومَغبَنَةً
فِي الحَربِ آلتُهُم عِزٌ وتَغلِيبُ

صَبَّ العَلَيُّ نَسِيجَ الدِّرعِ واتّجَهَ
نَحْوَ الشَّآمِ وَمَا بالسَّيفِ تَشذِيبُ

كانَت لصِفِّينَ أياتٌ تُحَدِّثُها
لما حَدا جَيشُهُ يَسمُوه تَلجِيبُ

فانحَطَّ من صَبَبٍ كالماءِ مُنسَرِبٍ
كالحَتفِ مُنقَلبٍ يَكسُوهُ تَلبِيبُ

أَخلى الرُّؤُوسَ مِنَ الأجسادِ مُختَرِطًا
مِن قَضَّها وَقَضِيضٍ قَضَّهُ الذِّيبُ

لَما دَهاهُم تَرامُوا كالزَّرازِيرِ
وَأعتَلَّ إبنُ أبي سُفيانَ تَعجِيبُ

أنّى يُحارِب مَن يَعلُوهُ مَنزِلَةً
عِندَ الإله فَذا فِي اللَّوحِ مَكتُوبُ

هَذا ابنُ عَمِّ حَبِيبِ الله مَنصُورٌ
وَمَن يَبارِزُ ذا لا بُدَّ مَثقُوبُ

جَأبُ الطَلِيعَةِ مِهمارُ الدَسِيعَةِ حَ
لآلُ المَنِيعَةِ مِقدامٌ وَمَهيُوبُ

رَبُّ الفُتُوحِ سَلوا عَن خَيبَرٍ فَلَقَد
كَانَت لكَفَّيهِ فِيها مِنهُ تَصوِيبُ

حَثَّ الجُنُودَ فما جَدُّوا بِها لَدَداً
حتى تَقَدَّمَهُم فَالفَتحٌ مَكسُوبُ

الآن أطرُقُ بَابًا لَيسَ يَفتَحُهُ
إلّا الأنِينُ لعَامٍ فِيهِ تَعتِيبُ

عَامُ الجَماعَةِ فَضلٌ نَالَهُ الحَسَنُ
أمّا أمَيَّةُ ما نَالُوه مَنكُوبُ

هذا الحُسَينُ لِمسرى مَوتِهِ وَجَعٌ
يا لَيت شِعري وَما بالشِّعرِ تَطبِيبُ

رَيحانَةٌ كانَ خَيرِ الخَلقِ يَلثُمُها
كُلٌّ فِداءٌ لَهُ الشُّبانُ والشِّيبُ

طَلقٌ اليَدَينِ وأتقاهُم وأحسَنُهُم
مِن خَيرِ خَيرِ أنامِ الأَرضِ مَنسُوبُ

ذا القَلبُ يَلطِمُ أضلاعِي لنصرَتِهِ
هَذا الأمِيرُ لفِي الأحشاءِ مَنصُوبُ

سَمحٌ وصَمعٌ جَزِيلٌ فِي بَواذِلِهِ
يَأوي إلَيهِ إذا ما اهتالَ طِنيبُ

جَلدٌ نحِيتته حِرزٌ حَرِيزَتهُ
فِي خَلقهِ عَن عَمِيمِ النَّاسِِ تَهذِيبُ

نَهدُ الخَليقَةِ فَعّالُ الفَضِيلةِ مِن.
هاجُ الإمِامةِ مَرهوبُ ومَحبُوبُ

هَامَت بِبَكَّةَ أنَفاسُ تَوَدِّعُهُ
يَومَ الرَّحِيلِ وَعَقدُ العَزمِ مَدؤُوبُ

قَد كان دِينًا وحَتْمًا أمْرُ مَطْلَبِهِ
وَكُلُّ مُنكِرِ ذا فِي الأَرضِ مَغضُوبُ

كلٌّ أَتُوهُ وَقالوا دَعكَ وَلتَبقى
إنَّ العِراقَ لِفي الإيِفاءِ مَعيُوبُ

هَذا اليزيدُ بَغا بَغيًا تَعَنّتَهُ
هَذا اليَزِيدُ لَمَذمُومٌ وَمَثلُوبُ

إنّ الخِلافَةَ شُورى لُبُّ مَبلَغِها
إِمعَانُ رَأيٍ سَدِيدٍ ثُمَّ تَنصِيبُ

إنَّ الحُسَينَ أبى حَيْفًا جرى بَدَلًا
عَنْ حُكْمِ عدْلٍ وَحُكْمُ العَدْلِ مَوجُوبُ

في كربَلاءَ أتَتْ أشتاتُ خَانِعَةٍ
مِنَ الكِلابِ وإِِن عُدّت جَنادِيبُ

لمَا دَعوه لحَتْفٍ شَكَّ مُنْصَلَهُ
وَاحتَزَّ مِنهم وخَطفُ المَوتِ مَقروبُ

دَبُّوا عَليه وَما مِن بَيْنِهِم وَحِداً
نِداً وَكُلٌّ بِهِم بِالكُفرِ مَخضُوبُ

قَد ماتَ تَحتَ حَديدِ الحَدِّ مُنصَلِتاً
والحَدّ يَبكِي دَماً في النَّصلِ مَسرُوبُ

نَافَحتُ عَنهُ وَمَا أَحقَقتُ حَقّهُ إذْ
هَذا مَقامٌ عَظِيمُ الشَّأوِ شَنخُوبُ

شَأنُ العُيونِ شِنِينٌ سَوفَ تَرسِلُها
منِّي بِسيْلٍ فَلَن يُخْفِيهِ تَوْضِيبُ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى