أقلام

ثامنٌ في خارطة الفقد

رباب حسين النمر

طيفٌ يمرُّ ملفّعاً بسَوادِ
عَبَرت به الزَّهراءُ أيَّ فؤادِ

وَتَسَربَلَتْ بالحزنِ تطوي غربةً
وتشعُّ كرباً، بالمصابِ تنادي

دربٌ إلى طوسٍ تعبّد بالشجى
عنقودَ إيلامٍ، ولونَ سُهادِ

وإذا بها الشَّهقاتُ تنصبُ مأتماً
في الريِّ مشتعلاً بغيرِ وِقادِ

تنعى الرضِّا من آلِ بيتِ محمَّدٍ
لمَّا دهاهُ الغدرُ بالأحقَادِ

فتبسَّمَ المأمونُ غِلاًّ فاضحاً
والسُّمُّ يَهتِكُ سَيِّدَ العُبَّادِ

سالت من الرُّمانِ أيُّ خيانةٍ
سَكَبَتْ على الزَّهراءِ ليلَ جِلادِ

وسَرَتْ من العنبِ الرجيمِ سقيفةٌ
فَتَكَتْ بآل البيتِ دون زِنادِ

وتَفَتَّت كبدُ الرسولِ بحرقُةٍ
يا ليتني جسداً لذي الأكبادِ

يحثو أبو الصُّلتِ التُّرابَ مُزَّملاً
بالخطبِ، يدعو بالثُّبور ينادي

وأتى الجوادُ يضمُّهُ في لوعةٍ،
ليريقَ ماءَ الغُسلِ بابُ مُرادِ

دفنوا لأحمد بضعةً ما زراها
مكروبُ إلا ربَّتَتْهُ أيادي

كم مُوجَعٍ وَهَبَ الشِّفاءَ لجُرحِهِ
ويَبُلُّ جوداً لهفَةً للصّادي

عتباتُه للعاشقين مقاصداً
وربى ضريحِهِ دوحةُ السُّجّادِ

يا ضامنَ الفردوسِ هبني حاجةً
فالشَّوقُ أنهكني وصبَّ مِدَادي

عَلِّي أحلِّقُ في سمائِك زائراً
وتحطُّ أقدامي مع الوُفّادِ

وأنالُ من عينيكَ نورَ شفاعةٍ
لتكونَ في يومِ القيامةِ زادي

 

*ألقاها مساء الجمعة 16صفر1443هـ
الشيخ عبدالله البحراني على منبر حسينية الإمام الحجة بالخرس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى