أقلام

ما الفرق بين مرضي الزهايمر والخرف وما هي اتجاهات الدراسات لفهم مرض الزهايمر في محاولة للتوصل إلى علاجات له؟

المترجم: عدنان احمد الحاجي

بقلم إيرين كياتا

يعد مرض الزهايمر وأنواع الخرف المرتبطة بهأمرًا مألوفًا، حيث أفادت مراكز السيطرة علىالأمراض والوقاية منها أن 5.8 مليون شخصفي الولايات المتحدة يعانون منهذين المرضين(1). ومن المتوقع أن يرتفع هذاالعدد إلى 14 مليوناً بحلول عام 2060.

ولكن ما الفرق بين مرضيالزهايمر(2) والخرف(3)؟

“الخرف هو مصطلح شامل يشير بشكل عامإلى فقدان الذاكرة أو القصور الإدراكي(ويُعرف أيضًا بـ الاختلال المعرفي)(4) الذييلاحظه الناس،” بحسب ما قالت بيكيبريساشر Becky Briesacher، الأستاذالمشارك في قسم الصيدلة وعلوم النظم الصحيةبجامعة نورث إيسترن.

“مرض الزهايمر هو مرض محدد. أما (الخرف) هو نوع من المتلازمة، أي أنه أشمل. وأضافتبريساشر: “هذا المرض يشمل مجموعة منالأمراض المختلفة”.

وفقا لجمعية الزهايمر، فإن مرض الزهايمر هوالنوع الأكثر شيوعًا من الخرف، الناجم عن نمواللويحات الدهنية والتشابكات اللييفية العصبية(5) في الدماغ التي تؤدي إلى موت المساراتالعصبية [المترجم: المسار العصبي هو سلسلة من الخلايا العصبية المرتبطة ببعضها البعض، والتي تسمح بإرسال إشارات من منطقة إلى أخرى في الدماغ(6)].

ولكن يمكن أن يكون سبب الخرف أيضًاأمراض التنكس العصبي [فقدان تدريجي متفاقم لبنية أو وظيفة الحلايا العصبية، بما قد يصل إلى موت (تلف) الخلايا العصبية(7)] مثلمرض هنتنغتون [داء هنتنغتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في الدماغ(8)] ومرضباركنسون [وهو مرض تنكسي يصيب الجهازالعصبي المركزي ويعرف بالشللالارتعاشي(9)]. يمكن أيضًا أن يكون سببالخرف هو حالات تؤدي إلى عدم تدفق الدموالأكسجين إلى الدماغ (ويُعرف بـ الخرفالوعائي)(10) أو تلف الأعصاب في الفصالجبهي المعروف باسم الخرف الجبهيالصدغي(11).

“كل أمراض التنكس العصبي يمكن أن تسببالخرف”. “الأمراض الأخرى تحدث بتواتر أقل،ولهذا السبب فهي أقل شهرة ولا تجري على ألسنة الناس كثيرًا،” حسبما قال نيكولايسلاڤوڤ Nikolai Slavov، الأستاذ المشاركفي الهندسة البيولوجية في كلية الهندسةبجامعة نورث إيسترن.

يعمل نيكولاي سلاڤوڤ في مختبره بمبنى علوم الحياة، في جامعة نورث إيسترن.

وبما أن مرض الزهايمر هو أكثر هذه الأمراضشيوعاً، فقد يتساءل الكثيرون: ما الذي يمكنفعله للوقاية من هذا المرض؟

لسوء الحظ، ليس هناك إجابة بسيطة. وقال سلاڤوڤ إن هناك عوامل وراثية مؤثرة فياحتمال الاصابة بالزهايمر، بالإضافة إلىعوامل لها علاقة بخيارات أسلوب الحياة(12). ولم تحدد البحوث العلمية أي هذه العوامل هيأكثر تأثيرًا من غيرها.

هناك عدد من العوامل لها علاقة بانخفاضاحتمال الإصابة بالخرف، مثل مستوياتالتعليم العالي واتباع نظام غذائي لبلدانحوض البحر المتوسط، والذي يركز على الحبوبالكاملة والفواكه والخضروات والدهون الصحية.

وقال سلاڤوڤ: “إن أسلوب الحياة النشطوممارسة التمارين الرياضية والحياة الصحيةيساعد على تأخير ظهور أعراض مرضالزهايمر وعلى خفض احتمال الإصابة به”.

السن يعتبر عامل احتمال مهمًا أيضًا. الأشخاص يصبحون أكثر عرضة للإصابةبالخرف كلما تقدموا في السن. ولكن ما الفرقبين النسيان الطبيعي والمشكلة الأكثر خطورةالمتمثلة بفقدان الذاكرة؟ توضح بريساشر الأمرعلى هذا النحو: من الطبيعي أن ننسى اسمأحد معارفنا البعيدين؛ ولكن ليس من الطبيعيأن ننسى اسم أحد أفراد العائلة أو الأصدقاءالمقربين.

وتضيف بريساشر: “المشكلة تتمثل في فقداندائم للذاكرة، وليس فقدانًا عرضيًا من حينلآخر، وعدم القدرة على تذكر الأشياء التياعتاد الشخص المصاب تذكرها قبل إصابتهبالمرض”. “لهذا السبب فإن ما نلاحظه عادة(كواحد من الأعراض المبكرة) هو أن المصابيضيع ولا يهتدي الطريق إلى المكان المقصود،كالمنزل مثلًا. قد يضيع في أماكن مألوفة جدًاله كان يعرفها بشكل عام، لكنه لا يستطيع الآنأن يهتدى فيها / إليها بعد الإصابة.

وقالت بريساشر إن فقدان الذاكرة يتطور إلىدرجة لا يتمكن فيها المرضى من العمل بشكلمستقل لوحدهم (أي لا يستطيعون الاعتمادعلى أنفسهم).

وأضافت: “الخرف مرض تنكسي”. “يبدأخفيفًا، حيث لا تظهر إلَّا بضعة أعراض مختلفةفقط، ثم يتنكس ولا يتحسن أبدًا؛ ويعتبر مرضًامزمنًا يزداد سوءًا بمرور الزمن”.

لا يوجد علاج لعكس (علاج) فقدان الذاكرة. وقال سلاڤوڤ إن عدم فهم الآليات الجزيئيةلمرض الزهايمر(13) على وجه التحديد جعلالتوصل إلى علاج له أمرًا صعبًا. ولكن هناكعلاجات لإبطاء حالة التنكس. قد يساعد هذاالبحث(13) والعلاجات المنبثقة عنه المرضىالمصابين بالخرف من أسباب أخرى غير مرضالزهايمر.

الدراسة الجارية(13)

قال لي ماكوفسكي Lee Makowski، رئيس قسم الهندسة البيولوجية بجامعة نورث إيسترن نحاول مراقبة تطور هذه اللويحات الدهنية والتشابكات اللييفية أثناء تطور المرض وأثناء انتشارها عبر مناطق مختلفة من الدماغ. اللويحات الذهنية التي تسبب مرض الزهايمر هي تراكم من البروتينات والدهون التي تبدأ في مكان وتنتشر عبر الدماغ على مدى سنوات، وفقا لماكوفسكي، مما يؤدي إلى إتلاف المشابك العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى الأعراض التي يربطها الناس بمرض الزهايمر.

سيعمل ماكوفسكي وفريقه مع مستشفى ماساتشوستس العام للحصول على عينات أنسجة دماغية من مرضى تُوفوا بمرض الزهايمر. وستقوم الدراسة بفحص الذين توفوا خلال مراحل مختلفة من المرض، من بداية المرض إلى نهايته، من أجل التعرف على التطور الكامل لمرض الزهايمر. سيقومون أيضًا بفحص الأنسجة من مناطق مختلفة من الدماغ. وللقيام بذلك، سيستخدم ماكوفسكي وفريقه تصوير الحيود الميكروي للأشعة السينية لفحص البنية الجزيئية للويحات الدهنية والتشابكات اللييفية العصبية وما إذا كانت تتغير طوال فترة المرض. تساعدهم هذه الطريقة أيضًا على معرفة كيف تتفاعل اللييفات(14) مع بنيويات البروتين المختلفة في الدماغ وما إذا كانت هذه التفاعلات تساعد في تقدم المرض.

وقال: “الفكرة بأكملها هنا هي معرفة ما إذا كانت هناك تحولات في البنية اللييفية أثناء تقدم المرض أم أن البنيوية اللييفية تبقى كما هي بشكل أو بآخر أثناء تقدم المرض، مما قد يشير إلى أنها انتقلت واستنسخت إلى حد ما”. “إذا تمكنا من التعرف على أي من هذه التفاعلات لها دور مهمٌ في تقدم المرض، فقد نتمكن من التوصل إلى مركبات كيميائية علاجية يمكن أن تمنع تلك التفاعلات وربما تبطئ من تقدم المرض”.

خلال العام الماضي، تمت الموافقة بالفعل على العديد من العلاجات لإبطاء تطور مرض الزهايمر بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30%. هذا البحث، إذا نجح، يمكن أن يساعد في تطوير علاجات يمكن أن تبطئ من انتشار المرض بشكل أكثر لو تمكن الباحثون من معرفة كيف يوقفون التفاعلات التي تسبب نمو وتراكم اللويحات الدهنية.

وقال سلاڤوڤ: “إذا فهمنا آليات (مرضالزهايمر)، أعتقد أن هذا الفهم قد يكون فعالًافي أشكال أخرى من الخرف مثل مرضهنتنغتون أو أمراض أخرى، يمكن اختبارفعاليته هناك أيضا”. “ليس من المستبعد أنيكون هناك درجة من التعافي منه إلى حد ما. ليس من الواضح ما إذا كان هذا ممكنًا، ولكن… إذا تمكنا من الحد من الالتهابات وتحسينالحالات (الظروف) الفسيولوجية(15) للخلاياالعصبية السليمة (غير التالفة)، فربما يكون منالممكن الحصول على علاج يؤدي إلى تحسنالحالة.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.cdc.gov/aging/publications/features/Alz-Greater-Risk.html

2- https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطرابات-الدماغ-والحبل-الشوكي-والأعصاب/الهذيانُ-والخرف/داء-ألزهايمر

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/خرف

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/نقيصة_معرفية

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/تشابك_لييفي_عصبي

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/مسار_عصبي

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/تحلل_عصبي

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/داء_هنتنغتون

9- https://ar.wikipedia.org/wiki/مرض_باركنسون

10- https://ar.wikipedia.org/wiki/خرف_وعائي

11- https://ar.wikipedia.org/wiki/الخرف_الجبهي_الصدغي

12- https://ar.wikipedia.org/wiki/أمراض_نمط_الحياة

13- https://news.northeastern.edu/2023/10/11/alzheimers-treatment-new-research-nih-grant/

14- https://ar.wikipedia.org/wiki/لييف

15- https://ar.wikipedia.org/wiki/ظرف_فيزيولوجي

المصدران الرئيسان

1- https://news.northeastern.edu/2023/12/01/alzheimers-vs-dementia-differences/

2- https://news.northeastern.edu/2023/10/11/alzheimers-treatment-new-research-nih-grant/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى